عادل التين الأعضاء الجدد
الجنس : عدد المساهمات : 19 نقاط : 57 تاريخ الميلاد : 20/03/1973 تاريخ التسجيل : 20/09/2010
| موضوع: من أسرار الرحمة الأحد أكتوبر 03, 2010 12:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
ومن أحب القرب إلى الله تعالى ما قد جربه العلماء وأهل المعرفة ، هو النفع المتعدي من اصطناع المعروف جبراً للقلوب المنكسرة ، وإطعاماً لذوي الأكباد الجائعة ، وإدخالاً للسرور على المساكين المحرومين ، فهذا القسم من الخير يؤثر تأثيراً عجيباً في القلوب ،
قيل : أوحى الله تعالى إلى ذي القرنين عليه لسلام : ما خلقت خلقاً بعد العقل أحبَّ إليَّ من المعروف ، وسأجعل لك عليه علماء فمن رأيتني قد حبَّبتُه إليه ، ويسَّرتهُ عليه ، وألهمت الناس الطلب إليه . فأحبِبْه ، وتولَّه ؟ فإنه أحب الخلق إليّ . ومن رأيتني قد بغضت إليه المعروف ، وعسرته عليه ، وصرفت وجوه الناس عن الطلب إليه؟ فأبغضه ، وابرأ منه ؟ فإنه أبغض الخلق إليّ .
فإذا أردت أن تنالك رحمة الله عز وجل ، ولا تفوتك عواطفه. . فارحم خلقه ، وتحنن عليهم . فقد قيل: الراحمون يرحمهم الرحمن ، ومن لا يرحم لا يرحم ! فافهم.
واعلم أنك كما تدين تدان ، فالربُّ تعالى مَجْدُه ، وتقدست أسماؤه له عواطف عميمة ، ورحمته وتحننه على خلقه. . وله رحمة سابغة لخلقه ، فالسعيد من ألهم الخير فاقتفى رحمته وتحننه على خلقه ، والشقي من ألهم الإضرار بهم والقسوة عليهم ، نعوذ بالله من درك الشقاء
ألا ترى إلى ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه سلم : ( أن بَغِيّاً من بغايا بني إسرائيل رأت كلبا يلهث من العطش ، فسقته ، فشكر الله تعالى لها وغفر ذنبها )! فانظر إلى رحمة الله كيف لحقت هذه المرأة الخاطئة برحمتها لهذا المخلوق المحتقر فما ظنك بالأخيار من أبناء جنسك. . وربما كان بعضهم فاضلا عليك في الدين وفي الأخلاق. . وإن كان ظاهره لا يعطي ذلك ؟ فعليك بالرحمة ، وسماحة الخلق ، وسلامة الصدر ، وإن لم يكن ذلك في طباعك فتطبعه وتخلق به ، واحذر خطايا القلوب وخفايا الذنوب . وما أحسن ما قال بعضهم : يا أصحاب الذنوب الخفية احذروا العقوبة الخفية! ولِخَوَاصِّ الحق جل جلاله في هذا الباب أسرار لطيفة ، يعاملون الله تعالى بها أمام حاجاتهم لتنجح مطالبهم ، كمثل طلب الشفاء لمرضاهم ، لكن على وجه فيه غموض لا يطلع عليه كل أحد، فمن الأسرار التي قد جرب العارفون المعاملة بها هو أنهم يكثرون الصدقات على ضعفاء الخلق عند النوازل ، وهجوم المخاوف والأمراض . وعند الوقوع في أيدي الظلمة ، لكنهم يُزنون ذلك بميزان عقلي فيبذلون في كل نازلة شيئا على قدر البلية . في عظمها وخفتها ؟ فيجعلون لما خف أمره معاملة دون ما صعب فيه المطلوب ، وإذا عز المطلوب وعظم ، بذلوا لذلك شيئاً جليلاً .
فافهم هذا فإنه ينفعك إذا وُفِّقت لفهمه والمعاملة به ، فإذا عرف الإنسان هذه الأسرار ، فقد مُنِح شيئاً من علوم ذوي الخصوص ،
{ واتقوا الله ويعلِّمكم الله } .
والحمد لله رب العالمين منقول من كتاب إيضاح أسرار علوم المقربين
| |
|
الحياوي مشرف القسم الإسلامي
الجنس : عدد المساهمات : 277 نقاط : 322 تاريخ الميلاد : 06/10/1958 تاريخ التسجيل : 12/09/2010 الموقع : نسائم الإيمان
| |