محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: مَن هو الصحابي؟ الأربعاء أكتوبر 06, 2010 10:14 pm | |
| مَن هو الصحابي؟ الصحابي لغة مشتق من الصحبة, وهي المعاشرة, جاء في لسان العرب: صحبه يصحبه صُحبة بالضم وصحابة بالفتح, وصاحَبَه عاشَرَه ... والصاحب المُعاشر( ). وقال صاحب المصباح المنير: والأصل في هذا الإطلاق -أي إطلاق اسم الصحبة من حيث اللغة- لمن حصل له رؤية ومجالسة. ووراء ذلك شروط للأصوليين. ويطلق مجازاً على من تمذهب بمذهب من مذاهب الأئمة, فيقال: أصحاب الشافعي, وأصحاب أبي حنيفة( ), وكل شيءٍ لائم شيئاً فقد استصحبه( ). ولا يشترط في إطلاق اسم الصحبة لغة, أن تكون الملازمة بين الشيئين طويلة الأمد, أو الملابسة بينهما عميقة, لأنها اسم مشتق من فعل, والأسماء المشتقة من الأفعال يصح أن تطلق بمجرد صدور الفعل, ولا علاقة لها بمقدار تحقق ذلك الفعل في الشخص. فكما أن قولك: ضارب وهو اسم مشتق من الفعل (ضرب) يصح أن يطلق بمجرد صدور الضرب من شخص ما دون النظر إلى مقدار هذا الضرب, كذلك يصح أن يطلق اسم الصحابي أو الصاحب على كل من صحب غيره مهما كان مقدار الصحبة. لهذا قال صاحب الرياض المستطابةيطلق اسم الصحبة في اللغة على الشيئين إذا كان بينهما ملابسة وان قلّت أو مناسبة أو ملابسة من بعض الوجوه)( ). أما تعريف الصحاب من حيث الاصطلاح فقد اختلف العلماء في حدّه على أقوال (فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ( ), وقال ابن حجر: (هو من لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة على الأصح)( ). غير أن (منهم من بالغ فكان لا يعد من الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية كما جاء عن عاصم الأحول حيث قال: رأى عبدالله بن سرجس رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم غير انه لم يكن له صحبة, هذا مع كون عاصم قد روى عن عبدالله بن سرجس هذا عدة أحاديث وهي عند مسلم وأصحاب السنن وأكثرها من رواية عاصم عنه, ومنها قوله: إن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم استغفر له. فهذا يوضح رأي عاصم في الصحابي بأنه من صحب الصحبة العرفية( ). (وكذا روى عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد من الصحابة إلا من أقام مع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سنة فصاعداً أو غزا معه غزوة فصاعداً)( ). ومنهم من اشترط أن يكون حين اجتماعه بهF بالغاً , وهو مردود أيضاً لأنه يخرج أمثال الحسين بن علي ونحوه من أحداث الصحابة( ) وروي عن بعض أصحاب الأصول في تعريفهم للصحابي (أنه من طالت مجالسته عن طريق التتبع)( ) قال ابن حجر: (والعمل على خلاف هذا القول وأنهم اتفقوا على عدّ جمع من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلا في حجة الوداع)( ). ولعل أرجح التعاريف وأجمعها ما اختاره ابن حجر إذ قال: (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو عنه ومن غزا معه أو لم يغز معه ومن رآه ولو لم يجالسه, ومن لم يره لعارض كالعمى)( ). وهذا الذي صححه ابن حجر نسَبَه كثير من العلماء إلى الإمام البخاري رحمه الله تعالى. وأثبت ابن حجر أن البخاري تابع فيه شيخه علي بن المديني رحمه الله تعالى حيث قال: (وقد وجدت ما جزم به البخاري من تعريف الصحابي في كلام شيخه علي بن المديني فقرأت في المستخرج لأبي قاسم بن منده بسنده إلى أحمد بن يسار الحافظ المروزي قال: سمعت أحمد بن عتيك يقول: قال علي بن المديني: من صحب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم )( ). وأرى أن هذا التعريف الذي ذكره ابن حجر هو أرجح التعاريف لما يلي: أولاً: لأنه يتماشى مع المدلول اللغوي لكلمة الصحبة, ولا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره إلا عند وجود مقتضى لذلك من نص أو مانع, لا وجود لشيء من ذلك كله. ثانياً: لأنه قول جهابذة السنة وعلماء الأمة ممن لا يعدل قولهم قول غيرهم ممن خالفهم. ثالثاً: لأن التوسع في إطلاق الصحبة يرى فيه العلماء وجهاً من وجوه الثناء على رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وتقديراً لمكانته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حق قدرها, قال ابن الصلاح: (بلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة ويتوسعون حتى يعدوا من رآه رؤية من الصحابة, وهذا لشرف منزلة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحبة)( ). رابعاً: إن الأقوال الأخرى غير جامعة لكل من تشرف بلقاء النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أو رآه ولو مرة, لأنها اشترطت طول المجالسة أو الغزو معه أو الرواية عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهذه الأمور لم تتحقق لكثير ممن وصفوا بالصحبة, كالعميان والأحداث من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ثم إن الصحبة تكريم من الله لجماعة من البشر اختارهم سبحانه ليكونوا معية رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والنقلة لكل أحداث عصر النبوة. كما إن الجرح والتعديل بتطبيقهم لقواعد النقد العلمي الصحيح لم يعثروا على ما يمكن أن يكون مخلاً بعدالة أي شخص ثبت أنه رأى أو لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مسلماً ومات على الإسلام.
----------------------------------- ( ) لسان العرب, ابن منظور مادة صحب519:1, القاموس المحيط للفيروزابادي 37:1 . ( ) المصباح المنير, المقريزي, مادة (صحبة) 509:1. ( ) مختار الصحاح, أبو بكر الرازي, مادة صحب 356. ( ) الرياض المستطابة في روى في الصحيحين من الصحابة, يحيى بن أبي بكر العامري 12, وانظر: الكفاية في علم الرواية, للخطيب البغدادي 100 ( ) تدريب الراوي, السيوطي 210:2 ( ) نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر, ابن حجر العسقلاني (مطبوعة في ذيل سبل السلام) 4: 230. ( ) فتح الباري, ابن حجر 3:8. ( ) فتح الباري: 3/8 , تدريب الراوي: 11:/2. ( ) فتح الباري: 4/8 . ( ) تدريب الراوي: 210/2 , الرياض المستطابة: 12 . ( ) فتح الباري: 8/3. ( ) الإصابة في تمييز الصحابة رضي الله تعالى عنهم , ابن حجر: 1/7. ( ) فتح الباري: 8/4. ( ) مقدمة ابن الصلاح: 146.
من كتاب الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومكانتهم عند المسلمين رسالة مقدمة إلى مجلس كلية العلوم الإسلامية لنيل درجة الماجستير في العلوم الإسلامية الطالب محمود عيدان أحمد الدليمي تحت إشراف الدكتور حارث سليمان الضاري 1413 هـ-1993 م
| |
|
محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: مَن هو الصحابي؟ الخميس أكتوبر 07, 2010 4:14 am | |
| | |
|