عادل التين الأعضاء الجدد
الجنس : عدد المساهمات : 19 نقاط : 57 تاريخ الميلاد : 20/03/1973 تاريخ التسجيل : 20/09/2010
| موضوع: الموعظة بالموت السبت أكتوبر 16, 2010 3:00 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنلَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ إن مما يبطر النفس ويدفعها إلى الصراعات المشؤومة والشهواتالمذمومة طول أملها، ونسيانها للموت، ولذلك كان مما تعالج به النفس تذكر الموت الذي هو أثر القهر الإِلهي، وقصر الأمل الذي هو أثر عن تذكر الموت، وبقدر ما يقصر الأملويتذكر الإِنسان الموت يكون عكوفه على القيام بحقوق الله أكثر، ويكون الإِخلاص في عملهأتم، ولا يظننّ ظان أن قصر الأمل يحول دون إعمار الدنيا، فالأمر ليس كذلك بل عمارةالدنيا مع قصر الأمل تكون أقرب إلى العبادة، إن لم تكنعبادة خالصة، ففارق بين مَنْ يعملبالسياسة قياماً بحق الله، وبين من يعمل فيها من أجل شهوة نفسه. إن قصر الأمل وتذكر الموت ينقلان الإِنسان من الطور الثاني إلى الطور الأول، ومن ههنا وغيره يأخذ تذكر الموت وقصر الأملأهميتها كوسيلتين من وسائل تزكية النفس، وهاك بعض كلام الغزالي في هذا وذاك. قال الإمام الغزالي رحمه الله ذكر الموت أما بعد، فجدير بمن الموت مصرعه، والتراب مضجعه، والدود أنيسه، ومنكر ونكيرجليسه، والقبر مقره وبطن الأرض مستقره،والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، أن لايكون له فكر إلا في الموت ولا ذكر إلا له، ولا استعدادإلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه، ولا تطلع إلا إليه، ولا تعريجإلا عليه، ولا اهتمام إلا به، ولا حول إلا له، ولا انتظاروتربص إلا له، وحقيق بأن يعد نفسه من الموتىويراها في أصحاب القبور، فإن كل ما هو آت قريب والبعيدما ليس بآت، وقد قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: "الكَيِّسُ من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت" ولن يتيسر الاستعداد للشيء إلا عند تجدد ذكره على القلب، ولا يتجدد ذكره إلا عندالتذاكر بالإِصغاء إلى المذكرات له والنظر في المنبهات عليه،ليكون ذلك مُستحثاً على الاستعداد فقد قرب لما بعد الموت الرحيلفما بقي من العمر إلا القليل والخلق عنه غافلون {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِيغَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} في ذكر الموت والترغيب في الإِكثار من ذكره اعلم أن المنهمك في الدنيا المكِّبَ على غرورها المحبَّ لشهواتهايغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره وإذا ذُكِّر به كرهه ونفر منه، أولئكهم الذين قال الله فيهم: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِيتَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِالْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ثم الناس: إما منهمكٌ، وإما تائب مبتدئ، أو عارف منته. أما المنهمك: فلا يذكرالموت، وإنْ ذكره فيذكره للتأسف على دنياه ويشتغل بمذمته، وهذا يزيده ذكر الموت منالله بُعداً. وأما التائب: فإنه يكثر منذكر الموت لينبعث به من قلبه الخوف والخشية فيفي بتمام التوبة وربما يكره الموتخيفة من أن يختطفه قبل تمام التوبة وقبل إصلاح الزاد، وهو معذور في كراهة الموتولا يدخل هذا تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "من كره لقاء الله كره الله لقاءه". فإن هذا ليس يكره الموتولقاء الله وإنما يخاف فوت لقاء الله لقصوره وتقصيره، وهو كالذي يتأخر عن لقاءالحبيب مشتغلاً بالاستعداد للقائه على وجهٍ يرضاه فلا يعد كارهاً للقائه. وعلامة هذا أن يكون دائم الاستعداد له لا شغل له سواه وإلا التحق بالمنهمك في الدنيا، وأما العارف: فإنه يذكر الموت دائماً لأنه موعدُ لقائه لحبيبه،والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب، وهذا في غالب الأمر يستبطئمجيء الموت ويحب مجيئه ليتخلص من دار العاصين وينتقل إلى جوار رب العالمين.
| |
|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: الموعظة بالموت السبت أكتوبر 16, 2010 3:14 pm | |
| من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ
كفى بالموت واعظا
أشكرك
| |
|