الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره )
لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
أولا : إذا لم يظهر المنتدى بشكله الكامل يرجى تغيير المستعرض عندكم إلى موزيلا فاير فوكس فهو المعتمد لدينا ...
ثانيا : يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 829894
ادارة المنتدى لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 103798center]
الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره )
لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
أولا : إذا لم يظهر المنتدى بشكله الكامل يرجى تغيير المستعرض عندكم إلى موزيلا فاير فوكس فهو المعتمد لدينا ...
ثانيا : يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 829894
ادارة المنتدى لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 103798center]
الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره )
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل))

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو بهاء
مشرف القسم الصوفي
مشرف القسم الصوفي



الدعاء لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 30538310

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 9k=

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 2Q==

الأوسمة لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) V%e1ip

الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56
نقاط : 83
تاريخ الميلاد : 10/05/1971
تاريخ التسجيل : 27/10/2010

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) Empty
مُساهمةموضوع: لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل))   لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 3:07 am

لطائف ضمنها معارف
من أين تأكل



قيل لحاتم الأصم: من أين تأكل ؟ فقال : من عند الله فقيل له : الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء ؟ فقال : كأن ما له إلا السماء ! يا هذا الأرض له والسماء له فإن لم يؤتني رزقي من السماء ساقه لي من الأرض وأنشد ([1]):
وكيف أخاف الفقر والله رازقي **** ورازق هذا الخلق في العسر واليسر
تكفل بالأرزاق للخلق كلهم ****وللضب في البيداء والحوت في البحر



قال رجل لحاتم الأصم: من أين تأكل ؟ فقال : ﴿ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون﴾([2]) .

وقيل لبعضهم : من أين تأكل ؟ فقال : الذي خلق الرحى يأتيها بالطحين والذي شدق الأشداق هو خالق الأرزاق([3]) .

وقيل لأبي أسيد([4]): من أين تأكل ؟ فقال : سبحان الله والله أكبر ! إن الله يرزق الكلب أفلا يرزق أبا أسيد([5]) .

وقيل لبشر الحافي رحمه الله: من أين تأكل؟ فقال: من حيث تأكلون ، ولكن ليس من يأكل ، وهو يبكي كمن يأكل وهو يضحك([6]) .

وقد كان وكيع بن الجراح أشبه العلماء بالسلف ، وكان يشبه بعبد اللّه بن مسعود وقد كان يشدد في الطعمة فسئل عن الحلال، فجعل يعزره ويقول: أين الحلال؟ وكيف لي بالحلال؟ ثم قال: لو سألنا مسترشد عن علمنا في الحلال فقلنا له: كل أصول البردي وألقي ثوبك وادخل في الفرات قيل: وأنت يا أبا سفيان من أين تأكل؟ قال: آكل من رزق اللّه وأرجو عفو اللّّه([7]) .

وقيل لبعضهم: من أين تأكل؟ فقال: من حيث يأكل عبدٌ له رب([8]).

وقال إبراهيم بن أدهم: سألت بعض الرهبان من أين تأكل؟ فقال لي: ليس هذا العلم عندي ، ولكن سل ربى من أين يطعمني([9]) .

قال الأصمعي: مررت بأعرابيه في البادية في كوخ فقلت لها: يا أعرابية من يؤنسك ها هنا ؟ قالت : يؤنسني مؤنس المؤتى في قبورهم ، قلت: فمن أين تأكلين ؟ قالت : يطعمني مطعم الذرة ، وهي أصغر مني([10]) .

قال الأصمعي قال: لقيت أعرابياً نظيف الثياب حسن الوجه في بعض البادية، فقلت يا أعرابي من أين تأكل؟ فقال لي: لو اتكلت على أن آكل من حيث أعلم لطال جوعي([11]).

أخرج ابن عساكر ، عن السليط بن سبيع وكان من بني عامر قال: كنت تاجراً، وكان أكثر تجارتي في البحر، فركبت من ذلك إلى بلاد الصين فأتيت على راهب من رهبان الصين كان على دين عيسى بن مريم وكان مؤمناً فناديته: يا راهب، فأشرف من صومعته فقال: ما تشاء؟ قلت: من تعبد؟ قال: الذي هو خلقني وخلقك، قلت: يا راهب فعظيمٌ هو؟ قال: نعم يا فتى، عظيم في المنزلة، قد حوت عظمته كل شيء، لم يحلل بنفسه في الأشياء فيقال منها، ولم يعتزل فيقال ناءٍ عنها. قلت: يا راهب، فأين الله من محل قلوب العارفين؟ قال: يا فتى، إن قلوب العارفين لا تعزب عن الله بعد إذ علم أنها إليه مشتاقة. قلت: يا راهب، فما الذي قطع بالخلق عن الله؟ قال: حب الدنيا، لأنها أصل المعاصي ومنها تفجرت، ولم تصل بهم إلى إبطال تركها قلة معرفة.

ولتركها ثلاث منازل: فأولها منزلة ترك الحرام من القول والفعل والعزائم، والرضا بما جل من ذلك أو دق حتى تطيع الله فيمن عصاه فيك، وتعتزل الصديق والعدو فعند ذلك تتفجر ينابيع الحكمة من قلبك، وتدع الهوى بنور الإيمان عليك.

والمنزلة الثانية: ترك الفضول من القول والمقال والمنال حتى ترحم من ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك، فعند ذلك تقاد بحلاوة طاعة الله عز وجل وبعزم الإرادة، وترتبط بحبل الطاعة.

والمنزلة الثالثة: ترك العلو والرئاسة، واختيار التواضع والذلة، حتى تصير مثل مملوك لسيده، وبامراج النظر تطلعت النفس إلى فضول الشهوات فأظلم القلب فلم ير جميلاً فيرغب فيه، ولا قبيحاً فيأنف منه، وبضبط النظر ذلت النفس عن فضول الشهوات فانفتح القلب فأبصر جميلاً يرغب فيه، وانكشف العقل فأبصر.

قلت: يا راهب، فأيما العقل؟ قال: أوله المعرفة، وفرعه العلم، وثمرته السنة. قلت: يا راهب، متى يجد العبد حلاوة الإيمان والأنس بالله؟ قال: إذا صفا الود، وجادت المعاملة. قلت: يا راهب، متى يصفو الود؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت في الطاعة. قلت: يا راهب، متى تخلص المعاملة؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت واحدة.

قلت: يا راهب، عظني وأوجز. قال: لا يراك الله حيث يكره. قلت: زدني من الشرح لأفهم. قال: كل حلالاً،، وارقد حيث شئت. قلت: يا راهب، لقد تحليت بالوحدة! قال: يا فتى، لو ذقت طعم الوحدة لاستوحشت إليها من نفسك، الوحدة رأس العبادة. ومؤنسها الفكرة. قلت: يا راهب، فما أشد ما يصيبك في صومعتك من هذه الوحدة؟ قال: يا فتى، ليس في الوحدة شدة. الوحدة أنس المريدين قلت: يا راهب، ما أشد ذلك عليك؟ قال: تواتر الرياح العواصف في الليل الشاتي. قلت: تخاف أن تسقط فتموت؟ فتبسم تبسماً لم يفتح فاه ولكن أشرق وجهه وقال: يا فتى هل العيش إلا في السقوط، وما أشبهه من أسباب الموت! قلت: فلم يشتد ذلك عليك إن كان ذلك؟ قال: يا فتى، أما والله، إذا اشتدت علي الريح وعصفت ذكرت عند ذلك عصوف الخلق في الموقف مقبلين ومدبرين لا يدرون ما يراد بهم، حتى يحكم الله بين عباده، وهو خير الحاكمين. فصاح صيحة أفزعتني من شدتها: يا طول موقفاه! قلت: يا راهب بم يقطع الطريق إلى الآخرة؟ قال: بالسهر الدائم، والظمأ في الهواجر. قلت: يا راهب فأين طريق الراحة؟ قال: في خلاف الهوى. قلت: يا راهب، متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة. قلت: يا راهب، لقد تخليت من الدنيا، وتعلقت في هذه الصومعة؟ قال: يا فتى، إنه من مشى على الأرض عثر، ففرت فرار الأكياس من فخ الدنيا، وخفت اللصوص على رحلي، فتعلقت في هذه الصومعة، وتحصنت بمن في السماء من فتنة من في الأرض، لأنهم سراقون للعقول، فتخوفت أن يسرقوا عقلي، وذلك أن القلب إذا صافى صديقه ضاقت به الأرض، وإذا أنا تفكرت في الدنيا تفكرت في الآخرة وقرب الأجل، فأحببت الرحيل إلى رب لم يزل. قلت: يا راهب، فمن أين تأكل؟ قال: من زرعٍ لم أتولَّ بذاره، من بيدر اللطيف الخبير، ثم قال: يا فتى، إن الذي خلق الرحا هو يأتيها بالطحين، ثم أشار بيده إلى رحا ضرسه. قلت: يا راهب، كيف حالك في هذه الدنيا؟ قال: كيف حال من يريد سفراً بعيداً بلا أهبة ولا زاد، ويسكن قبراً بلا مؤنس، ويقف بين يدي حكم عدل؟.

ثم أرخى عينيه فبكى. قلت: يا راهب، ما يبكيك؟ قال: يا بني حقاً أقول لك، ذكرت يوماً مضى من أجلي لم يحسن فيه عملي، أبكاني قلة الزاد وبعد المعاد، وعقبة هبوط إلى جنةٍ أو إلى نارٍ قلت: يا راهب فلو تحولت من هذه الصومعة وخالطتنا، فإن عندنا رهباناً يخالطونا ويعاشرونا. قال: هيهات، يا فتى، كم من متعبدٍ لله بلسانه معاند له بقلبه، يقاد إلى عذاب السعير، ذلك زاهد في الظاهر، راغب في الباطن، حسن القول، خبيث المعاملة، مشارك لأبناء الدنيا لا يفر من جوار إبليس. قلت: أستغفر الله قال: يا فتى، سرعة اللسان بالاستغفار من غير بلوغ توبة الكذابين، ولو علم اللسان مما يستغفر الله لجف في الحنك. يا فتى، إن الدنيا منذ ساكنها الموت لم تقر بها عين كلما تزوجت الدنيا بزوج طلقها الموت، فالدنيا من الموت طالقة لم تقض عدتها بعد فمثلها مثل الحية لينٌ مسها والسم في جوفها، يحذرها رجال ذوو عقول، ويهوي إليها الصبيان لقلة عقولهم وتضرعهم بمرارة عيشهم وكدر صفوها. يا فتى، كم من طالب للدناي لا ينال حاجته، ولم يبلغ أمله، ولم يدركها، ومدرك لها إدراكاً فيه مرارة عيشها وكدر صفوها.

واعلم يا فتى أن شدة الحساب ومعاينة الأهوال مع الحمل الثقيل سيثقل اليوم على المسرفين بما عملوا ومرحوا في الأرض بغير ما أمروا. يا فتى، اجتناب المحارم رأس العبادة وسيعلم المتقون بما صبروا على سجع الطريق والظمأ في الهواجر والقيام على الأقدام في ظلم الدجى وإجاعة الأكباد وعري الأجساد، وذلك أن الله عدل في قضائه سابق في مقاله، لا يضيع أجر المحسين قلت: يا راهب، إني لأريد لنفسي شيئاً من المطعم والمشرب فلا يكفيني حتى تتوق نفسي إلى أكثر من ذلك. قال: يا فتى، إن نواصي العباد في يد الله عز وجل وقبضته فلا يجوزون من ذلك إلى غيره، قد قسم أرزاقهم وفرغ من آجالهم، تدبير الله عز وجل له في مطعمه ومشربه أحرى أن لا يجريه تدبيره لنفسه. قلت: أوه، ضربت فأوجعت وشددت فأوثقت. قال: بل أطعمت فأشبعت، ووعظت فنفعت. قلت: يا راهب، بم يستعان على الزهد في الدنيا؟ قال: بتقصير الأمل، وذكر الموت، والمداومة على العمل. قلت: يا راهب، فمتى ترحل الدنيا عن القلب، وتسكن الحكمة الصدر؟

فصاح صيحة خر مغشياً عليه، ومكث ساعة كذلك، ثم أفاق من غشيته فقال لي: كيف قلت؟ قال: فأعدت عليه القول. فقال: لا والله، لا ترحل الدنيا عن القلب وأنت منكب على القراريط والفلوس تتلذذ بالنظر إلى كثرتها، وتستعين بكسب الحرام على جمعها، وأنت تحب النظر إلى هؤلاء وأشار بيده إلى الخلائق، ثم قال: لا ترد موارد السباع الضارية المنقطعة عن الخلائق في الكهوف وأطراف الجبال الشواهق الصم الصلاب. يقول عيسى بن مريم: لا ينال العبد منال الصديقين ودرجة المقربين، ويعرف في الملكوت الأعلى حتى يترك امرأته أرملة عن غير طلاق، وصبيانه يتامى من غير موت، ويأوي إلى مرابض الكلاب، فعند ذلك يعرف في الملكوت الأعلى وينال الدرجة الخامسة من درجات العارفين. وأما قولك متى تسكن الحكمة الصدر؟ حتى يراك الله وقد أعتقت رقبتك من أن تكون مملوكاً لامرأتك وأجيراً لولدك. قلت: يا راهب، فما أول قيادة القلب إلى الزهد في الدنيا والرضا بالقسم؟ قال: بإماتة الحرص وبذبح حنجرة المطعم، فإن كثرة المطعم تميت القلب كما يموت البدن. قلت: يا راهب، فأكون معك وأقيم عليك؟! قال: وما أصنع بك؟ وأي أنس لي فيك؟ ومعي عاطي الأرزاق، وقابض الأرواح يسوق إلي رزقي في وقته، ولم يكلفني حمله ولا يقدر على ذلك أحد غيره. ثم قال لي: يا فتى، طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره، كما لا يجوز فيكم الشريف كذا لا يجوز كلامكم إلا بنور الإخلاص، كم من صلاة قد زخرفتموها بآية من كتاب الله كما تزخرف الفضة البيضاء بالسوداء للناظرين إليها حتى ينظروا بنور الإخلاص لا فساد لها، عند إصلاح الضمائر تكفير الكبائر ثم قال: يا فتى، إن العبد إذا أضمر على ترك الآثام أتاه القنوع. ثم قال: يا فتى، ربما استطربني الفرح من مجلسي إلى الصلاة، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكاً وأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم. يا فتى، همة العاقل النجاة والهرب، وهمة الأحمق اللهو والطرب. ثم قال: يا فتى، إذا أضمر العبد على الزهد في الدنيا تعلق قلبه في الملكوت الأعلى، نظر إلى الدنيا بعين القلة فنظره إلى ما فيها عبرة ، وسكوته عن القول مغنم وذلك عندما ينال الدرجة السادسة.

قلت: يا راهب. فما أول الدرجات التي يقطع فيها المريدون وهي باب الإرادة؟ قال: رد المظالم إلى أهلها، وخفة الظهر من التبعات، فإن العبد لا تقضى له حاجة وعليه مظلمة ولا تبعة. قلت: يا راهب، ما أفضل الدرجات؟ قال: الصبر على البلاء، والشكر على الرخاء، وليس فوق الرضا درجة وهي درجة المقربين. ثم عاد بالكلام على نفسه فأقبل يعاتبها وهو يقول: ويحك يا نفس، ما إن أراك في تقلبك ومثواك أثبت إلا الفرار من الحق والموت يقفوك، فأين تقرين ممن أنت له عاصية وهو إليك محسن؟! ثم قال: إلهي وسيدي أنت الذي سترت عيوبي وأظهرت محاسني حتى كأني لم أزل أعمل بطاعتك. إلهي أنا الذي أرضيت عبادك بسخطك، فلم تكلني إليهم وأمددتني بقوتك، إليه وسيدي إليك انقطع المريدون في ظلم الدجى وباكروا الدلج في ظلم الأسحار يرجون رحمتك وسعة مغفرتك. اللهم أسكني في درجة المقربين واحشرني في زمرة العارفين، فإنك أود الأجودين وأكرم الأكرمين يا مالك يوم الدين([12]).

أخرج أبو نعيم عن محمد بن المبارك الصوري قال: قلت لراهب: متى يبلغ الرجل حقيقة الأنس بالله ؟ قال: إذا صفا الود فيه، وخلصت المعاملة فيما بين العبد وبين الله. قال: قلت: فمتى يصفو الود وتخلص المعاملة ؟ قال: إذ اجتمع الهم فصار في الطاعة. قلت: ومتى يجتمع الهم فيصير في الطاعة؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت هماً واحداً. قلت: يا راهب بم يستعان على قلة المطعم؟ قال: بالتحري في المكسب، والنظر في الكسوة. قلت: عظني وأوجز. قال: كل من حلال وارقد حيث شئت. قال: قلت له: فأين طريق الراحة؟ قال: في خلاف الهوى، قلت: فمتى يجد الرجل الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة. قال: قلت: بماذا أقطع الطريق إلى الله؟ قال: بالسهر الدائم والظمأ في الهواجر. قلت: ما علامة العلم؟ قال: الخوف والشفقة. قلت: ما علامة الجهل، قال: الحرص والرغبة. قلت: ما علامة الورع، قال: الهرب من مواطن الشبهة. قلت: فما الذي عقلك في هذه البيعة ؟ قال: بلغني أنه من مشى على الأرض عثر، ففزعت فزعة الأكياس فتحصنت بمن في السماء من فتنة من في الأرض وذلك أنهم سراق العقول فخشيت أن يسرقوا عقلي.

قلت: فمن أين تأكل في هذه الصومعة؟ قال: بذر أبذره من بذر اللطيف الخبير ، ثم قال: إن الذي خلق الرحا يجيء بالطحين. قال: وأومأ بيده إلى ضرسه ثم قال: من رزق حسن الظن بالله أفيد الراحة([13]).

قال إبراهيم بن الملهب أبو الأشهب السائح : رأيت بين الثعلبيه والخزيمية غلاماً قائماً يصلى عند بعض الأميال قد أنقطع عن الناس ، فانتظرته حتى قطع صلاته ، ثم قلت له: ما معك مؤنس ؟ قال: بلى . قلت: وأين هو؟ قال: أمامي وخلفي ومعي وعن يميني وعن شمالي وفوقي ، فعلمت أن عنده معرفه ، قلت: أما معك زاد؟ قال: بلى . قلت: وأين هو؟ قال: الإخلاص لله عز وجل ، والتوحيد والإقرار بنبيه صلى الله عليه وسلم ، وإيمان صادق، وتوكل واثق .

قلت: هل لك فى مرافقتي؟ قال: الرفيق يشغل عن الله عز وجل ، ولا أحب أن أرفق أحداً ، فأشتغل به عنه طرفه عين ، فيقطعني عن بعض ما أنا عليه . قلت: أما تستوحش فى هذه البرية وحدك ؟ قال: إن الأنس بالله عز وجل قطع عنى كل وحشة ، حتى لو كنت بين السباع ماخفتها ، ولا استوحشت منها .

قلت: فمن أين تأكل؟ فقال الذي غذاني فى ظلم الأحشاء والأرحام صغيراً قد تكفل برزقي كبيراً .

قلت: ففي أي وقت تجيئك الأسباب؟ قال: لي حد معلوم ، ووقت مفهوم ، إذا احتجت إلى الطعام أصبته في أي موضع كنت ، وقد علم ما يصلحني وهو غير غافل عنى .

قلت ألك حاجه ؟ قال: نعم . قلت: وما هي ؟ قال: إن رأيتني فلا تكلمني ، ولا تعلم أحداً أنك تعرفني .

قلت: لك ذلك ، فهل حاجه غيرها ؟ قال: نعم . قلت: وما هي ؟ قال: إن استطعت أن لا تنساني فى دعائك عند الشدائد إذا نزلت بك فافعل .

قلت: كيف يدعو مثلي لمثلك وأنت أفضل مني خوفاً وتوكلاً . قال: لا تقل هذا ، إنك قد صليت لله عز وجل وصمت قبلي ، ولك حق الإسلام ومعرفة الأيمان . قلت: فإن لي أيضاً حاجة ، قال: وما هي ؟ قلت: ادع الله لي ؟ فقال: حجب الله طرفك عن كل معصية ، وألهم قلبك الفكر فيما يرضيه ، حتى لا يكون لك هم إلا هو .

قلت: يا حبيبي متى ألقاك وأين أطلبك؟ فقال: أما فى الدنيا فلا تحدث نفسك بلقائي فيها ، وأما الآخرة فإنها مجمع المتقين ، فإياك أن تخالف الله فيما أمرك وندبك إليه ، وأن كنت تبتغي لقائي فاطلبني مع الناظرين إلى الله تبارك وتعالى فى زمرتهم . قلت: وكيف علمت ذاك؟ قال: بغضِّ طرفي له عن كل محرم ، واجتنابي فيه كل منكر ومأثم ، وقد سألته أن يجعل جنتي النظر إليه ، ثم صاح وأقبل يسعى حتى غاب عن بصري([14]) .

**********************

([1]) تفسير القرطبي [ 9 / 9] .
([2]) شعب الإيمان [2 / 114 1335)] ، تاريخ بغداد [8 / 244] ، وفيات الأعيان [2 / 28] ، طبقات الأولياء ص 180 . الرسالة القشيرية ص 280 .
([3]) تفسير القرطبي [ 9 / 9] .
([4]) أبو أَسيد بالفتح ، ويقال: أبو أُسيد بالضم الفزاري من زهاد أهل دمشق.
ذكره أبو زرعة في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين.
قال أبو بكر بن أبي داود: أبو أسيد الفزاري، أحد الأبدال. يقال: كان مستجاب الدعوة.
قال سعيد بن عبد العزيز: قيل لأبي أسيد الفزاري: من أين تعيش؟ قال: فكبر الله، وحمده، وقال: يرزق الله وفي رواية: يرزق الله الكلب والخنزير ولا يرزق أبا أسيد؟! قال: ومر أبو أسيد الفزاري بسوق الرؤوس، فذكر هذه الآية: ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُون﴾[المؤمنون/104]، فخر مغشياً عليه.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو أسيد يمشي مع ابن أبي زكريا، فقال له ابن أبي زكريا: فلان يفعل كذا وكذا وفي رواية: كان من أمر الناس كذا فقال أبو أسيد: ذكر الناس داء، وذكر الله شفاء. ثم أعرض عنه، فلم ير منه ما يحبه حتى فارقه. قال: وأراد ابن أبي زكريا عبادة أبي أسيد، فلم يقدر عليها. وما كان عندنا أعبد منه يعني من أبي أسيد.
قال ابن أبي زكريا: وكان أبو أسيد الفزاري يغتسل كل يوم لصلاة الصبح، ثم يغدو إلى المسجد، فيصلي الصبح، ثم يجلس، فيذكر الله حتى تمكنه السبحة، ثم يقوم يركع، فلا يزال يركع حتى نصف النهار، ثم ينصرف إلى أم الدرداء، فتقوم عليه أم الدرداء بمنزلة الأمة له، فإذا سمع المؤذن راح، فلا يزال قائماً يصلي حتى العصر، ثم يصلي العصر، ثم يجلس بعد العصر، فيذكر لله حتى المغرب، ثم يصلي المغرب، ثم يقوم، فيركع، فلا يزال راكعاً حتى ينصرف آخر النهار من العشاء الآخرة، ثم ينصرف إلى أهله، وهو مع هذا صائم. قال: وكان منزله عند باب الشرقي، فيفطر مع أهله، ثم ينام نومة، فعسى ألا ينام آخر أهل بيته حتى يستيقظ، فلا يزال قائماً يصلي حتى يصبح.
قال: فجاءه ابن أبي زكريا، فقال: قد علمت أنه كان من الناس كيت وكيت. فقال أبو أسيد: ذكر الله شفاء، وذكر الناس داء. ثم لم يره ما يحب حتى فارقه.
قال سعيد: فهذا أعجب إلي من عبادته.
قال سعيد أو غيره: شهد أبو أسيد جنازة، فمر بعتبة باب داره، فإذا هو قد أصلح، فقال: ما نظرت إلى هذا بنهار منذ ثماني عشرة سنة. تاريخ دمشق [66 / 12] والنقل كما في المختصر .
([5]) المعرفة والتاريخ [2 / 234] ، تاريخ دمشق [66 / 12] ، القناعة والعفاف (114) ، تفسير القرطبي [ 9 / 9] .
([6]) قوت القلوب[2 / 483] ، إحياء علوم الدين [2 / 92] .
([7]) قوت القلوب[2 / 483] .
([8]) الإمتاع والمؤانسة .
([9]) إحياء علوم الدين [4 / 245] .
([10]) شعب الإيمان [2 / 116 ، (1341)] .
([11]) المستجاد من فعلات الأجواد للقاضي التنوخي .
([12]) تاريخ دمشق [6 / 11] .
([13]) حلية الأولياء [10 / 132].
([14]) صفة الصفوة [4 / 569] ، ذم الهوى ص 141 ، التوحيد لله عز وجل ص 76 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب السيد الرواس
الإدارة
الإدارة
محب السيد الرواس


الدعاء لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 30538310

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 9k=

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 2Q==

الأوسمة لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 3H8

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) 3H6


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1055
نقاط : 1693
تاريخ الميلاد : 09/01/1987
تاريخ التسجيل : 07/09/2010

لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل))   لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل)) Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 08, 2010 3:14 pm

قال تعالى " وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfa3ea.4umer.com
 
لطائف ضمنها معارف ((من أين تأكل))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره ) :: منتدى الشريعة الإسلامية :: منتدى العقيدة والقرآن الكريم والفقة-
انتقل الى:  
عذرا
لقد تم نقل المنتدى إلى استضافة جديدة كليا
يمكنكم التواصل معنا من خلال الرابط التالي :

http://www.alrfa3e.com/vb



أهلا وسهلا بكم معنا

أعضاء وزوار اكارم



زوار المنتدى للعام الجديد 2011 - 1432
free counters




جميع الحقوق محفوظة لــ الشبكة الرفاعية ( منتدى الإمام الرواس قدس سره )
 Powered by ra2d hamdo ®https://alrfa3ea.4umer.com
حقوق الطبع والنشرمحفوظة ©2011 - 2010