خضتُ بحراً محمّدياً وقفت الأنبياء بساحله

خضتُ بحراً محمّدياً وقفت الأنبياء بساحله (1)

هذا القول منسوب للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، وقيل لسيّدنا أبي يزيد البسطامي رضي الله عنه وإليك ما قاله سيّدنا النّبهان رضي الله عنه في هذه الكلمة: نعم ينال الوارث المحمّدي بمحمّد صلى الله عليه وسلم ما لم تنله الأنبياء، وهذه المرتبة أنكرها كثير من العلماء، خضتُ بحراً محمّدياً وقفت الأنبياء بساحله فأقاموا الدنيا وأقعدوها من الإنكار والنكير عليه، ولم يعرفوا مراده رضي الله عنه.
الّذي عليه أكثر أهل العلم: أن معنى قوله وقفوا بساحله أي قطعوه، وهذا غلط، إذ أن كلامه يفيد التبجُّح وقوّة المنطق، والصحيح أنه قالها متبجّحاً.(2).
مراده خضت بحراً محمّدياً بمحمّد وقفت الأنبياء بساحله ولم يخوضوه ولم يقطعوه بل وقفوا بساحله، وهذا هو البحر المحمّدي، أي لم يخوضوه وهو بحر محمّد صلى الله عليه وسلم ، والعارف يخوض بمحمّد ما لا يخوضه الأنبياء.
خضتُ بحراً محمّدياً بمحمّد لا بنفسي، من بحر محمّد لا بنفسي، نحن نتكلّم بكلام سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم من بحر محمّدي، البحر يعني العرفان وما شابه ذلك، لو كان بنفسي لغرقت.
مثاله ملك له وزراء وله نديم، فإن النديم يدخل محلاتٍ مع الملك لا يدخلها الوزراء، وهكذا العارف الوارث المحمّدي، مع العلم أنّ أعلى مراتب العارفين لا تصل لأدنى مراتب الأنبياء والمرسلين، لأن الأنبياء نورهم أصلي، والعارف نوره تبعي.
النبيّ مهما صغر أكبر من أكبر ولي؛ لأن النبيّ نوره أصلي والعارف نوره فرعي، نوره من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خضت بحراً محمّدياً وقفت الأنبياء بساحله، كل من دخلها يقولها: خضت بحراً محمّدياً بمحمّد لا بنفسي (لا والله) نخوض بحراً ونتكلّم بالعرفان والحقائق بمحمّد وليس من عندنا، مثال: ملك عنده نديم ورئيس وزراء، رئيس الوزراء أعلى من النديم بما لا يقاس، لكن النديم يدخل مداخل مع الملك لا يدخلها رئيس الوزراء، الأنبياء والرسل لا يعرفونها بتاتاً بل يغرقون إذا دخلوها!! نحن نتكلّم بكلام سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وليس بكلامنا، خضتُ بحراً محمّدياً، هذا البحر هو العرفان وما شابه ذلك، لأن محمّداً صلى الله عليه وسلم كان جامعاً، كل الأنبياء والرسل من أولهم إلى آخرهم أجزاء من سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم ليسوا هم بجهة خمسة بالمائة ومحمّد بجهة خمسة وتسعين بالمئة لا هذا خطأ! الّذي قال: هذه الخمسة بالمائة جزء من مائة بالمائة، محمّد هو المائة هو جامع، لذلك كتابه اسمه القرآن، وخلقه القرآن، فنحن نتكلّم من البحر المحمّدي،وهذه تحتاج إلى صفاء، هذه لا يتوصل إليها الإنسان لا بعلم ولا بعمل ولا بطاعة ولا بعبادة........السيدمحمد النبهان قدس الله سره

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

(1) : هذا القول منسوب للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، وقيل لسيّدنا أبي يزيد البسطامي t .
(2) أي قالها: معتزا متفاخرا.