الوفي النجيب. المتعبد اللبيب، طلق بن حبيب.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف، عن طلق بن حبيب أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك علم الخائفين لك، وخوف العلمين بك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل المؤمنين بك، وإنابة المخبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، وشكر الصابرين لك، وصبر الشاكرين لك، ونجاة الأحباء المرزوقين عندك.
عن عاصم الأحول، قال: لقي بكر بن عبد الله طلق بن حبيب، فقال له بكر: صف لنا من التقوى شيئاً يسيراً تحفظه. فقال: اعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، والتقوى ترك المعاصي على نور من الله، مخافة عقاب الله عز وجل.
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبو معمر، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية، عن طلق، قال: أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله عز وجل، قال عبد الكريم: وكان طلق كذلك، قال عبد الكريم: وقال طلق: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي. وكان طلق يفتتح بالبقرة فلا يركع حتى يبلغ العنكبوت.
كان المتمني بالبصرة يقول: عبادة طلق بن حبيب، وحلم مسلم بن يسار.
عن سعد بن إبراهيم، قال: كنا إذا لقينا طلقاً لم نفترق حتى يقول: اللهم أبرم للمؤمنين أمراً رشيداً تعز فيه وليك، وتذل به عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، ويتناهى فيه، عن سخطك، قال: وكان يقول: إن حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين.
عن يزيد بن أبي زياد، عن طلق بن حبيب، قال: مكتوب في الإنجيل: ابن آدم اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق، يا ابن آدم إذا ظلمت فاصبر؛ فإن لك ناصراً خيراً منك لنفسك ناصراً.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر - يعني النهشلي - عن حبيب بن أبي ثابت، عن طلق بن حبيب، قال: يموت المسلم بين حسنتين، حسنة قد قضاها وحسنة ينتظرها - يعني الصلاة.
أسند طلق عن حبيب عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما. وروى عن بشير بن كعب العدوي، ومتقدمي التابعين رحمهم الله.
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن طلق بن حبيب، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة؛ قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تتبعه في نفسها وماله خوناً".
غريب من حديث طلق لم يروه متصلاً مرفوعاً إلا مؤمل عن حماد.
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا القاسم بن الفضل، قال: حدثنا سعيد بن المهلب، عن طلق، قال: كنت من أشد الناس تكذيباً بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله، قال: فقرأت عليه كل آية في كتاب الله أقدر عليها يذكر الله فيها خروج أهل النار، فقال: يا طلق يا طليق، أتراك أقرأ لكتاب الله تعالى وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني? قلت: لا، قال: فاتضعت له، فقال: إن الذي قرأت علي هم أهلها؛ هم المشركون? ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذبوا بها ثم أخرجوا، قال: ثم مد يديه إلى أذنيه، فقال: صمتاً إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أخرجوا من النار بعد ما دخلوها"، ونحن نقرأ الذي قرأت علي.
رواه علي بن الجعد، عن القاسم بن الفضل، عن طلق نفسه دون سعيد بن المهلب.
حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله القارئ، قال: حدثنا عبيد الله بن الحسن، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن طلق، عن بشير بن كعب العدوي، عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة? قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله"