السخي الجراد، الممهد للمعاد، المتزود من الوداد، أليف القرآن والحج والجهاد، جاد فساد، وروجع فزاد، مالله مشارك، وفعله مبارك، وقوله مبارك، عبد الله بن المبارك رضى الله تعالى عنه. وقيل: إن التصوف اعتداد لازدياد، واستعداد وارتياد.
حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا عبد الله بن يزيد بن عثمان الحمصي، قال: قال لي الأوزاعي: رأيت عبد الله بن المبارك? قلت: لا، قال: لو رأيته لقرت عينك.
حدثنا الفضل بن محمد البيهقي، سمعت سعيد بن زاذان، يقول: سمعت سعيد بن حرب، يقول: سمعت سفيان التوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.
حدثنا محمد بن علي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم، يقول: سمعت أبا إسماعيل الترمذي، يقول: سمعت إسماعيل بن مسلمة القاضي، يقول: سمعت محمد بن المعتمر بن سليمان يقول: قلت لأبي: يا أبت من فقيه العرب: قال: سفيان الثوري، فلما مات سفيان الثوري قلت لأبي: من فقيه العرب? قال: عبد الله بن المبارك ورد على أمير المؤمنين الرشيد كتاب صاحب الحيرة من هيت أنه مات رجل بهذا الموضع غريب، فاجتمع الناس على جنازته، فسألت عنه فقالوا: عبد الله بن المبارك الخراساني، فقال الرشيد: إنا لله وإنا اليه راجعون، يافضل-للفضل بن الربيع وزيره-ائذن للناس من يعذرنا في عبد الله بن المبارك، فأظهر الفضل تعجبا، فقال: ويحك! إن عبد الله هو الذي يقول: الله يدفع بالسلطان معـضـلة ... عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سـبـل ... وكان أضعفنا نهبا لأقـوانـا
من سمع هذا القول من مثل ابن المبارك مع فضله وزهده وعظمه في صدور العامة، ولا يعرف
سمعت عبد الرحمن بن عبيد الله يقول: كنا عند الفضل بن عياض فجاء فتى في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين فنعى إليه ابن المبارك فقال: رحمه الله، أما إنه ما خلف بعده مثله، قال: وقال أبو إسحاق الفزاري إني لأمقت نفسي على ما أرى بها من قلة الاكتراث لموت ابن المبارك...عاصر الفضيل بن عياض وسفيان الثوري.
رحمه الله وأفسح له في الجنان مع النبين والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.
ابنكم آدم