هل الذنوب ياترى

الذنوب

أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة. وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب.
ومن هذه حاله، لا يفوز بطاعة.
خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة، والبلايا العظيمة، التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة.
فقلت: سبحان الله ! إن الله أكرم الأكرمين، والكرم يوجب المسامحة.
فما وجه هذه المعاقبة ?.
فتفكرت، فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم، لا يتصفحون أدلة الوحدانية، ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه، بل يجرون- على عاداتهم- كالأنعام.
فإن وافق الشرع مرادهم، وإلا فمعولهم على أغراضهم.
وبعد حصول الدينار لا يبالون، أمن حلال كان أم من حرام.
وإن سهلت عليهم الصلاة فعلوها، وإن لم تسهل تركوها.
وفيهم من يبارز بالذنوب العظيمة، مع نوع معرفة المناهي.
وربما قويت معرفة عالم منهم، وتفاقمت ذنوبه.
فعلمت أن العقوبات، وإن عظمت دون إجرامهم.
فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً، صاح مستغيثهم: ترى هذا بأي ذنب ?.
وينسى ما قد كان، مما تتزلزل الأرض لبعضه.
وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه.
فمتى رأيت معاقباً، فاعلم أنه لذنوب
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها، ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم، يغضب إن رد عليه خطؤه، والواعظ متصنع بوعظه، والمتزهد منافق أو مراء.
فأول عقوباتهم، إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم، سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، وهممهم عند الثريا، بل أعلى.
إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة، أنكروا.
فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء
اللهم اجعل سريرتنا خيراً من علانيتنا واجعل علانيتنا صالحةواجعلنا من خاصة عبادك الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين

قد يبتلي الله تعالى الانسان بالذنوب لعيده الى حظيرة قدسه

قال سيدي ابن عطاء قدس سره : رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا

فقد يبتلي الله تعالى عبده بالمعاصي والذنوب ليجعله منكسرا له سبحانه
وهو تعالى عند المنكسرة قلوبهم من اجله

فتدبر ذلك
ولا تنظر لمن اغفل الله تعالى قلبه عن ذكره واتبع هواه

اعتذر عن توقفي عن المشاركة الامر سيستمر عدة ايام ريثما ننتهي من امر النقل الى المنتدى الجديد إن شاء الله تعالى
وتوفيقه

السلام عليكم سيدي محب السيد الرواس
أما بعد:

نظرت في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز وجل، فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين، وينطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس.
وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق، فيكون جواباً لكل ما أخفى من الذنوب، وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً ولا يذكرونه إلا بالمحاسن، ليعلم أن هنالك رباً لا يضيع عمل عامل.
وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص وتحبه، أو تأباه، وتذمه أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله تعالى فإنه يكفيه كل هم، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر الحق، إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاماً.
اللهم اجعل قلوبنا متصلة بك مقبلة عليك صادقة معك راغبة فيما عندك وبارك لنا
وافتح لنا فتحاً فيما عندك يا أكرم من سئل وأجود من أعطى وما بخل، واجعلنا من الصادقين في الاقبال عليك ، اللهم اجعل مرادنا أنت اللهم اجعل إرادتنا لك ولوجهك الكريم اللهم اجعلنا ممن يعملون للآخرة ولا تجعلنا ممن يركنون الى الدنيا برحمتك ياأرحم الراحمين .

سيدي محب السيدالرواس قال الحسن البصري أخذالله ميثاقه على العلماء لأن أتاهم العلم ليبلغنه للناس
أن هذا الوقت وهذا الجهد في سبيل نشر دين الله وتبيان طريق القوم الصحيح لاورب الكعبة ماتذهب هباء حاشا لله فهو العادل وهوالكريم.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسله والمؤمنون)ابنكم آدم

والله إن العلماء لمسؤولون عن علمهم وكتمان العلم معصية وفي زماننا تعد من كبائر الذنوب

لا سامح الله من ملك علما وحجبه عن الناس بغير حجة شرعية

اللهم طهرنا من الخطايا وبارك بسيدي آدم وبكل محب