محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: النفاق والمنافقين فأحذر أن تكون منهم الثلاثاء يناير 04, 2011 2:55 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم النفاق والتحذير منه مقدمة : الحمدلله وليّ المؤمنين وخاذل الكفار والمنافقين , احمده على نعمة الاسلام وبيان طريقه الحق المستقيم , واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يعبد إلا بما أمر , عالم الاسرار والخفايا , يعلم دبيب النملة السوداء في الصخرة الصماء في الليلة الظلماء , وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين ... اللهم آمين ...
أما بعد: فالنفاق مرض خطير، وداء وبيل وموجب لمقت الله وعقوبته , يجب على كل مسلم أن ينظر في نفسه بميزان الشارع الحكيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليرى هل هو سالم منه أو واقع فيه. فقد أرشدنا مشايخنا من العارفين بالله تعالى أن من لم يتهم نفسه بأنه منافق فهو كذلك والسبب في ذلك رضاه عن نفسه وهو من أكبر المهالك لدى أهل التصوف . وفي هذه العجالة سنذكر تعريف النفاق والمنافق وبعض صفاته وما أعده الله تعالى له من عقوبة لعلها تكون لنا واعظ ومنبه لئلا نقع في بعضه فيكون لنا منه نصيب نعوذ بالله من ذلك ...
أولا - تعريف النفاق وبداية أمره : النِّفَاقُ لُغَةً : مَصْدَرُ نَافَقَ ، يُقَال : نَافَقَ الْيَرْبُوعُ إِذَا دَخَل فِي نَافِقَائِهِ ، وَمِنْهُ قِيل : نَافَقَ الرَّجُل : إِذَا أَظْهَرَ الإِْسْلاَمَ لأَِهْلِهِ وَأَضْمَرَ غَيْرَ الإِْسْلاَمِ وَأَتَاهُ مَعَ أَهْلِهِ . وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ . فهو : إظهار الخير وإبطان الشر، ويدخل في هذا التعريف النفاق الإعتقادي ، والنفاق العملي ، كالذي ذكره النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في قوله : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان "وفي رواية : " وإذا خاصم فجر " وأما النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام ، فهو الذي وصف الله به المنافقين في سورة البقرة – من الآية 8 – وغيرها ، ولم يكن النفاق موجودا قبل هجرة الرسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم [ من مكة ] إلى المدينة المنورة . فلما كانت وقعة "بدر " وأظهر الله المؤمنين وأعزهم، ذل من في المدينة ممن لم يسلم ، فأظهر بعضهم الإسلام خوفا ومخادعة ، ولتحقن دماؤهم ، وتسلم أموالهم ، فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم ، وفي الحقيقة ليسوا منهم . فمن لطف الله بالمؤمنين ، أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها ، لئلا يغتر بهم المؤمنون ، ولينقمعوا أيضا عن كثير من فجورهم . قال تعالى : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } , فوصفهم الله بأصل النفاق فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فأكذبهم الله بقوله: { وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } لأن الإيمان الحقيقي، ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين .
ثانيا - تعريف المنافق : المنافق في الاصطلاح الشرعي هو : الذي يظهر غير ما يبطنه ويخفيه ، فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الايمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام قال تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } . وإن كان الذي يخفيه غير الكفر بالله وكتابه ورسوله وإنما هو شيء من المعصية لله فهو الذي فيه شعبة أو أكثر من شعب النفاق . والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وامتاز عليه بالخداع والتضليل وامكان تسلله في صفوف المسلمين فيكون ايذاؤه شديداً والحذر منه قليلا بخلاف الكافر الذي لا يحصل فيه الاشتباه ولا يمكن أن يخدع المسلمين بحقيقته الظاهرة .
| |
|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: النفاق والمنافقين فأحذر أن تكون منهم الثلاثاء يناير 04, 2011 2:59 pm | |
| ثالثا - صفات المنافقين : وإذا كان النفاق يقوم على الكفر الباطن ، والاصل خفاء ما في القلوب ، فان السبيل الى معرفة المنافق هو ظهور علامات النفاق عليه . وعلامات المنافق تعرف من كتاب الله وسنة رسوله لا بما يتعارف عليه الناس فقد يعتبرون بعض هذه العلامات من لوازم المجاملة أو من حسن الآداب والاخلاق وكل هذه التبريرات لصفات النفاق والمنافقين لا تغير من الحقيقة شيئاً لأن العبرة بالمسميات لا بالأسماء فان حقيقة الشيء تبقى هي هي وان غير الناس اسم هذا الشيء فما هي علامات المنافق وصفاته ؟ وقد تكون هذه علامات المنافق الخالص أما من وجد في قلبه أحداها فهي عامة على وجود شعبة من النفاق في قلبه عليه التخلص منها . 1 - مرض القلب : قال تعالى: { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } ومرض القلب نوع من الفساد يصيب القلب فيختل ادراك صاحبه وارادته حتى لا يرى الحق أو يراه على خلاف ما هو عليه وتختل ارادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار . ومريض القلب يؤذيه مالا يؤذي صحيح القلب فأدنى شيء يثير شهوته ، قال تعالى : { ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } فالخضوع بالقول يثير شهوة صاحب القلب الفاسد المريض . بينما صاحب القلب الصحيح لو تعرضت له امرأة لم يلتفت إليها وقصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة واتم التسليم معروفة ، وكذلك الحال في الشبهات فأدنى شبهة تثير الشكوك في صاحب القلب المريض وأدنى فتنة تزلزل قدميه وترده على عقبيه ، قال تعالى : { ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض...} والمنافق له النصيب الأكبر من مرض القلب إذا كان منافقاً خالصاً وله نصيب غير قليل إذا كان عنده أصل الايمان ولكنه متصف بصفات أهل النفاق . 2 - الافساد في الأرض : قال تعالى : { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون } فهم يفسدون ولا يشعرون أنهم مفسدون بل ويحسبون أنفسهم من المصلحين والفساد هو الكفر قولا وعملا وعمل المعصية والأمر بها . لأن من عصي الله في الأرض أو أمر بالمعصية فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض بالطاعة وفسادها بالمعصية . 3 - رميهم المؤمنين بالسفه : قال تعالى : { وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون } والسفيه هو الجاهل الضعيف الرأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار . ولكن الحقيقة كما أخبر الله تعالى أنهم هم السفهاء فالسفاهة محصورة فيهم وبأمثالهم من الكفرة ولكن من تمام جهلهم أنهم لا يعرفون ما فيهم من الضلالة والجهالة . 4 - اللدد في الخصومة والعزة بالاثم : قال تعالى : { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام . وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد . وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد } . فالمنافق يأتي بالقول الجيد يتمشدق به ويلوي لسانه به ويظهر الإسلام ويشهد الله والمؤمنين أن الذي في قلبه موافق للسانه وهو ألد الخصام أي أعوج في خصامه ووجه هذا العوج أن يكذب ويزور عن الحق ويفتري ويفجر، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" . 5 - موالاة الكافرين والتربص بالمؤمنين : قال تعالى: { بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً . الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعاً ... الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم ، وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } . 6 - الخداع والرياء والتكاسل عن اداء العبادات : قال تعالى : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يرؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } . من صفات المنافقين الخداع يخادعون الله ويخادعون الناس أما وجه مخادعتهم الله تعالى فهو اعتقادهم أن أمرهم كما راج بين الناس وجرت عليهم أحكام الإسلام في الظاهر، وخفت حقيقتهم على الناس فكذلك يظنون يكون حكمهم عند الله يوم القيامة ، فيروج أمرهم ويخفى عند الله كما راج وخفي على الناس . وهذا محض الجهل لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . ومن صفاتهم تثاقلهم عن العبادات فهم اذا تذكروا الصلاة وقاموا اليها قاموا كسالى لا يحبونها ولا يريدونها وانما يفعلونها على وجه الرياء للناس ولهذا فهم لا يذكرون الله إلا قليلا . جاء في الحديث قال سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم : " تلك صلاة المنافق . تلك صلاة المنافق . تلك صلاة المنافق . يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً . لا يذكر الله فيها إلا قليلاً " . والمنافقون متحيرون فلا هم من المؤمنين ظاهراً وباطناً ولا مع الكافرين . 7 - التحاكم الى الطاغوت : قال تعالى: { ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيداً. وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً. فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا احساناً وتوفيقاً. اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ً} . 8 - الافساد بين المؤمنين : قال تعالى: { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين }. ويحرص المنافقون على اضعاف المسلمين وتفريق صفوفهم واشغالهم فيما بينهم, وهذه الآية الكريمة تبين هذه المعاني وغيرها . فقد يحزن المسلمون على عدم انضمام بعض الناس اليهم وعدم العمل معهم ظناً منهم أنهم منهم وأنهم ينفعونهم إذا خرجوا معهم . ولكن الله يعلم غير ذلك يعلم أنهم لو خرجوا مع المسلمين لما زادوهم إلا خبالا أي فسادا بالنميمة وايقاع الاختلاف بين المسلمين وبث الاراجيف ولأوضعوا خلال المسلمين أي لأسرعوا فيما بينهم بالنميمة والبغضاء والفتنة , وفي المسلمين سماعون لأولئك المنافقين أي مطيعون لهم ومستجيبون لحديثهم وكلامهم يستنصحونهم أو يسألونهم لأن المسلمين لا يعلمون حالهم ، فيؤدي ذلك الى وقوع الشر بين المؤمنين . 9 - يعيبون أهل الحق ، ويرضون ويسخطون لحظوظ أنفسهم : قال تعالى: { ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون } . ومن صفات المنافقين الطعن في أهل الحق وفي أعمالهم الحقة العادلة لأن المنافقين لا يحبون الحق والعدل ، ورضاهم وسخطهم لأنفسهم ، فان أعطوا شيئاً مما يريدون ، رضوا ، وإن لم يعطوا ، سخطوا أو غضبوا ورموا أهل الحق بالظلم والحيف وهذا كان ديدنهم مع سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهذا ما تخبرنا به هذه الآية الكريمة. 10 - الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف : قال تعالى: { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم إنّ المنافقين هم الفاسقون } . 11 - الغدر وعدم الوفاء بالعهد : قال تعالى: { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } . 12 - تواصيهم بترك الجهاد : قال الله تعالى: { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون } . جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه قال : " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق " رواه مسلم . 13 - الإضرار بالمؤمنين وتسترهم بفعل ظاهره مشروع : ومثال ذلك قوله تعالى : { والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون. لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } . وهذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها اعداء هذا الدين . تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام ، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه . وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتختفي وراءها وهي ترمي هذا الدين . وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام ... ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وانزال اللافتات الخادعة عنها وبيان حقيقتها للناس وما تخفيه وراءها . ولنا أسوة في كشف مسجد الضرار على عهد سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ..
| |
|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: النفاق والمنافقين فأحذر أن تكون منهم الثلاثاء يناير 04, 2011 3:01 pm | |
| رابعا - أحكام المنافق : الْمُنَافِقُ تُقْبَل تَوْبَتُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، إِنْ تَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً مِنْ قَلْبِهِ بِلاَ خِلاَفٍ ، وَذَلِكَ لِمَا وَرَدَ مِنَ الآْيَاتِ الَّتِي فَتَحَتْ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَْسْفَل مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } { إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } . الْمَعْصِيَةُ لاَ تَدُل عَلَى النِّفَاقِ : لَيْسَتْ كُل مَعْصِيَةٍ أَوْ بِدْعَةٍ دَلِيلاً عَلَى وُجُودِ النِّفَاقِ ، وَذَلِكَ لأَِنَّ الْمَعْصِيَةَ قَدْ تَصْدُرُ عَنْ غَلَبَةِ الشَّهْوَةِ ، أَوْ وُجُودِ الشُّبْهَةِ ، أَوِ التَّأَوُّل ، أَوِ اسْتِعْجَال الْحُصُول عَلَى الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ عَنْهُ ، مَعَ نَوْعٍ مِنَ الْجَهَالَةِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَالْغَفْلَةِ عَنْ مُرَاقَبَتِهِ . وَلاَ يَمْنَعُ ذَلِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِفَاعِل تِلْكَ الْمَعْصِيَةِ إِيمَانٌ بِاللَّهِ تَعَالَى وَحُبٌّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وَعلى آله سَلَّمَ ، وَدَل عَلَى ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وَعلى آله سَلَّمَ قَال لِنُعَيْمَانَ رضي الله تعالى عنه ، وَقَدْ جُلِدَ فِي الْخَمْرِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ : " إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " . يُجْرَى عَلَى الْمُنَافِقِينَ أَحْكَامُ الإِْسْلاَمِ الظَّاهِرَةُ ، مَا دَامَ كُفْرُهمْ مَخْفِيًّا غَيْرَ مُعْلَنٍ ، وَكَانُوا يُظْهِرُونَ الإِْسْلاَمَ ؛ لأَِنَّ كُفْرَهُمْ مَظْنُونٌ غَيْرُ مَعْلُومٍ ، وَيُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِمْ . أَمَّا مَنْ يُعْلَمُ نِفَاقُهُ بِإِقْرَارِهِ أَوْ بِبَيِّنَةٍ فَتُجْرَى عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْكَافِرِ الْمُرْتَدِّ ، فَمِنْ ذَلِكَ : أ - الصَّلاَةُ خَلْفَ الْمُنَافِقِ : يَذْكُرُ الْمَالِكِيَّةُ أَنَّ مَنْ كَانَ نِفَاقُهُ غَيْرَ مُعْلَنٍ ، بَل هُوَ أَمْرٌ يَسْتَسِرُّ بِهِ ، فَمَنْ صَلَّى خَلْفَهُ ثُمَّ عَلِمَ نِفَاقَهُ ، فَفِي وُجُوبِ إِعَادَةِ الصَّلاَةِ قَوْلاَنِ : أَحَدُهُمَا : يُعِيدُ مُطْلَقًا وَلَوْ طَالَتْ إِمَامَتُهُ بِالنَّاسِ . وَالثَّانِي : لاَ يُعِيدُ فِي حَال الطُّول ، لِلْمَشَقَّةِ . ب - صَلاَةُ الْجِنَازَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ ، حَتَّى نَزَل قَوْل اللَّهِ تَعَالَى : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } . فَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَلاَ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ . وَكَانَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ صَلَّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَافِقٌ ، وَمَنْ عُلِمَ أَنَّهُ مُنَافِقٌ لَمْ يُصَل عَلَيْهِ . وَكَانَ سيدنا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ إِذَا مَاتَ مَيِّتٌ لَمْ يُصَل عَلَيْهِ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سيدنا حُذَيْفَةُ رضي الله تعالى عنه - لأَِنَّ سيدنا حُذَيْفَةَ رضي الله تعالى كَانَ قَدْ عَلِمَ أَعْيَانَ الْمُنَافِقِينَ . فَالْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ لَمْ يُظْهِرُوا نِفَاقَهُمْ . يُصَلَّى عَلَيْهِمْ إِذَا مَاتُوا ، وَيُدْفَنُونَ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ .
| |
|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: النفاق والمنافقين فأحذر أن تكون منهم الثلاثاء يناير 04, 2011 3:03 pm | |
| خامسا - أهم ما يتميز به المنافق من عذاب عن غيره من الكفار في الآخرة : وأما عاقبة المنافق : شدة العذاب قال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) . فالجنة درجات والنار دركات وهم في أسفلها يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه : إن المنافق يجعل في تابوت من حديد يصمد عليه ثم يجعل في الدرك الأسفل لأنه ضم إلى الكفر الاستهزاء بالإسلام وأهله . السخرية بهم في الآخرة قال تعالى: ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) . قال الضحاك : ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة ( أي على قدر أعمالهم ) . قال سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : فبينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا من الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فأظلم الله على المنافقين وضرب بينهم بسور باطنه الجنة وظاهره النار حيث النفاق والحيرة والشك والعذاب .
سادسا - خاتمة : فلحذر كل منا أن يكون فيه شعبة من النفاق تودي به في عذاب الله تعالى – والعياذ بالله – فلنسعى لتخليص أنفسنا من عذاب الله تعالى بالمجاهدة والاستمرار في التوبة , قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .
اللهم إنا نسألك ونتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إلا ما رحمتنا وأخلصت قلوبنا لك ياالله , اللهم اجعلنا من احبابك وأهل ولائك وأهل صفائك , اللهم أغفر لنا وتجاوز عنا وأرحمنا انت مولانا ولا مولى لنا إلاك ... وصلى الله تعالى على خاتم رسله ومن للعالمين رحمة أرسله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ...
وهذا ملف يحوي المشاركة كاملة
http://www.4shared.com/file/JxUqEBJW/__online.html
| |
|
آدم أعضاء الشرف
الجنس : عدد المساهمات : 101 نقاط : 165 تاريخ الميلاد : 01/01/1990 تاريخ التسجيل : 08/12/2010
| موضوع: رد: النفاق والمنافقين فأحذر أن تكون منهم الثلاثاء يناير 04, 2011 11:51 pm | |
| السلام عليكم سيدي محب السيد الرواس (وهذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها اعداء هذا الدين . تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام ، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه . وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتختفي وراءها وهي ترمي هذا الدين . وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام ... ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وانزال اللافتات الخادعة عنها وبيان حقيقتها للناس وما تخفيه وراءها ) مابتليت أمه بمثل بلاء الأمه المحمديه ،لكن الحمد لله في كل زمان يقيض الله جل وعلاه من يحفظ الدين من المنافقين.(لأغلبن انا ورسلي). موضوع جيد ودراسته شامله لكل الجوانب بارك الله فيك وفتح على الحق بصيرتك.ابكم آدم. | |
|