ان الغاية لا تبرر الوسيلة في الاسلام العظيم

00بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد حبيب رب العالمين وعلى آله وصحبه 00ورضي الله تبارك وتعالى عن جميع مشايخ التصوف الكرام ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين 0وبعد 0
ان غاية المسلم بالحياة الدنيا هي معرفة الله تعالى والوصول اليه 0بمعنى الوصول الى العلم به علما عقليا ثم قلبيا روحيا 00بحيث يعلم ما يليق بذاته العليه من الصفات والكمالات وما لا يجوز عليه من الصفات والاسماء00فتتأكد لديه وحدانية الله تعالى في صفاته واسماءه وذاته العلية ..وكل ذالك من خلال التفكر والتامل بايات الله تعالى بالكون والايات المبثوثة في كل مكان ثم ينتقل هذه التفكير والتأمل الى حالة ايمانية راسخة 00وان ممارسة وتطبيق الاسلام أو( التصوف الاسلامي) باركانه الثلاث الاسلام والايمان والاحسان هو الوسيلة المثلى للوصول الى هذا الايمان اليقيني بالله تعالى 00وان صحبة الصالحين خير معين للوصول الى هذا الهدف النبيل00
00لكن استعمال تعابير ومصطلحات غير شرعية تحت مسمى التعابير الاشارية والرمزية لا يجوز00 وخاصة مثل استعمال مصطلحات ناسوت ولاهوت وجبروت قديم ازلي او (لاهوت التحم واتحد بالناسوت )من خلال الوجود الانساني او( قبضة نورانية جبروتية قديمة تكثفت فنشأ عنها عالم لطيف وعالم كثيف 0)ان كل هذه المصطلحات من الوسائل غير الشرعية والتي لا يوجد مبرر لاستعمالها للتعبير عن معان اسلامية ايمانية سامية 00وهذه الاخيرة ( القبضة النورانية المقتطعة من الجبروت ) قد تخالف قول اله( تعالى لم يلد ولم يولد0و ليس كمثله شيء ولا يوجد
اي اية كريمة محكمة او حديث نبوى صحيح بخصوصها وان العقائد الاسلامية لا تؤخذ الا من القرءان الكريم او السنة النبوية الصحيحة00
نعم قد استعمل القرءان الكريم لفظة ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون0واستعمل عبارة خاشعون بالصلاة 0واستعمل عبارة خاشعا متصدعا من خشية الله 00واستعمل عبارة سراجا منيرا في وصف الرسول الاعظم صلى الها عليه وسلم واكثر من استعمال لفظة عبده اشارة للرسول صلى الله عليه وسلم 00واستعمل عبارة(ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال)0
واستعمل عبارة تطمئن قلوبهم بذكر الله واستعمل عبارة تلين جلودهم 0ولامشاحة بالاصطلاح الجديدعلى ان لايكون ماخوذا من عقائد نصرانية ثالوثية فاسدة كيلا يقع الايهام وتشابه الفساد والضلال 00
ومن العجب العجاب ان الله تعالى يقول عن نفسه (الحمد لله رب العامين ) ويقول( الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار) ثم ياتي من يقول انه يجب ابطال العالمين وابطال وجود الاشياء حتى لا تتعارض مع وجود الله تعالى00 ونسي ان الله تعالى هو الذي خلق هذه الاشياء 0 وان وجودهما في آن واحد لا تعارض ينهما لان الله تعالى خالق قديم وان هذه الاشياء مخلوقة حادثة00 فلا مجانسة بينهما ولا مشابهة ولا مزاحمة بالمحل كما يزعم 00 فالله تعالى لا أين له ولا محل0 ان كلمةلا اله الا الله لا تعني ان هذه الاكوان معدومة الان والا لماذا تم ارسال الرسل الكرام 00بل ان الله تعالى قد خلق هذه الاكوان بالحق ولغاية سامية هي معرفة الله تعالى (وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون )أي ليعرفون 00 كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه 00 واذا كان المطلوب عدم التعلق قلبيا بهذه الاكوان فان ذالك لا يعني ان نتجاهلها كليا 00او بالعكس ننظر اليها على انها مقدسة لانها مظهر لله بذاتها وباعيانها لان اصلها من الجبروت 00 او باطنها من الجبروت 00تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا 0
فتأمل يا رعاك الله 00
ومن العجب ا ن بعض الناس الجهلة الملاحدة يقولون ان لا وجود الا لهذه الاكوان الملموسة المحسوسة والها وهم وخرافة 0 والعياذ بالله تعالى 0وياتي اخرون يزعمون ان الله تعالى فقط هو الموجود وان هذه الاكوان هي ظله او هي مظهر له مثل الثلجة والماء ..وان الاكوان ظاهر وباطنها هو الله تعالى 0تعالى الله عن كل ذالك علوا كبيرا00
والصحيح ان الله تعالى هو الخالق البارئ المصور ولا تدركه الابصار 00وان هذه الاكوان موجودة بقدرة وحكمة الله تعالى وهي مخلوقة من العدم وهي قائمة بالله تعالى00ولكن الله تعالى ليس كامنا في باطنها او متخللا فيها او يسري فيها كما يسرى الماء في عود او غصن الشجرة 00تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا00
يا مسلمون ويا متصوفة ويا اكارم ان ما سبق بيانه هو عقيدة اسلامة ولا يجوز التساهل به ابدا حتى لا ننزلق الى شركيات نصرانية ثالوثية او شبهات كنسية بابوية فاسدة قد نزهنا الله تعالى نحن المتصوفة المسلمون عنها بفضله وكرمه.
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين0