الأدب في التصوف

الموضوع منقول من روض الرياحين :

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ حازم نايف ابو غزالة قدس سره:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الذي جاءنا بالأدب والأخلاق فقال الله تعالى :-
(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )
وهذه قاعدة عظيمة في الأدب والأخلاق النبوية المطهرة
وقال صلى الله عليه وسلم
( أدبني ربي فأحسن تأديبي)
وقال صلى الله عليه وسلم
(انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وفي تعريف التصوف هو :- مراقبة الأحوال ولزوم الأدب
والأدب والأخلاق من الأمور المهمة في دين الله تعالى
وهذا سيدنا جبريل عليه السلام يعلمنا هذا الأدب في سؤاله لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان
فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا أرشده ووفقه إلى معاشرة وصحبة أهل الخير والسنة والصلاح وهذا من علامات التقوى لله تعالى التي يمنحها الله تعالى لعبده إذا أراد به الخير والسداد والرشاد التوفيق.
قال الله تعالى :-
(يا إيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
وعندما سئلت سيدتنا عائشة عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :-
(كان خلقه القرآن)
وقد مدحه رب العزة قائلا :-
(وإنك لعلى خلق عظيم )
ولسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه :-
ولاتصحب أخا الجهل وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى حليما حين يلقاه
يقاس المرء بالمرء إذا ماهو ماشاه
وللشئ على الشئ مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه
وفي الشعر الجاهلي لعدي بن زيد :-
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
يقول الإمام احمد الرفاعي رضي الله عنه :-
الله الله بالأدب مع الله فإن خلق الله حجب وأبواب فإن أدركتم سر الأدب مع خلق الله فتحت لكم أبواب القبول عند الله تعالى وإن جهلتم أمر الأدب مع خلق الله تعالى حجبتم بالخلق عن الله تعالى .
ويقول الإمام الجنيد رضي الله عنه :-
من لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء ويأخذ أدبه عن المتأدبين أفسد من اتبعه .
ويقول الشيخ زروق رضي الله عنه :-
أصل كل خير في اللقمة والخلطة فكل ما شئت فمثله تفعل واصحب من شئت فأنت على دينه .
وعلى كل فطلب هذه الآداب من أهلها هو فرض عين لأن المسلم بدون أدب كالجسد بدون روح .
والأدب هو تأديب الظاهر والباطن فإذا تهذب ظاهر العبد وباطنه صار صوفيا أديبا ومن ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه والتأدب بآدابه قولا وفعلا ظاهرا وباطنا .
والإنصاف فيما بين الله تعالى وبين العبد في ثلاثة أمور :-الإستعانة والجهد والأدب
فمن العبد الإستانة ومن الله تعالى الإعانة
ومن العبد الجهد ومن الله تعالى التوفيق
ومن العبد الأدب ومن الله تعالى الكرامة
وكل الآداب منبعها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومن حرم الأدب حرم جوامع الخير
ومن قهر نفسه بالأدب فهو الذي يعبد الله بالصدق والإخلاص
وأهل الدين آدابهم في تهذيب النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات
وأهل الخصوص آدابهم في طهارة القلوب ومراعاة الأسرار والوفاء بالعهود وحفظ الوقت وقلة الإلتفات إلى الخواطر وحسن الأدب في مواقف الطلب.
وقبل أن نتكلم عن أدب العلم والمتعلم يجدر بنا أن نذكر قاعدة الأدب الأعظم :-
روى الإمام مسلم من حديث سيدنا عمر رضي الله عنه قال :-
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يامحمد أخبرني عن الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
قال :- صدقت .
فعجبنا له يسأله ويصدقه .
قال :- فأخبرني عن الإيمان
قال:- أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
قال :- صدقت .
قال :- فأخبرني عن الإحسان
قال :- أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
قال :- فأخبرني عن الساعة
قال مالمسؤول عنها بأعلم من السائل
قال فأخبرني عن أماراتها
قال :- أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان .
ثم انطلق فلبث مليا ثم قال ياعمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم .
قال :- فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .

ونحن في مقام الأدب نتكلم عن العالم من هو وأدبه مع نفسه ومع الله تعالى 4ومع إخوانه من طلبة العلم وأدبه مع عباد الله تعالى عامة

من هو العالم والوارث المحمدي والمرشد الذي نتأدب معه ونحفظ حرمته في الحقائق :........

(وإنك لعلى خلق عظيم )

جهد مشكور أخي رائد

بارك الله فيكم

» قواعد التصوف
» حقائق عن التصوف
» التصوف معنى وسلوك
» كتاب حقائق عن التصوف
» هل التصوف ضلالة أو زندقة ؟