أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العبسي الداراني. وداريا قرية من قرى دمشق. كان سبر الأحوال ليعتبر الأهوال، فطهر من الأعلال لمداومته على الدءوب والكلال.
حدثنا سليمان بن أحمد - إملاء - حدثنا هارون بن ملوك المصري، قال: سمعت ذا النون المصري يقول: تسمعوا ليلا على أبي سليمان الداراني، فسمعوه يقول: يا رب إن طالبتني بسريرتي طالبتك بتوحيدك، وإن طالبتني بذنوبي طالبتك بكرمك، وإن جعلتني من أهل النار أخبرت أهل النار بحبي إياك.
حدثنا إسحاق بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: سمعت صالح بن عبد الجليل يقول: ذهب المطيعون لله بلذيذ العيش في الدنيا والآخرة يقول الله تعالى لهم يوم القيامة: رضيتم بي بدلا دون خلقي وآثرتموني على شهواتكم في الدنيا فعندي اليوم فباشروها فلكم اليوم عندي تحياتي وكرامتي فبي فافرحوا وبقربي فتنعموا فوعزتي وجلالي ما خلقت الجنات إلا من أجلكم.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني، حدثنا أحمد بن محمد ابن حمدان سمعت بن أبي الحواري يقول قال لي أبو سليمان: يا أحمد كن كوكباً فإن لم تكن كوكباً فكن قمراً، فإن لم تكن قمراً فكن شمساً. فقلت يا أبا سليمان القمر أضوأ من الكوكب، والشمس أضوأ من القمر. قال: يا أحمد كن مثل الكوكب طلع أول الليل إلى الفجر، فقم أول الليل إلى آخره، فإن لمقال: وسمعت أبا سليمان يقول: جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيهم خصال باقية: الكرم، والحلم والعلم، والحكمة، والرحمه والرأفة والفضل والصفح والإحسان والعطف والبر واللطف. وقال أبو سليمان: رد سبيل العجب بمعرفة النفس، وتخلص إلى إجماع القلب بقلة الخطأ، وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الخوف، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، والتمس بأخبرنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد - قراءة عليه وأنا أسمع - قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ - قراءة عليه - هذا الحديث لإسناده ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث: "وأنا أزيدكم خمساً فتتم لكم عشرون خصلة: أن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غداً زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون". قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا والله ما بقي من أولئك النفر ولا من أولادهم أحد غيري. وما بقي إلا أياماً قلائل ثم مات. وهذا الحديث بهذا السياق مجموعاً لم نكتبه إلا من حديث أبو سليمان، تفرد به عند أحمد بن أبي الحوارياب الحزن بدوام الفكرة، والتمس وجوه الفكرة في الخلوا تقو على قيام الليل فكن مثل الشمس تطلع أول النهار إلى آخره، فإن لم تقدر على قيام الليل فلا تعص الله بالنهار قال: قال لي أبو سليمان: إن استطعت أن لا تعرف بشيء فافعل، قال وسمعت أبا سليمان يقول: خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام يتماشيان فصدم يحيى امرأة فقال له عيسى: يا ابن خالة لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أن يغفر لك أبداً. قال: وما هي يا ابن خالة? قال: امرأة صدمتها، قال: والله ما شعرت بها، قال: سبحان الله بدنك معي، فأين روحك? قال: معلق بالعرش، ولو أن قلبي أطمأن إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين
أسند أبو سليمان القليل، فمن مفاريده: حدثنا الحسين بن عبد الله بن سعيد، حدثنا القاضي حمزة بن الحسن، حدثنا الأشناني، حدثنا أحمد بن علي الخراز، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي، حدثني أبي، عن جدي سويد بن الحارث، قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي، فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من حدثنا وزينا، فقال: "ما أنتم? قلنا: مؤمنين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم وإيمانكم? قال سويد: فقلنا: خمس عشرة خصلة خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس منها أمرتنا رسلك أن نعمل لها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها قلنا: أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. قال: وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها? قلنا: أمرتنا رسلك أن نقول: لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا. قال: وما الخمس التي تخلقتم بها أنتم في الجاهلية? قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء والصدق في مواطن اللقاء والرضى بمر القضاء، والصبر عند شماتة الأعداء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علماء حكماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء". |
أخبرنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد - قراءة عليه وأنا أسمع - قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ - قراءة عليه - هذا الحديث لإسناده ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث: "وأنا أزيدكم خمساً فتتم لكم عشرون خصلة: أن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غداً زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون". قال أبو سليمان: قال لي علقمة بن يزيد: فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها، ولا والله ما بقي من أولئك النفر ولا من أولادهم أحد غيري. وما بقي إلا أياماً قلائل ثم مات. وهذا الحديث بهذا السياق مجموعاً لم نكتبه إلا من حديث أبو سليمان، تفرد به عند أحمد بن أبي الحواري |