|
| سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 7:59 pm | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه :
سيدنا مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه
أول سفراء الاسلام
هذا رجل من أصحاب سيدنا محمد ما أجمل أن نبدأ بهالحديث.
غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
ذلك الفتى الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟
بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاةوالسلام..
ولكن أي واحد كان..؟
ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..
لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..
"محمد"الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عميرالتي تفتح له القلوب والأبواب..
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه,يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء الىدار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن, ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤادالمتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمنوأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سيرالزمان..!!!
**
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.
فلوأن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب الى حين..
أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.
وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بايمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمةاللاهبة, الواشية..
ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرةأخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصاالى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...
ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم,ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى.
وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أن استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءهجلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الاقناع..
ولكن,اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى, فان في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذامضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه اغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى الى الحبشة مهاجرا أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين, ثميعود معهم الى مكة, ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان, ولقد فرغ من اعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجهالمختار, واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئهاالأعلى, وخالقها العظيم..
خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعاشجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة, وألقا وعطرا..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة,وقال:
"لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!
لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها, حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّاه اني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي بأنه لا اله الا الله,وأن محمدا عبده ورسوله"...
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف عقلي"..!!
وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت قد جعلت منه انسانا آخريملأ الأعين جلال والأنفس روعة...
**
وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أنيكون سفيره الى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة,ويدخل غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينةالتي ستكون دار الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين منالزمان قريب..
وحملمصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق, ولقد غزاأفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه, فدخلوا في دين الله أفواجا..
لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادةمعلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب بن عمير".
لقدأثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.وعرف أنه داعية الى الله تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى, والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به,ليس عليه الا البلاغ..
هناك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة"يفشيان معا القبائل والبيوت والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه,هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمةروحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الاوس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فاجأه شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا علىهذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل, ولم يألفوه من قبل..!
ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها واذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها,فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذاالسفير الوافد اليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!
وماان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة, حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا, متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ماجاء بكما الى حيّنا, تسفهان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!
كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه لاقتناعه وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهموعشيرتهم, وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هن الك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..
ولميكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاةوالسلام, حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم, وتكتسي بجماله..!!
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ماأحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:
"يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله الا الله".
فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله الا الله, وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة,وتمت باسلامهم النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بنحضير, وسعد ابن معاذ, وسعد بن عبادة قد أسلموا, ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب,فلنؤمن معه, فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**
لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلمنجاحا منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل, وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة, وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّعدّة باطلها, لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر,قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر,و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوهالمؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام,ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفوان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!
يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال:
[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذاللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثمحمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط, فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..
**
وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيدالرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لكالله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركةويودعون شهداءها..
وعندجثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقول خبّاب بن الأرت:
[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله, نبتغي وجه الله, فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم مصعب بن عمير, قتل يومأحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمهحمزة, وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام, وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور.. على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..
أجل..وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهماوحنانهما ووفائهما:
(من المؤمنين رجال صدقواما عاهدوا الله عليه)
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة,ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيهاالناس زوروهم,وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة, الا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا سيدنا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عدل سابقا من قبل محب السيد الرواس في الخميس سبتمبر 23, 2010 9:24 pm عدل 1 مرات | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين أكتوبر 04, 2010 7:16 pm | |
|
أبو جابر عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه
عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبةالثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبدالله أحد هؤلاء الأنصار..
ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاءالنقباء.. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة..
ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الإسلام..
وبعد هجرة الرسول الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه السلام ليله ونهاره.. وفي غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال..
وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو..
وغمره إحساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!!
ودعا إليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له: " إني لا أراي إلا مقتولا في هذه الغزوة.. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين.. واني والله، لا أدع أحداً بعدي أحبّ إلي منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وان عليّ دينا، فاقض عني ديني، واستوص بإخوتك خيرا"..
وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش.. قريش التي جاءت في جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة.. ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصراحاسما، لولا أن الرماة الذين أمرهم الرسول عليه السلام بالبقاء في مواقعهم وعدممغادرتها أبدا أغراهم هذا النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل،وشغلوا بجمع غنائم الجيش المنهزم.. هذا الجيش الذي جمع فلوله سريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما، ثم فاجأهم بهجوم خاطف من وراء، فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة..
في هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد..
ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبدالله يبحث عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا بغيره من الأبطال..ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الإسلام عبدالله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهمرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال: " ابكوه..أو لا تبكوه..فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!!
كان إيمان أبو جابر متألقا ووثيقا..وكان حبّه بالموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه..ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..قال عليه السلام لولده جابر يوما:" يا جابر..ماكلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب..ولقد كلّم كفاحا _أي مواجهة فقال له: يا عبدي، سلني أعطك.. فقال: يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية..قال له الله:انه قد سبق القول مني: أنهم إليها لا يرجعون.قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة..فأنزل الله تعالى: (ولا تحسبنّ الذينقتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله منفضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)".
وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد..
وعندما تعرف أهل عبدالله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت معهأخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناك، وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم..
بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن:"أن ادفنوا القتلى في مصارعهم"..فعاد كل منهم بشهيده..
ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين صدقواما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله ولرسوله.
ولما جاء دور عبدالله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم: " ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فإنهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين"..
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء أكتوبر 06, 2010 6:20 am | |
| - محب السيد الرواس كتب:
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
ما رأيك بالتقسيم الجديد إنها فكرة الأخ الحياوي شكراً لك وللأخ الحياوي فعلاً فكرة ناجحة بإذن الله
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء أكتوبر 06, 2010 8:14 pm | |
| أبــــو جـــندل بن ســـهيل رضي الله عنه
هو جندل بن سهيل بن عمرو العامري و تقدم في سيرة أبيه , قال الزبير رضي الله عنه : أسلم أبي جندل بن سهيل بمكة فسجنه أبوه و قيده , فلما كان يوم الحديبية هرب أبو جندل إلى النبي صلى الله عليه و سلم .
حدثنا الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم في صلح الحديبية قال : فإن صحيفة الصلح لتكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد و كان أبوه حبسه فأفلت فلما رآه أبو سهيل قام إليه فضرب وجهه و أخذ بتلبيبه يتله .
و قال : يا محمد (النبي صلى الله عليه و سلم) قد لجت القضية بيني و بينك قبل أن يأتيك هذا , قال صدقت فصاح أبو جندل بأعلى صوته يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جندل : أبا جندل أصبر و أحتسب فإن الله جاعل لك و لمن معك من المستضعفين فرجاً و مخرجاً و إنا صالحنا القوم و إنا لا نغدر , فقام عمر رضي الله عنه يمشي إلى جنب أبي جندل و أبوه يتله و هو يقول أبا جندل أصبر فإنما هم المشركون و إنما دم أحدهم دم كلب و جعل عمر يدنو منه قائم السيف فقال عمر (رضي الله عنه) : رجوت أ نيأخذه فيضرب به أباه فظن بأبيه .
وقيل إن أبا جندل هرب ثانية و لحق بأبي بصير و شكلوا عصابة عجزت قريش و قوافلها , فقالوا يا محمد خذ هؤلاء عنا لا حاجة لنا بهم .
لم يشهد أبا جندل شيء من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لان أباه كان يمنعه ويسجنه , و بعد أن أسلم أباه جاهدا في بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى ماتا .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء أكتوبر 06, 2010 8:21 pm | |
| أبـــو دجــــانة رضــي الله عـنـه
إسمه سـماك بن خـرشــة و قيل سماك بن أوس بن خرشة الأنصاري الخزرجي الساعدي و هو من رهـط سعد بن عبادة . شهد بدر مع النبي صلى الله عليه و سلم وكان من الأبطال و دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحـــد .
أخرج البيهقي في الدلائل و أبن كثير في البداية و النهاية عن أبن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري وعاصم بن عمر و الحصين قالوا : ظاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين درعين و قال من يأخذ هذا السيف بحقه فقال ماليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام أبو دجانة سماك بن خرشة أخو بني ساعدة فقال : و ما حقه ؟ قال : أن تضرب به في العدد حتى ينحني , قال أبو دجانة : أنا آخذه بحقه فأعطاه إياه و كان أبو دجانة رجلاً شجاعاً خيالاً عند الحرب إذا كانت و كان إذا أعلم بعصابة حمراء عصبها على رأسه علم الناس إنه سيقاتل فلما أخذ السيف من يد رسول الله (النبي صلى الله عليه و سلم) أخرج عصابته فعصبها برأسه فجعل يتبختر بين الصفين , وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) قال حين رأى أبا دجانة يتبختر : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن.
شهد أبو دجانة اليمامة و هو ممن شارك في قتل مسيلمة الكذاب مع عبد الله بن زيد بن عاصم و وحشي .
أخرج الإمام أحمد والحاكم قال : إنه شهد بدر و أحد و جميع المشاهد مع النبي صلى الله عليه و سلم وأعطاه سيفه يوم أحد و قال : من يأخذ هذا السيف بحقه فأحجم القوم فقال أبو دجانة أنا آخذه بحقه فدفعه له النبي ( صلى الله عليه و سلم) ففلق به هام المشركين و قال أبو دجانة شعراً
أنا الـــذي عــاهدني خليلــــي **** و نحن بالســـفح لــدى النخيــــل أن لا أقــوم الدهر في الكيول **** أضـــرب بســـيف الله و الرسول
و أخرج الحاكم عن يونس عن أبن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن أبن عباس قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحد أعطى فاطمة أبنته سيفه و قال يا بنية إغسلي عنه هذا الدم و أعطاها علي رضي الله عنه سيفه و قال و هذا فأغسلي عنه دمه فو الله لقد صدقني اليوم فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم) لئن كنت صدقت القتال لقد صدق سهل بن حنيف و أبو دجــانة .
و كان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة و أكابرهم , أســتشــهد يوم اليمامة بعد ما أبلى بلاءً عظيماً وكان لبني حنيفة حديقة يقاتلون من ورائها فلم يقدر المسلمون على الدخول إليها فأمرهم أبو دجانة أن يلقوه إليها ففعلوا فـأنكسرت رجله فقاتل على باب الحديقة حتى فتحها و دخلها المسلمون ,
و قتل يومئذ و قيل عاش حتى شهد صفين مع علي رضي الله عنه و الأول أصح و الله أعلم .
قصــــة النخلة :
كان يصــلي مع النبي صلى الله عليه و سلم كل الأوقات و يخرج بعد أن يصلي الصبح مسرعاً الى بيته إذا قضيت الصلاة , فقال له النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا دجانة ألا تسمع دعاءنا قال : يا رسول الله إن لجاري فلان نخلة مشرفة على داري و يقع من تمرها عندما يهب الريح .........
وصــلى الله على ســـيدنا محمــد و على آله و صـــحبه و ســــلم
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء أكتوبر 06, 2010 10:04 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 08, 2010 6:04 am | |
| أبــــو ذر الغـفـــاري رضــي الله عـنـه
أختلف في إسمه فقيل جندب بن جنادة و هو الأصح , و كان أبو ذر من كبار الصحابة و فضلائهم , قديم في الإسلام يقال : أسلم بعد أربع و كان خامساً ثم أنصرف إلى بلاد قومه و أقام بها حتى قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة .
عن أبن عباس قال :لما بلغ أبا ذر مبعث النبي (صلى الله عليه و سلم) قال لأخيه أركب الى هذا الوادي فأعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم إنه نبي يأتيه الخبر من السماء و أسمع من قوله ثم أئتني , فأنطلق الأخ حتى قدم و سمع من قوله ثم رجع الى أبي ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق و كلاماً ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت , فتزود و حمل شنة فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فألتمس النبي (صلى الله عليه و سلم) و هو لا يعرفه و كره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل , أضطجع فرآه علي بن أبي طالب فعرف إنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم أحتمل قربته و زاده الى المسجد و ظل ذلك اليوم و لا يرى النبي (صلى الله عليه و سلم) حتى أمسى فعاد الى مضجعه فمر به علي فقال ما آن للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لايسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك قال أبو ذر : إن أعطيتني عهداً و ميثاقاً لترشدني فعلت ففعل فأخبره , قال علي : إنه حق و إنه رسول الله فإذا أصبحت فأتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فأتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فأنطلق يقفوة حتى دخل على النبي صلى الله عليه و سلم و دخل معه فسمع من قوله و أسلم مكانه فقال له النبي (صلى الله عليه و سلم): ارجع الى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري , قال : و الذي نفسي بيده لأصرخ نبها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدً رسول الله عبده ورسوله فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه و أتى العباس فأكب عليه و قال : ويلكم ألستم تعلمون إنه من غفار و إنه طريق تجارنكم الى الشام فأنقذه منهم ثم عاد الى الغد لمثلها فضربوه و ثاروا إليه فأكب العباس عليه .
قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم , و قال عنه علي : وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه .
أخرج الحاكم والبيهقي عن أبن مسعود رضي الله عنه قال : لما سار رسول الله (صلى الله عليه و سلم)إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم و إن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يارسول الله تخلف أبو ذر فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ما كان يقوله فتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ثم خرج يتبع النبي (صلى الله عليه و سلم) ماشياً و نظر ناظر من المسلمين فقال إن هذا الرجل يمشي على الطريق فقال رسول الله كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو و الله أبو ذر فقال النبي (صلى الله عليه و سلم) يرحم الله أبا ذر , يمشي وحده ويموت وحده و يحشر وحده .
قصـــة وفــــاة أبو ذر :
سكن في مكان يقال لها الربذة و مرض فيها و لم يكن سواه و أمرأته و أبن له طفل فمات فخرجت المرأة و الطفل لعلهم يجدون أحداً يغسله و يكفنه و يدفنه فصعدوا جبلاً عالياً فإذا برجال قادمون معهم عبد الله بن مسعود و بعض الصحابة فقالت المرأة يا رجال هذا صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو ذر قد مات فغسلوه و كفنوه , و صلى عليه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ثم دفنوه .
و صــلى الله على ســـيدنا محمــــد و على آله و صــحبه و ســلم | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 08, 2010 6:09 am | |
| أبو سفيان بن الحارث القرشي
أبوسفيَانَ بن الحَارِث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرَشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم . وكان أَخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة . أَرضعتهما حليمة السعدية .
وأُمه غَـزِية بنت قيس بن طريف،
ذات يوم نادته الأقدار لمصيره السعيد فنادى ولده جعفر و قال لأهله إنا مسافران , إلى أينيا أبن الحارث , إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لنسلم معه لرب العالمين .
يقال:إن الذين كانوا يشبهون رسول الله جعفر بن أَبي طالب، والحسن بن علي، بن العباس، وأَبو سفيان بن الحارث. وكان أَبو سفيان من الشعراءِ المطبوعين،وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أَخبرناأَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عبيدالله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس قال: مر رسول اله صلى الله عليه وسلم عام الفتح- وذكره- وكان أَبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أَبي أُميةبن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بثنية العُقَاب-بين مكة والمدينة- فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهماوقالت: يا وسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك! فقال: "لا حَاجَةَلِي بِهِمَا"، أَما ابن عمي فَهَتَك عرضي، وأَما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال. فلما خرجِ الخبر إِليهما بذلك ومع أَبي سفيان ابن له، فقال: والله لَيَأذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لَنَذهبَنفي الأَرض حتى نموت عطشاً وجوعاً. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليهوسلم لهما، فدخلا عليه، فأنشده أَبو سفيان قوله في إِسلامه، واعتذاره مما كان مضى
عن ابن إِسحاق قال: حدثني عاصم بن عُمَر بن قتادة، عنعبد الرحمن بن جابر، عن أَبيه جابر بن عبد الله الأَنصاري قال: فخرج مالكبن عوف النضري بمن معه إِلى حنين ، فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فأعدواوتَهَيئوا في مضايق الوادي وأَحنانه، وأَقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابهوانحط بهم الوادي في عَمَاية الصبح، فلما انحط الناسُ ثارت في وجوههم الخيل،فشدت عليهم، فانكفأ الناسِ منهزمين، وركبت الإبل بعضُها بعضاً، فلما رأَى رسولُ الله أَمرَ الناس، ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المَهاجرين، والعباس آخذ بحَكَمَةالبغلة البيضاء وقد شَجَرها. وثبت معه من أَهل بيته: علي بن أَبي طالب،وأَبو سفيان بن الحارث، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وغيرهم.وثبت معه من المهاجرين: أَبو بكر، وعمر. فثبتوا حتى عاد الناس . ثم إنرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أبا سفيان ، وشهد له بالجنة، وقال : أرجُو أن تَكُونَ خَلفاً مِن حمزة .
وهومعدود في فضلاء الصحابة ، رُوي أنه لما حضرته الوفاة قال : لا تبكواعليَ فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أَسلمت.
وتوفي أَبو سفيان سنة عشرين. وكان سبب موته أنه حج فحلق رأسه، فقطع الحجام ثؤلولاً كان في رأسه فمرض منه حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة، وصلىعليه عمر بن الخطاب. وقيل: مات بالمدينة بعد أَخيه نوفل بن الحارث بأربعة أَشهرإِلا ثلاث عشرة ليلة. وهو الذي حفر قبر نفسه قبل أَن يموت بثلاثة أَيام ، وذلك سنة خمس عشرة .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس أكتوبر 14, 2010 5:20 am | |
| أبــــــو ســفيان صــخر بن حـرب رضي الله عنه
هو أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي و هو والد معاوية و يزيد , ولد قبل عام الفيل بعشر سنين و كان من أشراف قريش , و كان تاجراً يجهز التجارة بماله و أموال قريش إلى الشام و غيرها .
و كانت إليه راية الرؤساء التي تسمى العقاب و قيل كان أفضل قريش رأياً في الجاهلية ثلاثة : عتبة و أبو جهل و أبو سفيان , فلما أتى الإسلام أدبروا في الرأي و هو الذي قاد قريش كلها يوم أحد , وكان صديقاً للعباس عم النبي صلى الله عليه و سلم و أسلم ليلة فتح مكة .
إســــلامه
أردفه العباس على بغلة النبي صلى الله عليه و سلم البيضاء , رآه عمربن الخطاب رضي الله عنه فقال : عدو الله أبا سفيان دعني أضرب عنقه , فقال العباس :لقد آجرته , فأسرع به العباس ليسلم قيل أن يقتل فلما قدم على النبي صلى الله عليه و سلم قال له العباس : قل لا إله إلا الله قبل أن تضرب عنقك فقالها أمام النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) أما آن لك يا أبا سفيان أنت ؤمن بأني رسول الله ؟ فقال : أما هذه ففي النفس فيها شيء فقال النبي للعباس : خذه هذه الليلة و آتني به غداً , وفي اليوم الثاني قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . فكان يرى كتائب الحق و الإسلام تمر من أمامه فيقول من هؤلاء يا أخي يا عباس ؟ فيقول العباس : هؤلاء كذا و كذا حتى مرت كتيبة فيها الدروع و هم حول النبي صلى الله عليه و سلم فقال : من هؤلاء يا أخي يا عباس قال : هؤلاء الأنصار .
أبو سفيان و أبو جهل و الأخنس و حديث إستماعهم إلى قراءة النبي صلى الله عليه و سلم :
قال أبن إسحاق حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري إنه حدث أن أبا سفيان بن حرب و أبا جهل بن هشام و الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي خرجوا ليلة يستمعون من رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و هو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه و كل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذاطلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا و قال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيء ثم أنصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا و قال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة و في الليلة الثالثة كذلك فلما جمعهم الطريق قال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا .
فلما أصبح الأخنس أخذ عصاه ثن خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة في ما سمعت من محمد فقال : يا أبا ثعلبة و الله لقد سمعت أشياء أعرفها و أعرف ما يراد بها و سمعت أشياء ما عرفت معناها و لا ما يراد بها ,قال الأخنس و أنا الذي حلفت به كذلك , ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فقال : ماذا سمعت و الله لا نصدقه و لا نؤمن به أبداً . ( سيرة أبن هشام ) .
أبو سفيان يترأس وفد قريش ليجدد العقد و الصلح مع النبي (صلى الله عليه و سلم) بعدما خرقت قريش العهد و هجمت قبيلة بنو بكر الموالية لقريش على قبيلة خزاعة الموالية للنبي (صلى الله عليه و سلم) فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي حتى أتى المدينة يخبر النبي (صلى الله عليه و سلم) بما جرى و قال أبياتاً من الشعر فقال له النبي (صلى الله عليه و سلم) نصرت يا عمرو بن سالم , عندها أحست قريش بالخطرفأرسلت أبو سفيان يفاوض النبي (صلى الله عليه و سلم) فعندما وصل المدينة المنورة دخل على أبنته أم حبيبة فلما أراد أن يجلس على فراش النبي (صلى الله عليه و سلم)طوته عنه فقال يا بنية أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و أنت رجل مشرك بخس , فقال : و الله لقد أصابك بعدي شــر . فكلم النبي (صلى الله عليه و سلم) في ذلك فلم يرد عليه شيئاً ثم ذهب إلى أبا بكر فلك يرد عليه ثم جاء عمر فلم يرد عليه ثم جاء إلى علي و عنده فاطمة والحسن غلام يدب بين يديهما فقال يا علي إنك أمس القوم بي رحماً و إني قد جئت فيحاجة فلا ترجعني خائباً , أشفع لي إلى محمد فقال : ويحك يا أبا سفيان لقد عزم النبي (صلى الله عليه و سلم) على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه , فألتفت إلى فاطمة فلم ترد عليه ثم ترجاهما بالطفل الصغير . حينئذ أظلمت الدنيا عيني أمام أبو سفيان و عندما يأس قال لعلي يا أبا الحسن أشتد علي الأمر فانصحني , قال له علي : قم فأجر بين الناس ثم إلحق بأرضك فقام أبوسفيان في المسجد فقال : أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره و أنطلق .
و قريش تنتظر قدوم أبا سفيان , ولما قدم أبو سفيان قدم على قريش قالواما وراءك ؟ قال : جئت محمداً فكلمته فو الله ما رد علي شيئاً ثم جئت أبن أبي قحافة فلم أجد فيه خيراً ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو ثم جئت علي فوجدته ألين القوم فقالوا له : قبحك الله ثم عاد إلى بيته فقالت زوجته ما وراءك يا أبا سفيان فقال لها مثل ما قال لقريش فقالت له تباً لك من رجل .
شهد معركة حنين و أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم مائة بعير و أربعين أوقية و أعطى إبنيه يزيد و معاوية كل واحد مثله .
شهد الطائف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ففـقـئت عينه يومئذ وفـقـئت الأخرى يوم اليرموك و كان يصــيح بأعلى صوته يا نصــر الله إقـتـرب
وفــــــاته توفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 32 هـ و صلى عليه عثمانبن عفان رضي الله عنه و قيل صلى عليه إبنه معاوية و كان عمره ( رضي الله عنه ) 88سنة و قيل 93 سنة .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 15, 2010 5:05 am | |
| أبو موسى الأشعـري رضــي الله عـنه
إسمه عبد الله بن قيس . وأمه امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة .
أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخـيـبـر.
قال الواقدي : ليس أبو موسى من هاجرة الحبشة، وليس له حلف قي قريش، ولكنه أسلم قديماً بمكة، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين جعفر وأصحابه من أرض الحبشة، ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل السفينتين، وإنما الأمر على ما ذكرته.
قال أبو عمر: إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه أقبل مع قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا في سفينة ، فألقتهم إلى الحبشة ، وخرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة ، و هؤلاء في سفينة ، فقدموا جميعاً حين افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقسم لأهل السـفـيـنـتـيـن .
عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين أنا وإخوان لي ، أنا أصغرهما . أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم ، إما قال : بضع ، وإما قال :ثلاثة وخمسون رجلاً من قومي . قال : فركبنا السفينة ، فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا. فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً. قال: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا. أو قال: أعطانا منها. وما قسم لأحد غاب عن خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه. وهذا حديث صحيح.
واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة بعد المغيرة بن شعبة، ثم إن عثمان عزله، فلما منع أهل الكوفة سعيد بن العاص أميرهم على الكوفة، طلبوا من عثمان أن يستعمل عليهم أبا موسى، فاستعمله، فلم يزل عليها حتى استخلف علي، فأقره عليها. فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها، أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه، فمنعهم أبوموسى وأمرهم بالقعود في الفتنة، فعزله علي عنها، وصار أحد الحكمين، فخدع فانخدع، وسار إلى مكة فمات بها.
وقيل: مات بالكوفة سنة اثنتين وأربعين. وقيل:سنة أربع وأربعين. وقيل: سنة خمسين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين.
حضرأغلب مواقع البطولة و الشرف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان من الصحابة البارزين الذين نقلوا أحاديث عن النبي و هو من الذين توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنهم راضٍ . كان مثالاً للتقوى و الورع و هو الذي بكى أهل البصرة على عـزله عن الولاية لأنه كان إماماً و والياً عادلاً لا يظلم أحد في ولايته .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 15, 2010 5:11 am | |
| أبــو هــــريـرة رضــي الله عنه
أبوهريرة الدوسي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثرهم حديثاً عنه .
قال خليفة بن خياط وهشام بن الكلبي : اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن غنم بن غنم بن دوس . وقد اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه ، فقيل :عبد الله بن عامر. وقيل : برير بن عشرقة. ويقال : مسكين بن دومة. وقيل :عبد الله بن عبد شمس . وقيل: عبد شمس ، و قيل عبد عمرو بن عبد غنم . و قيل كان إسمه في الإسلام : عبد الله و قيل عبد الرحمن .
وقيل: رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كمه هرة: فقال : يا أبا هريرة.
أخرج الترمذي قال : حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع قال: قلت لأبي هريرة :لم أكتنيت بأبي هريرة? قال : أما تفرق مني? قلت : بلى ، والله إني لأهابك .قال: كنت أرعى غنم أهلي ، وكانت لي هريرة صغيرة ، فكنت أضعها بالليل في شجرة،فإذا كان النهار ذهبت بها معي ، فلعبت بها، فكنوني أبا هريرة. وكان من أصحاب الصفة.
وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أخرج الترمذي عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قلت : يا رسول الله، أسمع منك أشياء فلا أحفظها? قال: ابسط رداءك .فبسطته ، فحدث حديثاً كثيراً ، فما نسيت شيئاً حدثني به .
و روى الترمذي عن ابن عمر أنه قال: لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه.
أخرج البخاري و أبن حبان و النسائي عن الزهري ، عن الأعرج قال : سمعت أبا هريرة قال: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،والله الموعد ، كنت رجلاً مسكيناً أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يبسط ثوبه فلن يسنى شيئاً سمعه مني . فبسطت ثوبي حتى قضى حديث ، ثم ضممته إلي ، فما نسيت شيئاً سمعته بعد .
أخرج البخاري عن عثمان بن أبي سودة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عاد الرجل أخاه أو زاره ، قال الله عز وجل : طبت وطاب ممشاك ،وتبوأت من الجنة منزلاً.
قال البخاري : روى عن أبي هريرة أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع ، فمن الصحابة : ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأنس ، و واثلة بن الأسقع .
واستعمله عمر على البحرين ثم عزله ، ثم أراده على العمل فامتنع ، وسكن المدينة ، و بها كانت وفاته .
قال الخليفة : توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين . وقال الهيثم بن عدي : توفي أبوهريرة سنة ثمان وخمسين .
وقال الواقدي : توفي سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة. قيل: مات بالعقيق وحمل إلى المدينة ، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان أميراً على المدينة لعمه معاوية بن أبي سفيان .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين أكتوبر 18, 2010 6:02 am | |
| أبي بن كعب رضي الله عنه
سأله النبي صلى الله عليه وسلم- يوماً : (يا أبا المنذر، أي أية من كتاب الله أعظم؟)... فأجاب قائلاً : ( الله ورسوله أعلم ) . وأعاد النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله : ( يا أبا المنذر، أي أية من كتاب الله أعظم؟ )...وأجاب أبي : ( الله لا اله إلا هو الحي القيوم ). فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدره بيده ، وقال له والغبطة تتألق على محياه : ( ليُهْنِكَ العلم أبا منذر)...
هو أبي بن كعب بن قيس بن عُبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجّار بن الخزرج الأنصاري , يكنى أبا المنذر كناه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
شهد العقبـة و بدراً , قال عنه عمر بن الخطاب (أبي سيد المسلمين) .
روى الترمذي عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بن كعب : ن الله أمرني أن أقرأعليك ( لم يكن الذين كفروا ) قال : الله سماني لك ؟ قال : نعم , فجعل أبي يبكي .
و روى الترمذي عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر و أشدهم في دين الله عمر و أصدقهم حياءً عثمان و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل و أفرضهم زيد بن ثابت و أقرؤهم أبي بن كعب و لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح /و زاد فيه و أقضاهم علي / .
روى أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أبي أنه سمع النبي يقرأ ( و ألزمهم كلمة التقوى ) قال : شهادة أن لا إله إلا الله .
و روى الحسن بن صالح قال : كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة عـمر و علي و عبدالله و أبي و زيد و أبو موسى .
و قال أبو عمر عن الواقدي قال : أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم مقدمه المدينة أبي بن كعب و هو أول من كتب في آخر الكتاب و كتب فلان بن فلان فإذا لم يحضر أبي بن كعب كتب زيد بن ثابت و أول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم إرتد و رجع إلى مكة فنزل فيه ( و من أظلم ممن أفترى على الله كذباً ) أو قال أوصي إلي و لم يوح إليه شيء .
كان أبي بن كعب في مقدمة الذين يكتبون الوحي ويكتبون الرسائل، وكان في حفظه القرآن وترتيله وفهم آياته من المتفوقين، قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبي بن كعب، إني أمرت أن أعرض عليك القرآن) . وأبي يعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يتلقى أوامره من الوحي هنالك سأل الرسول الكريم في نشوة غامرة: (يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي، وهل ذكرت لك باسمي؟). فأجاب الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى)... كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أقـرأ أمتي أبَيّ).
و كان من الذين يكتبون لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذا عاهد و صلحه إذا صالح و منهم أيضاً علي بن أبي طالب و أبو بكر و عمر و عثمان و الزبير بن العوام و خالد و إبان إبنا سعيد بن العاص و حنظلة الأسيدي و العلاء بن الحضرمي و خالد بن الوليد و عبد الله بن رواحة و محمد بن مسلمة و عبد الله بن أبي سلول و المغيرة بن شعبة و عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان و غيرهم .
قال أبو نعيم : أختلف في وقت وفاة أبي بن كعب , قيل سنة 22 هـ في خلافة عمر و قيل سنة 30 في خلافة عثمان
و كان رضي الله تعالى عنه أبيض الرأس و اللحية لا يغير شيبة و كان على كثرة ورعه و تقاه يبكي كلما ذكر الله و اليوم الآخر و كانت آيات القرآن الكريم و هو يرتلها أو يسمعها تهزه و تهزكيانه . | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:08 pm | |
| أســـــامة بن زيـد رضي الله عـنه
أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرؤ القيس بن عامر بن النعمان .
أمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو وأيمن أخوان لأم . يكنى أسامة : أبا محمد ، وقيل : أبو زيد ، وقيل : أبو يزيد ، و قيل : أبو خارجة، وهومولى رسول الله من أبويه، وكان يسمى : حب رسول الله .
أخرج الحاكم و الطبراني و الإمام أحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أسامة بن زيد لأحب الناس إلي ، أو من أحب الناس إلي ، وأناأرجو أن يكون من صالحيكم ، فاستوصوا به خيراً .
واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة.
أخرج الإمام أحمد و أبن ماجه عن ابن عباس عن عائشة قالت : عثر أسامة بأسكفة الباب ، فشج في وجهه ، فقال لي رسول الله صلىالله عليه وسلم : أميطي عنه ، فكأني تقذرته ، فجعل رسول الله يمصه ثم يمجه ، وقال لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى ينقه .
عن معمر، عن الزهري، عن عروة ، عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه قطيفة ، وأردف وراءه أسامة ، وهو يعود سعد بن عبادة ، قبل وقعة بدر .
ولما فرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف.وفرض لابنه عبد الله بن عمر ألفين، فقال ابن عمر: فضلت علي أسامة وقد شهدتما لم يشهد؟ فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك ، وأبوه كان أحب إلى رسول الله من أبيك .
ولم يبايع علياً ، ولا شهد معه شيئاً من حروبه ؛ وقال له : لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ، ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله و الحديث مشهور ....
أخرج البخاري و البيهقي عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسامة بن زيد قال : أدركته ، يعني ، كافراً كان قتل في المسلمين في غزاة لهم، قال : أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح قال : أشهد أن لا إله إلا الله، فلم نبرح عنه حتى قتلناه ، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه خبره فقال : يا أسامة ، من لك بلا إله إلا الله؟ فقلت : يا رسول الله ، إنما قالها تعوذاً من القتل، فقال : من لك يا أسامة بلا إله إلا الله؟ فو الذي بعثه بالحق ما زال يرددها علي حتى وددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن ، وأني أسلمت يومئذ ، فقلت : أعطى الله عهداً أن لا أقتل رجلاً يقول لا إله إلا الله .
أخرج البيهقي و الطبراني و الحميدي عن محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال : رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعى مروان إلى جنازة ليصلي عليها ، فصلى عليها ثم رجع ، وأسامة يصلي عند باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له مروان : إنما أردت أن يرى مكانك فعل الله بك وفعل ، وقال قولاً قبيحاً ، ثم أدبر، فانصرف أسامة وقال : يا مروان، إنك آذيتني ، وإنك فاحش متفحش ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
وكان أسامة أسود أفطس ، وتوفي آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين، وقيل :توفي سنة أربع وخمسين ، قال أبو عمر : وهو عندي أصح ، وقيل : توفي بعد قتل عثمان بالجرف ، وحمل إلى المدينة .
و قد ذكر ابن منده أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسامة بن زيد على الجيش الذي سيره إلى مؤتة في علته التي توفي فيها. وهذا ليس بشيء؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل على الجيش الذي سار إلى مؤتة أباه زيد بن حارثة، فقال:إن أصيب فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحه، وأما أسامة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش وأمره أن يسير إلى الشام أيضاً ، وفيهم عمربن الخطاب ، رضي الله عنه، فلما اشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يسير جيش أسامة ، فساروا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وليست هذه غزوة مؤتة، والله أعلم .
وصـــلى الله على ســـيدنا محمــد و على آله و صـــحبه و ســـلم
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين أكتوبر 18, 2010 8:22 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء أكتوبر 20, 2010 5:35 am | |
| الأقــرع بن حـابــس رضي الله عنه
إسمه كما قال أبن دريد فراس و لقب بالأقرع لقرع كان في رأسه و قيل إسمه الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مالك بن حنظلة بن زيد بن تميم .
قدم على النبي صلى الله عليه و سلم مع عطارد بن حاجب بن زرارة و قيس بن عاصم و الزبرقان بن بدر وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة و قد كان الأقرع بن حابس التميمي و عينه بن حصن الغزاري .شهد مع النبي (صلى الله عليه و سلم) فتح مكة و حنين و الطائف
جاء الأقرع بن حابس إلى النبي صلى الله عليه و سلم مع وفد من تميم فقالوا نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا و خطينا لنشاعركم و نفاخركم فقال النبي (صلى الله عليه و سلم) : ما بالشعربعثنا و لا بالفخار أَمرنا و لكن هاتوا فقال الأقرع لشاب منهم قم يا فلان فأذكرفضلك و قومك , فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه و أتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء فنحن خير من أهل الأرض أكثرهم عدداً و أكثرهم سلاحاً فمن أنكر علينا فليأت بقول هو أحسن من قولنا و بفعال هو أفضل من فعالنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري و كان خطيب النبي (صلى الله عليه و سلم) قم فأجبه فقام ثابت فقال : الحمد لله أحمده و أستعينه و أؤمن به و أتوكل عليه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهاً و أعظم الناس أحلاماً فأجابوه و الحمد لله الذي جعلنا أنصاره و وزراء رسوله و عزاً لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع نفسه و ماله و من أباها قاتلناه , فقال الزبرقان بن بدرلرجل منهم يا فلان قم فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك و فضل قومك فقال :
نحن الكــــرام فلا حي يعادلنــــا **** نحن الرؤوس و فينا يقسم الربع و نطعم الناس عند المحل كلهم **** من السديف إذا لم يؤنــس القزع
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بحسان بن ثابت فحضر فقال له النبي (صلى الله عليه و سلم) قم فأجبه يا حسان فقال :
نصــرنا رســـــول الله و الدين عنــــوة **** على رغم عات من معد وحاضــر وســـــل أَحداً يوم أســـــتقلت شــــعابه **** بضرب لنا مثل الليوث الخـــــوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى **** إذا طاب ورد الموت بين العساكر فأحياؤنا خير من وطئ الحصـــــــــــى **** و أمواتنا من خير أهل المقــــابر
ثم قال الأقرع بن حابس شعراً قرد عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر النبي (صلى الله عليه و سلم) بأحسن منه فأسكته . فقام الأقرع بن حابس فقال يا هؤلاء ما أدري ما الأمر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً و تكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً و أحسن قولاً ثم دنا من النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال : أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقال له الرسول لا يضرك ما كان قبل هذا . أخرجه أبن عساكر .
أخرج البخاري و مسلم في صحيحهما عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : أبصر الأقرع بن حابس رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و هو يقبل الحسن (رضي الله عنه) و قال أبن عمر أو الحسين (رضي الله عنه) فقال : إن لي من الولد عشرة ما قبلت واحداً منهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لا يرحم لا يرحم .
و قيل كما أخبرنا موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات فقال يا محمد إن مدحي زين و إن ذمي شين, فقال ذلكم الله عز و جل . كما حدث أبو سلمة عن النبي (صلى الله عليه و سلم) .
شهد الأقرع مع خالد بن الوليد رضي الله عنه حرب أهل العراق و شهد معه فتح الأنبار و هو كان في مقدمة جيش خالد ,و قيل أستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصي ببالجوزجان هو و جيشه .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 3:45 am | |
| الـــبراء بن مـعــــروررضي الله عنه
البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الخزرجي الأنصاري وكنيته أبو بشر، أمه الرباببنت النعمان بن أمرىء القيس , أسلم وهو في المدينة قبل أن يهاجر إليها النبي (،وكان سيد الأنصار وكبيرهم، وأحد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الأولى، وكان نقيبًا لبني سلمة، وأول من أوصى بثلث ماله.
وخرج البراء يومًا مع نقباء الأنصار إلى مكة، وفي الطريق حان وقت الصلاة، وكانت قبلة المسلمين في ذلك الوقت ناحية بيت المقدس، فقال البراء لمن معه من المسلمين: ياهؤلاء، قد رأيت أن لا أدع هذه البنية (يقصد الكعبة) مني بظهر (وراء ظهري)، وأن أصلي إليها (أي اتجه نحوها). فقال له أصحابه: والله ما بلغنا أن رسول الله ( يصلي إلا إلى الشام (يقصد بيت المقدس)، وما نريد أن نخالفه، فقال البراء: إني لمصلٍّ إلى الكعبة. فقالوا له: ولكنا لا نفعل.
فكان البراء رضي الله عنه- إذا حضرت الصلاة يصلي ناحية الكعبة، وباقي أصحابه يتجهون ناحية بيت المقدس، وظلوا على هذه الحال حتى وصلوا مكة، وكانوا يعيبون على البراءصلاته ناحية الكعبة حتى إنه شك فيها، وخاف أن يكون بفعله هذا قد خالف الله ورسوله .
ولما وصل الأنصار إلى مكة أسرع البراء إلى رسول الله ( وقال له: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية (الكعبة) مني بظهر(وراء ظهري) فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي شك من ذلك،فماذا ترى يا رسول الله؟ فقال له رسول الله (: (لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها)،ثم أمره أن يصلي ناحية بيت المقدس، فاستجاب البراء لأمر الرسول .
ثم عاد البراء إلى المدينة، وهناك مرض مرض الموت، فقال لأهله قبل أن يموت: استقبلوا بي ناحية الكعبة، فلما فارق الحياة وضعوه نحو الكعبة، فكان بذلك أول من استقبل الكعبة بوجهه حيًّا وميتًا حتى جاء أمر الله بتغيير القبلة إلى الكعبة. ومات البراء بن معرور رضي الله عنه في شهر صفر قبل قدوم النبي بشهر فلما قدم النبي المدينة أتى قبره ومعه أصحابه فكبر وصلى عليه .
بشـــــــر بن البـــراء رضي الله عنه
هو بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي و قد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أبيه , شهد العقبة و بدر و أحد , مات بخيبر حين إفتتاحها سنة سبع من الهجرة من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الشاة المسمومة , قيل إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات وقيل لزمه مرضه و وجعه ذلك سنة ثم مات .
آخى النبي (ص) بينه و بين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي و هوالذي قال فيه رسول الله (ص) : من سيدكم يا بني سلمة قالوا الجد بن قيس على بخل فيه , فقال النبي(ص) و أي داء أدوى من البخل بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء .
و قصة موت بشر بن البراء مشهورة و وردت في الحديث السابق ( يهودية سممت شاة مصلية ( مشوية ) فأكثرت السم في الذراع لأنها سألت ماذا يحب رسول الله (ص) من الدابة قالوا الذراع فأكثرت فيه من السم القاتل و سممت كل الشاة , ولكن الشاة و الذراع فيها كلم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنها مسمومة فقال لأصحابه لا تأكلوا فإن الطعام مسموم و لكن بشر بن البراء بلع لقمة منها قبل الكلام فمات على أثرها فقال الصحابة لقد مات بشر يا رسول الله و في رواية أن النبي (ص) كذلك أكل منها و قال عند وفاته للسيدة عائشة رضي الله عنها ما زلت أجد أثر السم الذي أكلت في خيبر .
و قيل أحضرت اليهودية صاحبة الشاة فقيل لها لم فعلت ذلك فالت للنبي(ص) إن كنت نبياً حقاً سيخبرك الله بما فعلت و لا يضرك السم و إن كنت كاذباً تخلصنا منك و قيل أنها أسلمت و عفا عنها النبي (ص) و قيل إنها قتلت على فعلها هذا.
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين نوفمبر 01, 2010 5:30 am | |
| الحســن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي , أبو محمد سبط النبي صلى الله عليه و سلم , أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم سيدة نساء العالمين و هو سيد شباب أهل الجنة و ريحانة النبي (صلى الله عليه و سلم) وشــبيهه سماه النبي (صلى الله عليه و سلم) الحسن و عق عنه يوم سابعه و حلق شعره و أمر أن يتصدق بزنة شعره فضـــة .
أخرج الإمام أحمد في المسند و البيهقي في السنن و الحاكم في المستدرك و الطبراني و أبن حبان و البخاري في الأدب المفرد و الهيثمي في الزوائد عن قابوس بن المخارق قال : قالت أم الفضل :يا رسول الله رأيت كأن عضواً من أعضائك في بيتي قال خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً فترضعيه بلبن قثم فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كرم الله وجهه لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : أروني إبني ما سميتموه قلت حرباً قال بل هو الحسن , فلما ولد الحسين سميناه حرباً فجاء النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال أروني إبني ما سميتموه قلت سميته حرباً قال بل هو الحسين فلما ولد الثالث جاء النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال أروني إبني ماسميتموه قلت سميته حرباً قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون بشر وبشير و مبشر .
أخرج الإمام أحمد وأبن أبي شيبة في المصنف عن أبي إسحاق عن يزيد عن أبي الحوراء قال : قال الحسن بن علي (رضي الله عنه) علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولهن في الوتر ((اللهم أهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولني فيمن توليت و بارك لي فيما أعطيت و قني شر ما قضيت فإنك تقضي و لا يقضى عليك و إنه لا يذل من واليت و لا يعزمن عاديت تباركت ربنا و تعاليت )) .
و قيل للحسن بن علي ما تذكر من رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال :أذكر من رسول الله إني أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي فنزعها بلعابها وجعلها في تمر الصدقة فقيل يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة قال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة و كان يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدقة طمأنينة و إن الكذب ريبة .
و عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون قال : سمعت الحسن بن علي يقول : ســمعت رسول الله صلى الله عليه و ســلم يقول : من صلى صلاة الغـداة فجلس في مصلاه حتى تطلع الشــمس كان له حجاب من النار أو قال ســتر من النار .
أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا إبني الخالة عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا عليهما السلام .
و عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : هذان أبناي و أبنا أبنتي , اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما .
أخرج الإمام أحمد و أبن عساكر عن أبي بكرة قال صعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر فقال إن إبني هذا سيد يصلح الله به فئتين عظيمتين .
و عن أنس بن مالك قال : لم يكن أشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم من الحسن بن علي رضي الله عنه .
أخرج الترمذي عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حامل الحسن على عاتقه فقال رجل نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم و نعم الراكب هو .
و أخرج البخاري و مسلم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعاً الحسن بن علي على عاتقه و هو يقول اللهم إني أحبه فأحبه ,
وأخرج الترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (صلى الله عليه و سلم) قال :نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه و سلم) ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهلالبيت و يطهركم تطهيراً ) الأحزاب 33 ــ في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة و الحسن و الحسين فجللهم بكساء و علي خلف ظهره ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً , قالت أم سلمة و أنا معهم يا رسول الله ؟ قال :أنت فكأنك أنت إلى خير .
و عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة و أحبوني بحب الله و أحبوا أهل بيتي بحبي . وقال عليه الصلاة و السلام حسن سبط من الأسباط أي أمة من الأمم , لما بايع الحسن معاوية خطب الناس فقال : أيها الناس إنما نحن أمراؤكم و ضيفانكم و نحن أهل بيت نبيكم الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً و كرر ذلك حتى ما بقي أحد إلابكى و سمع نشيجه .
وفـــاته : أختلف في وفاته قيل في سنة 49 و قيل في سنة 50 , و كان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقته السم و قال لأخيه الحسين عندما أشتد مرضه ياأخي سقيت السم ثلاث مرات لم أجد مثل هذا اليوم إني لأضع كبدي قال الحسين من سقاك يا أخي قال ما سؤالك عن هذا أتريد أن تقاتلهم فإني أكلهم إلى الله عز و جل , و لما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي (صلى الله عليه و سلم) فأجابته إلى ذلك و أكد على أخيه الحسين ذلك قائلاً أستأذن لي عائشة مرة أخرى فربما أستحت مني و ربما منعوك من ذلك بني أمية فإن فعلوا فلا تراجعهم وأدفني بالبقيع , و وافقت السيدة عائشة على دفنه إلى جانب النبي و لكن بني أمية ومروان بن الحكم عارضوا ذلك فلبس الحسين و من معه السلاح و لبس مروان و بني أمية السلاح فسمع أبو هريرة فقال و الله إنه لظلم أن يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه فحمله إلى البقيع و صلى عليه و لم يصل عليه أحد من بني أمية إلا سعيد بن العاص و كان أميراً على المدينة و خالد بن الوليد .
و لما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شــهراً و لبسوا الحداد سنة. | |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأربعاء نوفمبر 03, 2010 4:44 am | |
| الحســــــين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي أبو عبد الله ريحانة النبي صلى الله عليه و سلم و شبيهه من الصدر إلى ما أسفل منه , لما ولد أذن النبي (صلى الله عليه و سلم) في أذنه, و هو سيد شباب أهل الجنة و خامس أهل الكساء , أمه فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين , سماه النبي صلى الله عليه و سلم ( حسين ) و الحديث مر سابقاً في سيرة أخيه الحسن ( عندما سماه أبوه علي حرب ) ,و قيل إن الحسين رضي الله عنه ولد بعد الحسن بسنة و عشرة أشهر , روى أحاديث كثيرةعن النبي صلى الله عليه و سلم .
أخرج الإمام أحمد في مسنده و أبن عساكر و الهيثمي في الزوائد عن فاطمة بنت الحسين إنها سمعت أباها الحسين بن علي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من مسلم تصيبه مصيبة و إن قدم عهدها فيحدث لها إسترجاعاً إلا أحدث الله له عند ذلك و أعطاه ثواب ما وعده بها يوم أصيب بها .
و عن طلحة بن عبيد الله عن الحسين بن علي (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقرؤوا ( بسم الله مجراها و مرساها إن ربي لغفور رحيم ) هود 41 .
و عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال : كان الحسن و الحسين يصطرعان بين يدي رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و رسول الله يقول ( هي حسن , قالت فاطمة لم تقول هي حسن قال إن جبريل يقول هي حسين .
أخرج الترمذي في السنن عن محمد بن أبي يعقوب عن عبد الرحمن بن أبي نعيم أن رجلاً من أهل العراق سأل أبن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب فقال أبن عمر :أنظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض ( أي قتل البعوض ) و قد قتلوا أبن بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و سمعت رسول الله يقول الحسن و الحسين ريحانتاي من الدنيا .
و أخرج الترمذي أيضاً عن سعيد بن راشد عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً , حسين سبط من الأسباط .
و أخرج الترمذي عن هانئ بن هانئ عن علي قال : الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين الصدر إلى الرأس و الحسين أشبه برسول الله (صلى الله عليه و سلم) ما كان أسفل من ذلك .
و روى الأوزاعي عن شداد بن عبد الله قال : سمعت واثلة بن الأسقع و قد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام و لعن أباه فقام واثلة و قال : و الله لا أزالأحب علياً و الحسن و الحسين و فاطمة بعد إن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فيهم ما قال لقد رأيتني ذات يوم و قد جئت النبي (صلى الله عليه و سلم) في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى و قبله ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى و قبله ثم جاءت السيدة فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي و قال ( إنمــا يريد الله ليذهب عنكـــم الرجــس أهــل البيت و يطهركم تطهـــــيراً ) , قلت لواثلة ما الرجس قال الشك في الله .
كان الحسين كارهاً لما فعله أخوه الحسن من تسليم الأمر إلى معاوية فقال له الحسن أسكت أنا أعلم بهذا الأمر منك و كان الحسين فاضلاً كثير الصوم والصلاة و الحج و الصدقة و أفعال الخير جميعها .
قتل في كربلاء يوم الجمعة و هو يوم عاشوراء سنة 61 هـ في العراق و سبب قتله إنه لما مات معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) كاتب كثير من أهل الكوفة الحسين ليأتي إليهم ليبايعوه و كان قد أمتنع من البيعة ليزيد بن معاوية و أمتنع معه أبن عمر و عبد الله بن الزبير و سار من المدينة إلى مكة فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة يتجهز للمسير فنهاه أخوه محمد بن الحنفية و أبن عمر و أبن عباس و غيرهم فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام و أمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر .
و في رواية أن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) تلقاه في الطريق فقال إلى أين يا أبن بنت رسول الله ؟ قال إلى العراق قال إن الناس قلوبها معك و سيوفها عليك قال لا أبالي فمنعه أبن عباس فلم يقبل و ذهب , يقول أبن عباس رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام حزيناً كئيباً باكياً و في يده قارورة من دم يقول : هذا دم الحسين ., سار جيش عبيد الله بن زياد بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص و قاتلواحسيناً و قاتلهم حتى قتل هو و تسعة عشر من أهل بيته , قيل قتله سنان بن أنس النخعي و قيل قتله شمر بن ذي الجوشن و قيل قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص و الصحيح أن سنان بن أنس هو الذي قتله و شمر حرض الناس على قتله , و قيل أن سنان بن أنس لما قتله قال له الناس قتلت الحسين بن على و هو أبن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأقبل على فرسه و قال شعراً على باب عمر بن سعد فقال عمر بن سعد : أشهد أنك مجنون و حذفه بقضيب و قال أتتكلم بهذا الكلام و الله لو سمعه زياد لقتلك . قتل مع الحسين 72 رجلاً أرسلت الرؤوس مع رأس الحسين إلى أبن زياد فجمع الناس و أحضرالرؤوس و جعل ينكت بقضيب بين شفتي الحسين فلما رآه زيد بن أرقم لا يرفع قضيبه قال له : أعل بهذا القضيب فو الذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه و سلم) على هاتين الشفتين يقبلهما ثم بكى فقال له أبن زياد أبكى الله عينك فو الله لولا أنك شيخ كبير قد خرفت لضربت عنقك .
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس ديسمبر 16, 2010 5:59 am | |
| العبــاس بن عـــبد المطــلب رضي الله عـنـه
هو عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة. عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنوا أبيه. يكنى أبا الفضل، بابنه. وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بنعامر وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط. وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع، وهو صغير،فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، ففعلت.
وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بثلاث سنين. وكان العباس في الجاهلية رئيساً في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية للحجاج و الوفود .
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعها الأنصار، ليشدد له العقد، وكان حينئذ مشركاً وكان ممن خرج مع المشركين إلى بدر مكرهاً، وأسريومئذ فيمن أسر، وكان قد شدّ وثاقه، فسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله? فقال: "أسهر لأنين العباس". فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لي لا أسمع أنين العباس"? فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فافعل ذلك بالأسرى كلهم"، وفدى يوم بدر نفسه وابني أخويه: عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين، وكان من بمكة من المسلمين يتقوّون به وكان لهم عوناً علىإسلامهم،وأراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مقامك بمكة خيرٌ" ، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أخرج كرهاً"وقصة الحجاج بن علاط تشهد بذلك. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء.
أخرج الطبراني وأبن عساكر قال : حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقال له:"يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإنّ الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة.
ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنيناً، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزمالناس بحنين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه ويكرمهبعد إسلامه، وكان وصولاً لأرحام قريش، محسناً إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم له: "هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفاً، وأوصلها، وقال: هذا بقية آبائي.
أخرج الترمذي في السنن قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً، وأنا عنده. فقال: ما أغضبك?فقال:يا رسول الله، ما لنا ولقريش? إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمروجهه.ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله . ثم قال: "أيها الناس، منآذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه .
و أخرج أبن ماجه في السنن عن عبداللهبن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ومنزلي ومنزل إبراهيم تجاهين في الجنة، ومنزل العباس بن عبد المطلب بيننا مؤمن بين خليلين .
عن عبد الله بن الحارث، عن العباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني -يا رسول الله- شيئاً أدعو به قال: فقال: سل الله العافية ثم أتيته مرةأخرى، فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أدعو به فقال: "يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنياوالآخرة.
عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عنالعباسبن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً،وبمحمد رسولاً .
عن ابن المسيب، عن سعد قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ببقيع الخيل، فأقبل العباسفقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا العباس عم نبيكم، أجود قريش كفاً وأوصلها.
واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذاوالله الوسيلة إلىالله،والمكان منه.
وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الإناث، منهم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، و قثم، وعبد الرحمن، ومعبد، والحارث، وكثير، وعون، وتمام،وكان أصغر ولدأبيه. وأضرّ العباس في آخر عمره، وتوفي بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل: بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل عثمان بسنتين. وصلى عليه عثمان، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وكان طويلاً جميلاً أبيض بضاً، ذا ضفيرتين.
ولما أسر يوم بدر لم يجدوا قميصاً يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي ابن سلول، فألبسوه إياه ولهذا لما مات عبدالله بن أبي سلول كفنّه رسول الله صلى اللهعليهوسلم في قميصه. رداًً للجميل الذي صنعه مع عمه العباس .
| |
| | | آدم أعضاء الشرف
الجنس : عدد المساهمات : 101 نقاط : 165 تاريخ الميلاد : 01/01/1990 تاريخ التسجيل : 08/12/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس ديسمبر 16, 2010 5:29 pm | |
| واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذاوالله الوسيلة إلى الله،والمكان منه.
رضي الله عن سيدينا العباس وعمر .ثم يأتى بعد ذلك من يقول أتونا بدليل واحد على جواز التوسل .
(السؤال الذي يطرح نفسه من فهم الدين أكثر هم أم ابن الخطاب والصحابه الدين لم ينكروا عليه فعله ) | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس ديسمبر 16, 2010 8:13 pm | |
| - آدم (الخميس ديسمبر 16, 2010 9:29 am) كتب:
-
(السؤال الذي يطرح نفسه من فهم الدين أكثر هم أم ابن الخطاب والصحابه الدين لم ينكروا عليه فعله ) شــتـّان بين هذا وذاك أخي آدم أهلاً وسهلاً بك معنا وشكراً على مرورك الكريم
| |
| | | الراوي أعضاء الشرف
الجنس : عدد المساهمات : 93 نقاط : 126 تاريخ الميلاد : 01/09/1991 تاريخ التسجيل : 23/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة ديسمبر 17, 2010 9:43 pm | |
|
اللهم أني أسألك بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندك تقبل منه الدعوات
وارفع له الدرجات ..واقضى له الحاجات .. اقضى عنه التبعات ..
وأسكنه أعلى الجنان .. وأبح له النظر إلى وجهك الكريم في حضرات المشاهدات ..
وأجعله مع الذين أ،عمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين أهل المعجزات ..
وأرباب الكرامات .. وهب له ولنا العفو والعافية مع الطف في القضاء آميـــــــــــــــــــن
| |
| | | | سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |