المجالس الرفاعية

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه وأزواجه وذريا ته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

فهذه مجموعة نفيسة من جواهر الكلم كان لقيها سيدنا وسندنا ومولانا سلطان الأولياء وغوث الثقلين فخر بني حسين أبو العلمين المرشد الكامل مقبل يد

الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام (احمد الرفاعي الحسيني الكبير ) رضي الله عنه

وهذا الذي نقدمه إليك أيها القارئ من كتاب ((المجالس الرفاعية )) ونحن على يقين

بأنه سيسد فراغا كبير تفتقرا ليه المكتبات العربية الإسلامية وسيكون له اثر كبير

في نفوس أرباب الذوق السليم والنظر العالي

الذين يسمعون القول فيبتغون أحسن

إن السيد احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه هو صاحب الطريقة الرفاعية

المعروفة والمنسوبة إليه وهو إمام أهل التصوف في عصره والى يومنا هذا

كان رضي الله عنه يحدث أرباب القلوب بما يشاء من علم الغيوب وسر المحبوب

ويحدث المريدين بقوانين الشرع وحسن الآداب والزوم الطاعات .........

ويحدث أرباب الخوف والقدرة العظمة بالموعظة ويرغب أرباب البدايات

إلى الإعمال الصالحة وحسن الظن واليقين ومحبة الصالحين والتمسك بشعار الدين

وكان رضي الله عنه يتحدث في مجلس من مجالسه فبلغ في حديثه إلى التصوف

فمنهم من قال التصوف صفاء ومنهم من قال المصافاة وغير ذلك وكله صحيح

من حيث معناه الان أهل الخرقة التزموا الصفاء والمصافاة وعملوا بالآداب

الظاهرة وقالوا أنها تدل على الآداب الباطنة

وقالوا من لم يعرف أدب الظاهر لايؤتمن على أدب الباطن

وكل الآداب منحصرة في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وحالا وخلقا فالصوفي أدبه يدل على مقامه زنوا أفعاله وأقواله وأحواله وأخلاقه في ميزان الشرع

وسئل رضي الله عنه مرة من رجل يقال له ابن تركي :أي سيدي ما التصوف

فقال رضي الله عنه: له تصوفكم أو تصوفنا

قال: أريد إن تعرفني الحالتين فقال رضوان الله عنه

أما تصوفكم فهو أن تصفى أسرارك وتنقى اكدارك وتطيب أخبارك وتطيع جارك

وتقوم ليلك وتصوم نهارك

إما تصوف القوم فترك الكل والخروج عن الكل والتمسك بالكل وان لاتقنع بغير الكل وانشد في هذا المعنى قائلا :

ليس التصوف بالخرق من قال هذا ما صدق

إن التصوف يا فتى حرق يمازحها قلق

وقد أشار إلى طريقته الطريقة الرفاعية فقال رفعت طريقتي هذا إلى أربع قناطر

القنطرة الأولى:

أن يطمس الرجل حاله السيئ محقا بفنائه في حال شيخه الصالح فيمحو كذبه تحققا بصدق الشيخ ؛ وبخله بسخاء الشيخ وكذلك فيمحو كل مردود له تحققا بكل وصف مقبول من أوصاف الشيخ ..

القنطرة الثانية:

هي تصحيح الحال بمحو رؤية الحال أدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم فتصح أحواله بنظام الشرع حتى تصير ظلا لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم

القنطرة الثالثة:

هي التمكن في مراتب الأحوال المحمدية التي قامت به وفقا للقران العظيم الشأن إذا النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القران

القنطرة الرابعة :

وهي الاستغراق عن كونيته وعن الأكوان أيضا بذكر الله سبحان وتعالى ذكر استجمع به عزائم الأحوال المحمدية وهناك تقع الطمأنينة فتبقى قلب الرجل في حظيرة قدس ذكر الله بعد فنائه فيها (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )







وأشار رضي الله عنه إلى أسس الطريقة الرفاعية

فقال أقمت طريقتي على خمس وخمسين خصلة يؤيدها خمس وخمسين آية ، لابد للعبد منها ولا غنى له غنها وهي

1_ معرفة الله تعالى عز وجل لقوله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 2_الإقرار بالربوبية لقوله تعالى( وإلهكم واله واحد )( قال هو الله احد )

3_الوفاء بعهد الله لقوله تعالى ( أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون )

4_الإخلاص بالعبودية لقوله تعالى ( واعبدوا الله مخلصين له الدين )(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباد ربه أحدا)

5_طاعة الله وطاعة رسوله وأولى الأمر لقوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)

6_الإيمان بوعد الله تعالى لقوله( وما من دابة في ارض إلا على الله رزقها)

7_ الرضا بقسمة الله لقوله تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )

8_الحب في الله والبغض في الله لقوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )

9_ معرفة النفس ومحاربتها لقوله تعالى ( إن النفس الأمارة بالسوء)

10_محاربة الشيطان لقوله تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فا تخذوه عدوا )

11_ الخوف من الله في كل حال لقوله تعالى ( ولا تخشوا الناس واخشوني )

(وإياي فارهبون)( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهم مهم )

12- الدعاء والتضرع إلى الله تعالى لقوله ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )
(ادعوني استجب لكم)

13_وعدم الأمن من مكر الله لقوله تعالى (لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)

14_ وعمد القنوط من رحمة الله لقوله تعالى (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)

15_ طلب العلم لقوله تعالى ( كونوا ربانيين ) أي كونوا فقهاء وقد قال صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)

16_ والوضوء لقوله تعالى (يأيها الذين امنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم ......)

17_ والغسل من الجنابة لقوله تعالى (أن كنتم جنبا ً فاطهروا )

18_ التيمم لقوله تعالى (فان لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا )

19_والصلوات الخمسة لقوله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أي فرضا موقتا على القيم أربع ركعات وعلى المسافر ركعتان إلا المغرب فإنها ثلاث ركعات

20_ ذكر الله تعالى ( اذكروا الله كثير ا) يعني بالليل والنهار

21_إعطاء أمانة إلى أهلها لقوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )

22_وترك الأفراح لقوله تعالى (ولا تفرحوا بما آتاكم )(إن الله لا يحب الفرحين)

23_وترك الحزن على فوات الدنيا لقوله تعالى (لكيلا تأسوا على ما فاتكم )

24_والتفكر لقوله تعالى ( فاعتبروا يا أولى الأبصار)

25_ وترك هوى النفس لقوله تعالى ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)

(وأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)( ومن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى)

26-معرفة منة الله بالايمان والإسلام لقوله تعالى(بل الله يمن عليكم إن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين)

27-الإيمان بان الله مطلع في كل حين لقوله تعالى ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء)

28- التوبة من الذنوب لقوله تعالى (توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )ولقوله ( ياايها الذين امنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)

29- وصدق الكلام لقوله تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا )ولقوله تعالى ما يلفظ من كلام إلا لديه رقيب عتيد)

30-واكل الحلال لقوله تعالى (كلوا من الطبيات واعملوا صالحا)

31-وحفظ العينين والفرج والأذنين من الحرام لقوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )(أن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك عنه مسؤولا)

32-ترك الغيبة والاستهزاء لقوله تعالى ( لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم )

33- ترك اللقب لقوله تعالى ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )
34-الاجتناب عن سوء الظن لقوله تعالى(يأيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن )

35-والاجتناب عن التجسس لقواه تعالى ( ولا تجسسوا)

36- التوكل على الله لقوله تعالى ( فتوكلوا على الله أن كنتم مؤمنين )(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)(ولقوله تعالى(وتوكل على الحي الذي لايموت)

وقال ابن عباس رضي الله عنهما : التوكل اتكال القلب إلى الله بالانقطاع عما دونه

37- والرضا بقضاء الله (واصبر لحكم ربك )

38-والصبر على الشدة لقوله تعالى ( ياايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)

39-بر الوالدين لقوله تعالى (واشكروا لي والوالدين)ولقوله (وقضى ربك إلا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا)

40- الشكر لنعم الله تعالى لقوله ( واشكروا نعمة الله أن كنتم إياه تعبدون )والشكر يعني الطاعة بجميع الجوارح

41- ترك الربا لقوله تعالى ( ولا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة )

42- الإنفاق بالقسط في الفقر والغنى لقوله تعالى (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) والتبذير هو الإنفاق في غير طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

43-ترك المن والأذى في الصدقة لقوله تعالى ( لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى)

44- وعدم قرب النساء في الحيض لقوله تعالى ( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)

45- وترك التكبر والعجب والفساد لقوله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)

46-وترك الخوف من الفقر لقوله تعالى( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)

47-عدم تسليم المال للصبيان أو النساء والخوان لقوله تعالى ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)

48- المحافظة على الصلوات الخمس لقوله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)

49-الاستقامة على مذهب أهل السنة والجماعة لقوله تعالى ( وان هذا صراطي مستقيما ولما ورد_من فارق الجماعة قيد شبر انخلع من حبل الإسلام _

50-الملازمة للسواد الأعظم لقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

ولقوله عليه الصلاة والسلام {عليكم بالسواد الأعظم فان من شذ شذ في النار}

51- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى ( والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر )
52-وإعطاء الزكاة لقوله تعالى ( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

(فان تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )

53- وصوم رمضان لقوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام )

54- وحج بيت الله الحرام لقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ولقوله صلى الله عليه وسلم {ياايها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا}

55-الدعوة إلى الله بالرفق واللين لقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )



وعلى هذه الأحكام انعقاد وثيقتنا وأساس طريقتنا والله يتولى الصالحين

هذا هو السيد الرفاعي وهذه هي طريقته الأصيلة

المجلس الأول

سأل السيد ممهد الدولة عبد الرحيم السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره , وقال له: الناس يسألوني عن عقيدتي فما أقول لهم ؟؟ فقال قدس الله تعالى روحه : (أي عبد الرحيم ) أعلم أن كل ما عدا الخالق فهو مخلوق ,والليل والنهار والضوء والظلام , والسموات السبع وما فيها من النجوم والشمس والقمر والأرض , وما عليها من جبل وبحر وشجر , وأنواع النباتات وأصناف النبات والحيوانات والضار منها والنافع لم يكن شيء من ذلك إلا بتكوين الله ,
ولم يكن قبل تكوين الله الأشياء أصل ولا مادة , وكذلك الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم والملائكة والإنس والجن والشياطين , لم يكن منها شيء إلا بتكوين الله تعالى وكذا صفات هذه الأشياء , من الحركة والسكون والاجتماع والافتراق والإطعام والمشروب والروائح , والجهل والعلم والقدرة , والسمع الصم والبصر والعمى والنطق والبكم والصحة والسقم , والحياة والموت , كل ذلك من مخلوقات الله تعالى , وكذلك أفعال العباد واكتسابهم والأمر والنهي, والوعد والوعيد كل ذلك من مخلوقات الله تعالى , خلق كل شيء ,وكل ما لم يكن مخلوقا وسيخلق فهو من مخلوقات الله تعالى , لقوله تعالى ( هل من خالق غير الله يرزقكم )1 .
والله تعالى خلق كل شي حكمة بالغة . علم العباد , أو لم يعلموا , لقوله تعالى( لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون )2 . تفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
الطاعات والمعاصي بقضاء الله تعالى وقدره وعبادته بإرادته ومشيئته , فان الطاعة مقدرة من الله تعالى بقضائه وقدره, وكذا المعصية والمعاصي مكونة مقدرة بقضاء الله تعالى وقدره ومشيئته , لكنها ليست برضائه ومحبته , ولا يأمره وما أراد الله أن يكون كان بلا محالة , طاعة أو معصية ,وهذا معنى قولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ,وان أمره لنا بالطاعة وإرادته موافقة لعلمه ولأمره ونهيه , فمن هداه الله تعالى خلق الله فيه الاهتداء ,ومن لم يهده لم يهتد , وكل ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال (يضل من يشاء ويهدي من يشاء )3 والله تعالى يعطي العبد كما يريد ,كان فيه صلاح العبد أو فساده,وغاية صلاح العبد ليست بواجبة على الله تعالى ,بل ان كان فيه صلاح كان منه إحسانا وتفضلا, وان لم يكن ذلك كان منه عدلا . فله الفضل والحمد ومقدور الله تعالى لانهاية له , وله في قدرته لطف عام والطاعة والإيمان توفيق من الله تعالى بمعونته سبحانه وتعالى , وكذلك المعاصي والكفر فهي بقضائه وقدره , والله تعالى قديم ليس لوجوده ابتداء , وباقٍ ليس لبقائه انتهاء , حي لا بروح عالم لا بقلب وفكرة قادر لا بآلةً سميع لا بأذن بصير لا يحدقه متكلم لا بلسان اله من الأزل والحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والخلق هو في التكوين صفات , وصفاته قائمة بذاته والله تعالى قديم بصفاته وليس شي بصفاته محدث . وكلامه ليس له جنس الحروف والأصوات , بل الحروف والأصوات عبارة عن كلامه ودلالة عليه , والقران الكريم كلام الله تكلم به الباري جلت عظمته , قبل خلق المخلوقين جميعا وهو مقدس ومنزه عما يقول المبتدعون والظالمون والجاحدون ..
كتاب بيَن الله فيه لعباده الحلال والحرام والوعد والوعيد والضر والنفع وهو الفرقان المبين الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه , تنزل من حكيم حميد والله تعالى كان ولا مكان ,ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا على مكان ,بل كان جلت عظمته ولا زمان زلا مكان ورفع الأيدي إليه في الدنيا إلى السماء تعبدا لا إليه انه في السماء بل كالتوجه إلى الكعبة في الصلاة , فالكعبة قبلة الصلاة والسماء قبلة الدعاء , والله تعالى ليس بصورة ,وكل ما تصور في فهمك ووهمك فالله تعالى خالقه ومكونه والله تعالى لا يشبه شيا مما خلق ولا شبه ذاته ذات المخلوقين ولا صفاته صفات المخلوقين كما قال تعالى ( ليس كمثله وهو السميع البصير ) 4 . والله تعالى واحد احد فرد صمد لا شريك له ولا وزير له ولا شبيه له ولا ضد ولا ند له ولا نظير له ولا مثيل له ولا أول له ولا أخر له ولا ولد و لا والدة له ولا والد له وهو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم .وعلى كل شي قدير ..
عالم بأمور خلقه من مبتداهم إلى منتهاهم . وكل مخلوق بخلقته شاهد عادل على انه لا اله إلا هو الرحمن الرحيم وان محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وأمينه وخيرته من خلقه أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون سيد المرسلين وإمام الثقلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم . وكلهم جاؤا بالحق وتكلموا بالصدق , وبلغوا الرسالة وصدقوا فيما بلغوا عن ربهم عز وجل وكل ما انزل عليهم من الكتب والصحف حق , وان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ولا نبي بعده . وان الرسل كلهم على حق وان عيسى عليه الصلاة و السلام ينزل في أخر الزمان يكون على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كواحد من أمته داعيا إلى دينه وسنته , وان المعراج حق , أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وشخصه في ليلة واحدة من مكة إلى بيت المقدس على ظهر البرق , ثم عرج إلى السماء حيث شاء , وانه صلى الله عليه وسلم وقف بين يدي ربه عز وجل وحياه بقوله صلى الله عليه وسلم , التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله , وان الله تعالى رد عليه بأحسن رد وقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , ثم دنا من ربه عز وجل دنو تكريم كما ذكره في الكتاب العزيز بقوله تعالى (ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى )5
وان الصالحين مع علو منزلتهم وقربهم من ربهم لا يسقط عنهم شيء من الفرائض والواجبات من الصلاة والزكاة والحج والصيام وغير ذلك .ومن زعم انه صار وليا وسقط عنه الفرائض فقد كفر فانه لم يسقط ذلك عن الأنبياء , فكيف يسقط عن الأولياء ,وان الولي كبقله نحت شجرة النبوة ,(ولقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له الم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟..فقال أفلا أكون عبدا شكورا )6وإيمان العبادة وهو تصديق بالقلب وهو على طريق الاختيار والخبر والتصديق لله في جميع ما انزل على أنبيائه عليهم السلام وجميع ما بلغوا عن الله عز وجل ويدخل ذلك كله تحت هذه العبادة وهي الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه وسله واليوم الأخر وبما انزل الله على رسله ولا خلاف أن التصديق بالقلب مزكى لثبوت الإيمان وهي ركن الإيمان والركن هو التصديق القلب ويصير العبد مؤمنا بينه وبين الله تعالى بالتصديق المجرد والإقرار باللسان ودلالة عليه ليجري عليه إيمانه وان الإيمان يزيد وينقص والإيمان والإسلام واحد , وكل مسلم مؤمن , وان عذاب القبر حق , وان منكرا ونكير حق وان سؤالهما حق وان البعث حق والعرض حق , والحساب حق وان الجنة ونعيمها حق , والنار وعذابها حق , وأهل الجنة يرون ربهم بعينهم من غير إدراك ولا إحاطة ولا كيفية ولا مقابلة ولا مكان , ولا في جهة من الجهات الست , وان قراءة الكتاب حق ,يؤتي المؤمن كتابه بيمينه والكافر بشماله والميزان حق , والصراط حق , وحوض الكوثر حق , والشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم حق ,وشفاعة المؤمن حق , ومحبة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على العموم حق , وكلهم على الهدى فمن كان عنده محبة لله ورسوله وكان هذا الدين عزيزا عنده لا يخطر في قلبه بغضهم ولا بعض احد منهم ولا ينطق لسانه فيهم بسوء , وان أبا بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته حق , وبعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق ,وبعد عثمان بن عفان رضي الله عنه حق , وبعده خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه حق ,وهؤلاء كلهم خلافتهم حق وأفضل الخلق بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فهذا اعتقادنا مذهبنا فمن خالفه وقال غير ذلك لا برهان له والله برئ منه . ثم قال ( أي عبد الرحيم ) اجعل هذا اعتقادك واعتقاد من تعلق بكم فهذا اعتقاد الانقياء من السلف رحمة الله عليهم أجمعين

بارك الله بكم أخوتي الكرام على كرم مرورك

للحياة طعم حين نعيشها لله ولها طعمان حين نعيشها لله مع احباب في الله

لااسكت الله لكم صوتا ولا اجرى لكم دمعا ولا فرق لكم جمعا ولا احزن لكم قلبا

بارك الله بكم

المجلس الثالث
وقال في احد مجالسه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أنت أخذت حق الله من نفسك وأخذت نفسك منك وذهبت مع الحق عرفت نفسك , ومن عرف نفسه فقد عرف ربه , وإذا أنت وفيت الناس حقوقهم فعظمت كبيرهم ورحمت صغيرهم وأحسنت لمسيئهم وأجملت لمحسنهم واتعظت من حكيمهم , وانجمعت عن لئيمه ونصرت ضعيفهم وما خذلت قويهم وامن كلهم بوائقك , فقد
أحسنت سياسة نفسك ومعاشرة إخوانك وأرضيت ربك وكفيت شرك , وأنت حينئذ العاقل الحكيم , وان جهلت نفسك وبخست الناس أشياءهم فقد أغضبت ربك وظلمت نفسك وأنت الأحمق اللئيم , فإياك يا أخي أن تقدح زناد همتك لإحراقك ,ا وان تسبح في لجة هواك لإغراقك الله الله بصير بك انتصر لله على نفسك وأنصف الناس من هزيمتها وطيشها الكاذب , تسلم من ذل المآب , وفزع الحساب , ومقاطعة الأحباب , وتدخل الباب وتحسب من خير الأحزاب .
النفس معنى الفتى يعلو إذا اتضعت ....... وان تعالت فقدر الشخص موضوع
على أي شيء أم عويمر تضرب بعصا الغرور راسك وتبني على جبل الخيال الكاذب أساسك , نخوتها مربوطة بحبل شهوتها , والضدان لا يجتمعان , ترمح فوق جدران الأفلاك بوساوس بهتانها , وتتدنى الى قعر بحر الذل لارابها الموفقة لميزانها , ما أقبحها من صاعد بلا استحقاق , وما اذلها من سافل بلا نطاق , وحكمة على مجرد سوء الأخلاق , خلها وسفساف مقاصدها وطر بأجنحة العرفان إلى معالي الأمور , وسر مع أدب دينك إلى غاية علمك ويقينك , لتترفع إلى مقام العزة والحبور ,واخشوشن بمخالفة الهوى , ومضادة الميل وسق جيوش عزيمتك بعصا عزمك جنح الليل :
تعود سهر الليل ..........فان النوم خسران
ولا تركن إلى الذنب ........ فعقبى الذنب نيران
وقم للواحد الباري ...... .. فللقران خلان
إذا جنهم الليل ........... فهم في الليل رهبان
ينام الغافل الساهي ........ وما في القلب وسنان
ويلهوا الجاهل اللاهي ....... و أهل الله يقظان
فما يلهيهموا أهل ...............ولا حزب وإخوان
هموا والله فتيان ................إذا ما قيل فتيان
أولئك القوم , وأين منهم اليوم , هجروا اللذات , وتركوا المألوفات , وعبدوا الله بخالص العلويات , ووقفوا عند سر ((إنما الأعمال بالنيات ))
وطرحوا الجزيل ورضوا بالقليل طعامهم ما سد الرمق ولباسهم ما ستر العورة وما دونه من شبق ولا عبق :
قوم إذا غسلوا الثياب رايتهم........... لبسوا البيوت وزرروا الابوابا
طابوا بالله واكتفوا به فأوصلهم إليه , ودلهم عليه وصرفهم في الذرات واطلعهم على المخفيات فاندرج بسلكهم لتسحب منهم فانهم رضوا عن الله رضي الله عنهم والله ولي التوفيق .

بسم الله الرحمن الرحيم


دعا السيد احمد رضي الله عنه يوما ابن أخته السيد عبد الرحيم قدس الله روحه ,
وكان يعرف منه الحدة والعجلة والغيرة العظمة فاجلسه بين يديه وقال :
(أي ولدي ). اعلم انك ستعيش بعدي وبعد أخيك ويصير هذا الأمر إليك ويكون لك شأن عظيم . ودولة في طريق الله , يتحدث بها فاسمع الآن ما أقول لك :عليك بالإخلاص فانه نهج مسك العارفين وعليك بقلة العجلة وقلة الكلام ولينه , وإجابة دعوة الإخوان إلى مالهم فيه مسرة , وصلاح حال , واحذر التعبيس والضجر , وعليك بالعقل الذي هو دليل التقى والإصلاح وعليك بالاحتمال لقومك ولو أخرجوك وعليك بالورع فهو سيد الأعمال , وعليك بالصدق في كل حال , وبقلة الدعوى وكثر التواضع , كثرة العبادة , وكثرة الحزن والبكاء , ورقة القلب والصيام لله بحقوق القاصدين والواردين , والعفة عن ما حرم الله عز وجل , وإياك والنظر لغير الله تعالى , فانه سهم من سهام إبليس , واقمع النفس بكثرة الصوم وقلة النوم , والجهاد بخدمة الفقراء وحفظ العهود , والوفاء بها وبذل المجهود , والالتجاء إلى الملك المعبود , وإياك أن تبيت وعندك لأحد من الخلق ضغينة أو حقد أو غيظ , ولا تغضب إلا لله , وإذا حردت فاكظم غيظك ولم نفسك فان الكريم إذا حرد لم يحقد ولم يعرف الحلم إلا عند الحرد والغيظ والضجر , وإياك والمداهنة وإياك أن تدخر شيئا وتشاغل عما يعنيك , ولا تقل أنا ولا لي ولا عندي ولا تكثر من الدنيا ولا تدخر منها ولا تفتخر ولا تتباه, ولا تجمع من الدنيا فوق الحاجة ,وازهد تأتيك صاغرة , واو الغريب واغث المحتاج والولهان , وتمسك بطريق العارفين وأحسن للفقراء وتواضع لهم وتذلل بين أيديهم , ولا تمل إلى أهل الدنيا ودنياهم فان الدنيا وأهلها لا قيمة لها ووسع صدرك للخلق فانك مكلف بذلك , وإذا تكلمت بكلمة فاعتبرها قبل أن تتكلم بها فانك مالكها ما لم تخرجها ,فذا أخرجتها ملكتك فتصير أسيرا ,وزن نفسك بميزان العقل والاعتبار , وصفيها من كدر الغدر والخيانة وعذبها بعذاب الإنابة واسقها شراب الخوف فانك إذا فعلت ذلك قضيت لك الحوائج من حيث لا تعلم , واصدق بإتباع نبيك عليه الصلاة والسلام والتمسك بسنته لان الصادق في طريقه وأقواله وأفعاله تفتح له الأبواب والإقفال وتصرف عنه الأهوال ويستجاب دعاؤه في الحال .
قال السيد عبد الرحيم قدس الله سره والله لما سمعت كلامه رسخ في قلبي وانشرح له صدر وجعلته نصب عيني وبلغت به من الله كلما طلبته وبه اعمل حتى ألقى الله تعالى

بارك الله بك أخي رائد على كرم مروركم

يارب افتح له باب سروره
ويسر له في الدنيا اموره
وفي الفردوس الاعلى قصوره
ومع الحبيب محمد نوره
واجعل الجنة اول واخر مروره

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الخامس

قال السيد احمد رضي الله عنه في احد مجالسه
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤمن إذا أذنب بكى وندم واستغفر واقلع عن الذنب ,وإذا أذنب الذنب ونسيه فلا يذكره فرب مذنب أذنب ذنبا كان ذلك الذنب سببا لتوبته ودخوله الجنة ,لان المؤمن سريع الرجوع إلى الخير , وإنما المقضي عليه والمقدور من السماء لا مخرج للعبد منه ولابد من نفوذ الأمر المقدور فيه فإذا أنفذ فيه رجع وندم , استبدال ما فات بالقيام والصلاة والصيام والتنقل والتطوع والبر والبكاء , فكان ذلك الذنب المقدور , سببا لدخول الجنة لكثرة ذكره واستغفاره منه , والدليل وصحته هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة ملى الإصرار))
والرب جلت عظمته وسعت رحمته وكرمه العاصين , وجعل الحسنة الواحدة بعشرة أمثالها حتى تضاعفت إلى سبعمائة إذا عملها وإذا هم بها ولم يعملها كتبها بحسنة واحدة وكذلك السيئة إذا عملها العبد أمر الله الملكين أن يمهلاه ساعتين من النهار , فان ندم وتاب واستغفر لم تكتب عليه وان لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة , وان هم العبد بالذنب ولم يعمله لم يكتب عليه شيء وهذا من سعة ورحمة الله سبحانه وتعالى وحلمه وكرمه على خلقه , ومثل هذا القول قول الله عز وجل في بعض الكتب المنزلة على رسله صلوات الله عليهم أجمعين , لو ان هذا الخلق لم يعصوني لخلقت خلقا غيرهم فيعصوني ويسألوني العفو فأعفو عنه وأعفو لهم وأدخلهم بفضلي وكرمي على عبدي .

لما سترت على قبيح ذنوبي ....... ورزقتني كرما بغير وجوب
وأبحت لي منك الجميل تكرما .....وعفوت عني زلتي وذنوبي
أخبرت أن عفوك واسع ........ فيمن عصوك وهم بغير قلوب
وتيقنوا أن الحليم رداؤه .........عفو الذنوب وفرجة المكروب
ولقد جعلت إليك برك شافعا ......فاجعل رضاك مواهبي ونصيبي
أنت الغفور لمن عصاك بجهله .... كرما وقربك بغية المطلوب

بارك الله بكم أخي لكرم مروركم الطيب

المجلس السادس

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتلى السيد احمد رضي الله عنه كرسي وعظه فقال : بعد أن حمد الله وأثنى عليه وعلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكرى اله وأصحابه بخير قال :
الولي يبلغ إلى حال من ربه فيعطي بالله ,ويمنع بالله , ويغني بالله , ويغفر بالله , ويقعد بالله , ويقيم بالله , ويفيد بالله , ويطلق بالله , شكر نعمة الله وذكرها , والضابط الشرع ( وما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد )
اعطيت خصلتين لم يعطهما الشيخ منصور , وهو كان عاشقا وانا المعشوق , والعاشق معتوب , والمعشوق مدلل , واعطيت الحكمة ولم يعطها ,, ووصلت الى مقام , ان عصيت قلبي عصيت الله , لموافقة مطالعه . وامر الله ,من مرتبة عبديته القائمة بشان قوله تعالى : ( ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ) واين يكون لعدو الله سلطان على حزب الله . الذين هم في كنف الله وبه عليه هو سبقت له الشقوة وهم سبقت لهم الحسنى , هم اهل الغلبة القاهرة والسرائر الطاهرة يحاسبون انفسهم على كل نفس , من لم يحاسب نفسه على كل نفس . ويتهمها لم يكتب عندنا في ديوان الرجال .
هذه البركات الطافحة والانور اللائحة مغترفة من بحر كرم ابن عبد الله ابي الطاهر الرسول الؤيد السيد العظيم الرؤوف الرحيم , نحن اتبعناه بالصدق , واطعناه وفق امر الحق , والمبعد على شفا جرف . ثم انشد متمكنا مطيلسا بالسكينة والهيبة هذه الابيات :

على أي ظن رد قاضي الهوى الدعوى ****** وفي القلب سر نشره قط لا يطوى
غرام بحبل الروح منعقد على ********* وثيقة عهد كلها البر والتقوى
أقمت عليها في حمى الصدق حجة ******* لها من معاريج الهوى الغاية القصوى
وزمزمت كأسا حل فيه مدامة ********* حرام على اهل التجاوز والدعوى
وصنت له سرا قديما حديثه ******** عن الحجج الاثبات خير الورى يروى
خزانة وصل كل من رام فتحها ****** فقد اغلق اللذات واستفتح البلوى
واول ما يقضى على من يرومها ********* قبول البلا والبعد عن موطن الشكوى
دنا السدرة القعساء منها جهابذ *********** قد اتبعوا المختار في السر والنجوى
وصاموا عن الآثار صوم مودع ********** فصانوا حماهم من هذيم ومن جذوى
سرت عيسهم والضواء كفكفه الدجى ******* وتاهت أدلاء العقول عن الفحوى
اخذت وحيدا راية السير بعدهم *********** اجوب طريقا في الدروب هو الاسوى
ونصيت في اثنا المسير مذاهبا ********* على نصها بين الالى صحت الفتوى
كذا من أراد الحب فليحتفل به ************ وإلا فما نيل المنى لقمة الحلوى

وكان آخر ما قاله بذلك المجلس

إذا مرضنا تداوينا بذكركم .......... فنترك الذكر أحيانا فننتكس
وان أردنا بان ذكر غيركم ....... أحاط بالنطق منا العي والخرس

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتح باب الإرشاد بيده القدسية وسلمه في هذا القرن الي فهذا اليوم ظهور الدولة المحمدية الرفاعية وطريقتها المرتضوية العلوية
على مشرعها ابن عبد الله أفضل الصلاة والسلام وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم . واله وصحبه . وذكر الأئمة بخير ونزل من كرسيه وقد سلب العقول والقلوب رضي الله عنه وعن أبائه الطاهرين وإخوانه الأولياء المرضين أجمعين أمين .

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله بكم أخوتي الأكارم على مروركم الطيب

قد تغيب الصور يوماً و لكن يظل الدعاء رمز للوصال فإن بخلنا به فبم نجود؟!
اللهم أرح قلبهم بلطف عفوك و حلاوة حبك,,,,و أعمر أيامهم بذكرك,,,و أحفظهم و أحفظ عليهم دينهم,,,و أسعد قلوبهم دائماً...

بسم الله الرحمن الرحيم

المجلس السابع

سئل السيد احمد الكبير رضي الله عنه , عن أهل البدع الباطنية والملحدين والقدرية والذين يقذفون أم المؤمنين سيدنا عائشة الصديقة ويشتمون الصحبة رضوان الله عليهم فقال :
(إي سادة ) انفروا عنهم ولا تجالسوهم ولا ترافقوهم ولا تصاحبوهم ولا تعاشروهم , ولا تؤكلوهم , فإنهم يهود هذه الأمة , كفروا بالله واظهروا الإسلام على ألسنتهم , وكذبوا وسبوا أهل الإيمان فلا تزوجوهم ولا تصاهروهم , فمن زوج ابنته بمبتدع فكأنما أخرجها إلى غير طاعة الله تعالى وتغشاه اللعنة , ومن قربهم او قرب احد منهم فهو مأخوذ مع الله بعقله , فأنهم لا يحل نكاحهم ولا عشرتهم , فأنهم قوم إبليس خير منهم , لأنه اعرف لربه بقضائه وقدره , وهؤلاء أنكروا القضاء والقدر , وجعلوا الخير والشر نصفين , نصفه بيد الله ونصفه بيد الشيطان , فجعلوا حكمه كحكم الله سبحانه وتعالى وقالوا الخير من الله والشر من الشيطان , فهؤلاء جعلوا لله شريكا من خلقه , وإياكم ثم إياكم وصحبتهم فأنهم يغوونكم ويضلونكم حتى يخرجوكم من أديانكم لكذبهم وتحليلاتهم , فاحذروهم (قاتلهم الله أنى يؤفكون )
وقيل له ( يا سيدي أو ليس تضمهم كلمة التوحيد ؟؟ ) قال : يا أخي أن كانت ضمتهم كلمة التوحيد , فقد أخرجتهم البدعة , وتركوا السنة وفارقوا الجماعة وسبوا الله ورسوله , فقيل له : وكيف ذلك ؟؟ يسبون الله ورسوله وهم مسلمون ؟ ! فقال : يا أخي جمعوا القران وقالوا هو قصص مؤلفه من أقاويل الأنبياء , وهو كلام الله , تكلم به قبل خلق السموات والأرض وقبل خلق المخلوقات , وبين فيه ما يجري على الأنبياء وقبل خلقهم وبعثهم , فأنكروا هذا وجعلوه محدثا مخلوقا , ثم جحدوا أمره ونهيه , فلما فعلوا ذلك سبوا الله بجحدهم لكلامه , وزورهم على ربهم ويحسبون أنهم على شي إلا أنهم الكاذبون .
وإما سبهم لرسول صلى الله عليه وسلم , فأنهم كذبوه وقالوا في زوجته ما ابرأها الله تعالى منه , وجعلوا أصحابه كلهم على خطا وأنهم أهل النار , وقد شهد صلى الله عليه وسلم لهم الجنة ( والله ا ن أبا بكر في الجنة والله إن عمر في الجنة والله إن عثمان في الجنة والله إن عليا في الجنة )
ولم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا منهم إلا وشهد له بالجنة وبفضله فكذبوه , وقالوا ما هذا صحيح , وإنهم من أهل النار وسبوهم ولعنوهم فمقتوا وحقت عليهم كلمة السوء فأحبط الله إعمالهم , ولا يقيم لهم يوم القيامة وزنا , يا أخي إن الله تعالى ينظر في اللوح المحفوظ كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة كل نظرة له فيها يحيي ويميت ويعطي ويمنع ويضر وينفع ويقدر ويدبر ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون , وتعالى علوا كبيرا .

بسم الله الرحمن الرحيم

المجلس الثامن

قصد أم عبيدة الشيخ الجليل العارف ولي الله الشيخ سكران أبو محمد بن علي اليعقوبي الشافعي قدس الله روحه لزيارة السيد احمد عطر الله مرقده , فدخل رواقه الشريف وهو في مجلس مع الجماعة ودواته بحزامه , فلما أذعن لكلام السيد احمد رضي الله عنه . أذهله لعلو شانه وجلالة مورده ورقة مقاصده , فاخذ قلمه وقرطاسه وكتب عنه في ذلك المجلس الشريف من بعض كلماته الجوهرية قوله رضي الله عنه .
( الشيخ نائب يدعو الناس إلى طاعة الله تعالى وأتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم , والحق سبحانه وهو المتولي لهذا الأمر والمدبر له , فمن صمن للناس تقويم الاعوجاج في هذا الطريق فقد جهل النيابة عن الرسول الكريم الذي قامت مادة نيابته بمضمون قول الله عز وجل ( وما على الرسول إلا البلاغ ) الشيخ ما هو المنشى , المنشى هو الله سبحانه وتعالى ما اجهل من حاز كليته في هذا الطريق للصعود والمعالي والدنيا بدعوى إعلاء هذه الكلمة , الفقير إذا عمر عند الله نكس عند الخلق قال ربي ( ومن نعمره ننكسه في الخلق )
الفقير إذا أحبه الله وبلغ رتبة المحبوبية زوى عنه الدنيا والشواغل . الرجل الكامل الفحل يجوز لكليته لإعلاء هذه الكلمة , بنصرة حزبها الذين هم حزب الله , يبذل ماله وحاله وخليه ورجاله في الله لله , لا يريد إلا الله , هذه رتبة التخلق بالخلق المحمدي , أعطى هذا مائة ناقة وملا ثوب هذا ذهبا , وهو عليه أفضل صلوات الله
لا يملك ما يقتات به ذلك اليوم , اعز كلمة الله بإعلائها في غيره , وكذلك من بلغ مرتبة الصدق في هذا المقام كأبي بكر رضي الله عنه وطيب الله مرقده الطاهر , فان حبيبه جرده من ماله كله وأتلفه في الله , وشاطر عمر رضي الله عنه في ماله وأتلفه في الله , وساهم عثمان رضي الله عنه في ماله وأتلفه في الله , وجرد علياً من ماله ونفسه واصلته لله ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة )
أتدرون لمن يضحك غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إكراما وتشريفا , بضحك وجوه وراثة الكرام المبهوضين تحت عبء النيابة , الذين لا ناصر لهم إلا الله تعالى يريدون إنقاذ الرجل من ورطة الإلحاد وتطهيره من لوث الشيطان ,أخذه بجاذبة الشرع والسنة إلى طريق الصواب , وهو يعالجهم بمنازع شيطانه يريد منهم شاة , يريد منهم فرساً يريد منهم امرأة , فيدافعون شيطانه حرصا عليه كيلا ينقطع عن الله تعالى ولا يبخلون بما أتاهم الله , ما أعجب هذا الشأن قال عليه الصلاة والسلام (( من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ))
النواب المحمديون يقولون , يا قوم , أموالكم لكم ونواتج هممكم لكم , ولا تنغصوا عيشنا بعوائص آمالكم الدنيوية الدنية وتدعون معها طلب الحق , إن الحق غيور , النواب الخلص المحمديون يحسدون أصحابهم على التبسم , يعنى إذا رأوهم تبسموا قالوا أدركوا سادتنا شيا نصلح به أسبابنا , وهاهم لم يصلحوا لنا أسبابنا سبحان الله
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )
لولا عهد سبق لأعرضنا عن الناس وتركناهم لأنفسهم , نحن قوم أن اعرضنا عن الناس نقبل على الله , وان عورضنا من الناس فلأجل الله وكل أعمالنا لله وقصدنا الله , ما أعذب الموت بالله , إنا لله وإنا إليه راجعون

نعم هذا الحديث كما أقول ******* أبوح به وان كره العذول
نعم قد كان ذاك ولا أبالي ******** فدع من قال عنا أو يقول
سواي يخاف عارا في حبيبي ****** وغيري في محبته ذليل
لمن أهواه من قلبي مكان *********وحالي في المحبة لا يحول
فيبعث من يلوم وليس يدري ******** حديثي في محبته يطول
فيا أحباب قلبي وهو قلبٌ ********* وفيّ لا يمل ولا يميل
متى تسمح بعطفكم الليالي ******* ويطوى بيننا قال وقيل
عتابٌ دائم في كل يوم ٍ *********** وحقكم لقد تعب الرسول

وصلى الله على النبي صلى الله عليه وسلم وختم مجلسه المبارك ..