|
| سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 7:59 pm | |
|
سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه :
سيدنا مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه
أول سفراء الاسلام
هذا رجل من أصحاب سيدنا محمد ما أجمل أن نبدأ بهالحديث.
غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
ذلك الفتى الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟
بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاةوالسلام..
ولكن أي واحد كان..؟
ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..
لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..
"محمد"الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عميرالتي تفتح له القلوب والأبواب..
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه,يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء الىدار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه...
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن, ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة, حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤادالمتوثب, فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمنوأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنّه وعمره, ومعه من التصميم ما يغيّر سيرالزمان..!!!
**
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.
فلوأن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب الى حين..
أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.
وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بايمانه, وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمةاللاهبة, الواشية..
ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرةأخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصاالى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...
ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم,ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى.
وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أن استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءهجلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الاقناع..
ولكن,اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى, فان في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذامضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه اغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى الى الحبشة مهاجرا أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين, ثميعود معهم الى مكة, ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان, ولقد فرغ من اعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجهالمختار, واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئهاالأعلى, وخالقها العظيم..
خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعاشجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة, وألقا وعطرا..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة,وقال:
"لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!
لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها, حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّاه اني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي بأنه لا اله الا الله,وأن محمدا عبده ورسوله"...
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف عقلي"..!!
وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت قد جعلت منه انسانا آخريملأ الأعين جلال والأنفس روعة...
**
وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أنيكون سفيره الى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة,ويدخل غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينةالتي ستكون دار الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين منالزمان قريب..
وحملمصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق, ولقد غزاأفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه, فدخلوا في دين الله أفواجا..
لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادةمعلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب بن عمير".
لقدأثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.وعرف أنه داعية الى الله تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى, والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به,ليس عليه الا البلاغ..
هناك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة"يفشيان معا القبائل والبيوت والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه,هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمةروحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الاوس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فاجأه شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا علىهذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل, ولم يألفوه من قبل..!
ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها واذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها,فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه... هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذاالسفير الوافد اليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!
وماان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة, حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا, متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ماجاء بكما الى حيّنا, تسفهان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!
كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه لاقتناعه وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهموعشيرتهم, وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هن الك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..
ولميكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاةوالسلام, حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم, وتكتسي بجماله..!!
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ماأحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:
"يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله الا الله".
فغاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله الا الله, وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة,وتمت باسلامهم النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بنحضير, وسعد ابن معاذ, وسعد بن عبادة قد أسلموا, ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب,فلنؤمن معه, فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**
لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلمنجاحا منقطع النظير.. نجاحا هو له أهل, وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة, وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّعدّة باطلها, لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر,قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر,و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوهالمؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام,ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفوان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!
يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال:
[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذاللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثمحمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط, فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..
**
وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيدالرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لكالله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركةويودعون شهداءها..
وعندجثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقول خبّاب بن الأرت:
[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله, نبتغي وجه الله, فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم مصعب بن عمير, قتل يومأحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمهحمزة, وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام, وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور.. على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..
أجل..وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهماوحنانهما ووفائهما:
(من المؤمنين رجال صدقواما عاهدوا الله عليه)
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة,ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنت ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيهاالناس زوروهم,وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة, الا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا سيدنا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عدل سابقا من قبل محب السيد الرواس في الخميس سبتمبر 23, 2010 9:24 pm عدل 1 مرات | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 23, 2010 4:29 am | |
| ســـيدنـا أبــو بكـــر الصــديق رضــي الله عـنـــه ـــ رجــل نـذرنفســه لله و لرســوله في بـداية الدعوة ضـرب حتى أغمي عليــه .
ـــ رجـل وضع كل ماله لإعلاء كلمة الله, عندما قال له النبي صلى الله عليه و ســلم : ماذا أبقيت لأهلك ,قال : أبقيت لهم الله و رســوله
ـــ هاجر مع النبي صلى الله عليه و سلم تاركاً الأهل و الوطن ( قطع المســافة أربعة أضــعافها لأنه كما تروي الســير كان يســير تارة أمام النبي صلى الله عليه و سلم و تارة خلفه وتارة عن يمينه و تارة عن شــماله خوفاً على رســول الله صلى الله عليه و ســلم ) .
ـــ أول من أســلم من الرجال و أول من صــدق النبي (صلى الله عليه و ســلم) في الإسراء و المعراج .
ـــ لم يفارق النبي صلى الله عليه و سلم في حياته و حضر كل الغزوات معه حتى في قبره كان بجوار النبي صلى الله عليه و سلم .
ـــ النبي صلى الله عليه و سلم يســأل أصحابه يوماً بعد صـلاة الفجـر : من نوى الصيام اليوم , لا أحد يجيب قال : أنا يا رسول الله ـــ من زار مريضــاً اليوم , لا أحد يجيب قال : أنا يا رسول الله ـــ من تصـدق اليوم , لا أحد يجيب قال : أنا يا رسول الله ـــ من وصل رحمه اليوم , لا أحد يجيب قال : أنا يا رسول الله ـــ وفي رواية من شهد جنازة اليوم ومن أطعم مسكيناً .من هــو هذا الرجل انه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
ـــ اسمه عبد الله بن أبي قحافة و أبو قحافة اسمه عثمان . وقيل إن اسم أبو بكر كان عبد الكعبة و قيل أنالنبي صلى الله عليه و سلم سماه عبد الله و قيل أن أهله سموه عبد الله و قيل أناسمه عتيق و قيل سمي عتيق لحسن وجهه و جماله , واسم أمه سلمى بنت صخر و تسمى أم الخير . وقيل إن النبي صلى الله عليه و سلم سماه بالصديق لأنه أول من صدق بحادثة الإسراء و المعراج و مرتبة الصديقية هي ثاني مرتبة بعد النبوة .
ـــ مدحه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله ما أظلت السماء و لا أقلت الغبراء مثل أبي بكر وقال عنه أيضاً إيمان أبو بكر يعدل إيمان أهل الأرض وقال عنه أيضا ً ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة و تردد ونظر إلا أبا بكر .
إســــلام أبو بكر الصديق
عن عبد الله بنمسعود رضي الله عنه قال : قال أبو بكر : انه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلىالله عليه و سلم فنزلت على شيخ من الآزد عالم قد قرأ الكتب فلما رآني قال أحسبك حرمياً قال أبو بكر قلت نعم أنا من أهل الحرم قال و أحسبك قرشياً قال نعم أنا من قريش قال و أحسبك تيمياً قال قلت نعم أنا من تيم بن مرة أنا عبد الله بن عثمان قالالشيخ بقيت فيك واحدة قلت ما هي قال تكشف عن بطنك قلت لا أفعل أو تخبرني لم ذاك قال أجد في العلم الصحيح الصادق أن نبياً يبعث في الحرم يعاون على أمره فتى وكهل أما الفتى فخواض غمرات و دفاع معضلات و أما الكهل فأبيض نحيف على بطنه شامة و على فخذه اليسرى علامة قال أبو بكر فكشفت له عنبطني فرأى شامة سوداء فوق سرتي فقال أنت هو ورب الكعبة فأوصاه بإتباع النبي صلى الله عليه و سلم الذي سيظهر قال أبو بكر فقضيت باليمن اربي ثم أتيت الشيخ أودعه فقال لي أحامل عني أبياتاً من الشعر قلتها في ذلك النبي قلت نعم فذكر أبياتاً .قال أبو بكر فقدمت مكة وقد بعث النبي (صلى الله عليه و ســلم) فتلقاني عقبة بن أبي معيط و شيبة و ربيعة و أبو جهل و أبو البحتري وصناديد قريش فقلت هل نائبة حلت بكم أو ظهر فيكم أمر قالوا يا أبا بكر الخطب عظيم يتيم أبو طالب يزعم أنه نبي قال أبوبكر فجئت النبي (صلى الله عليه و ســلم) في منزل خديجة فقرعت الباب فخرج فقلت يامحمد يزعم القوم أنك نبي و فارقت دين أجدادك قال يا أبا بكر إني رسول الله إليكم فآمن بالله و رسوله فقلت يا محمد و ما دليلك على ذلك قال الأبيات من الشعر التي أعطاك إياها الشيخ الآزدي في اليمن قلت و من أخبرك بها قال الملك المعظم يا أبابكر فقال أبو بكر إني أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله . / كتاب أسد الغابة . المجلد 3 صفحة 312 / .
هجـــرته رضي الله عـنـه
كان يريد الهجرة فيقول له النبي صلى الله عليه و سلم لا تعجل لعـل الله يجد لك صاحباً فعندما هاجر مع النبي (صلى الله عليه و ســلم) بكى من شدة الفرح. في الغار كان يطمئنه النبي (صلى الله عليه و ســلم) يا أبا بكر ما ظنك بأثنين الله ثالثهما وكان أبو بكر يعرف الطريق إلى المدينة فإذا سئل في الطريق عن محمد(صلىالله عليه و ســلم) يقول عنه هذا يهديني الســـبيل . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تحزن إن الله معنا , ولحقهم الطلب فإذا هو سراقة بن مالك والقصة مشهورة .
يقال إن أبا بكر قطع في الهجرة أربع أضعاف لأنه كان يمشي أمام النبي (صلى الله عليه و ســلم) تارة و عنشماله تارة و عن يمينه تارة و عن خلفه تارة أخرى .
شهد بدراً و غيرها ولم يتخلف عن غزوة مع رسول الله (صلى الله عليه و ســلم) , قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر .
علمـــه رضي الله عـنـه
سؤال أبن عمر رضي الله عنه من كان يفتي الناس في زمان رسول الله (صلى الله عليه و ســلم)فقال : أبو بكر و عمر , ما أعلم غيرهما
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه و ســلم) خطب يوماً فقال : أن رجلاًخيره الله بين الدنيا و بين ما عنده فبكى أبو بكر عرف أن المخير هو رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ســئل رضي الله عنه يوماً عن تفســير آية فقال لا أعلم حتى أسأل رسول الله (صلى الله عليه و ســلم)فقالوا له يا أبا بكر أولهــا فقال : أي ســماء تظـــلني و أي أرض تقــلني أن أقول في كتاب الله ما لا أعلــم . زهـــده و تـواضــعه رضــي الله عـنـه
عن مالك بن معول سمع أبا السفر قال دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه و ســلم) ألا تدعو لك طبيباً ينظر إليك قال : قد نظر إلي قالوا و ما قال لك قال : إني فعال لما أريد .
ـــ و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر , فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : وهل أنا و مالي إلا لك يا رسول الله / أخرجه أحمد في مسنده / .
ـــ و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتصدق فجئتبنصف مالي فقال ما أبقيت لأهلك قلت مثله و جاء أبو بكر بكل ما عنده فقال يا أبابكر ما أبقيت لأهلك قال : أبقيت لهم الله و رسوله ثلث لا أسبقه إلى شيء أبداً ./كان له من المال أربعون ألفاً أنفقها في سبيل الله و أعتق سبعة كلهم كان يعذب في الله / .
ـــ كان يحلب للناس أغنامهم عندما أستلم الخلافة , قالوا من يحلب لنا فقال : و الله لأحلبن لهم . شرب حليباً فسأل الغلام من أين هذا الحليب فقال : لقد تكهنت لرجل في الجاهلية و اليوم أعطاني حليباً فوضع أصابعه في حلقه و قاء , وقال : اللهم إني أعتذر مما خالط الدم و العروق .
خـلافتـــه رضي الله عـنـه
ـــ عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمـــر .
ـــ و عن عائشة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه و ســلم) ليصل أبو بكر بالناس ,قالوا لو أمرت غيره قال : لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام و فيهم أبو بكر .
ـــ و عن محمد بن جبير بن مطعم أن أباه جبير أخبره أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه و ســلم) في شيء فأمرها بأمر فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك قال إن لم تجديني فآتي أبوبكر . أخرجه البخاري في صحيحه و الترمذي .
ـــ عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر فصلى بالناس و إني لشاهد غير غائب و إني لصحيح غير مريض و لم شاء أن يقدمني لقدمني فرضينا لدنيانا من رضيه الله و رسوله لديننا .
ــــ دامت خلافته رضي الله عنه سنتان و ثلاثة أشهر و عشر ليال كانت مليئة بالحروب و قتال المرتدين من قبائل العرب .
وفــاته رضي الله عنه ـــ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان أول ما بدأ مرض أبي بكر انه أغتسل يوم الاثنين 7 جمادى الآخرة و كان يوماً بارداً قحم 15 يوماً لا يخرج إلى الصلاة و كان يأمر عمر يصلي بالناس . يوفي ليلة الأثنين و قيل الثلاثاء و هو أبن63 عاماً .
قال زياد بن حنظله كان سبب موته الكمد على رسول الله (صلى الله عليه و ســلم) و مثله قال عبد الله بن عمر لما حضره الموت أستخلف عمر بن الخطاب .
ـــ بعد وفاته رضي الله عنه جاء ورثته بأمواله إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب , ما هي هذه الأموال التي خلفها أبو بكر لهم , إنها شاة عجفاء هزيلة و رحى بالية و جلد كبش كان ينام عليه و اداوة للوضوء وضعت أمام سيدنا عمر فبكى سيدنا عمر و قال : رحمك الله يا أبابكر لقد أتعبت من جاء بعدك .
و الحمد لله رب العـالميــن و صــلى الله على ســــــيدنا محمـــد وعلى آله و صـــحبه و ســـلم أجمعـــين
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 23, 2010 12:12 pm | |
| أردت افتتاح الموضوع وتتمه سيدي محمد
جزاك الله تعالى كل خير
قد نحتاج بعض الوقت لنعيد شيء مما بدأناه في المنتدى السابق لكن الله الله تعالى بعونك سيدي
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 23, 2010 7:34 pm | |
| بارك الله بك أخي رائد طبعاً سأقوم بتتمة هذه السيرة أرجو تثبيت هذا الموضوع إذا أمكن
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 23, 2010 7:42 pm | |
| ســـــــيدنا عمــر بن الخطــاب رضــي الله عـنـه
إســـمه و نســـبه :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بنرباح بن لؤي أبو حفص رصي الله عنه .
إســــــلامه :
قال سعيد بن المسيب أسلم عمر بن الخطاب بعد أربعون رجلاً و عشــرةنسوة .و دعاء النبي صلى الله عليه و سلم (( اللهم أعــز الإسلام بأحد الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمر بن هشام / أبو جهل / )) .وفي رواية اللهم أعز الإسلام بعمربن الخطاب .
هجــــــرته :
كل المســلمين هاجروا سراً إلا عمر بن الخطاب هاجر جهراً و قال قولته المشهورة : من أراد أن تثكله أمه أو ترمل زوجته أو يتيم أطفاله فليلحقني خلف هذا الجبل . وقد شهد جميع المعارك والغزوات مع النبي صلى الله عليه و سلم .
علمـــه :
عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان و وضع علم الناس في كفة لرجح علم عمر ., و قال عبد الله لما عمر ذهب تسعة أعشار العلم . ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) رأيت كأني أوتيت بقدح لبن فشريت منه و أعطيت فضلي عمر فقالوا ما أولته يا رسول الله قال :العلم .
و عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و الله ما رأيت أحداً أرأف برعيته ولا خيراً من أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) و لم أر أحداً أقرأ لكتاب الله و لاأفقه في دين الله و لا أقوم بحدود الله و لا أهيب في صدور الرجال من عمر بن الخطاب . و لا رأيت أحداً أشد حياءً من عثمان بن عفان . وقال عنه النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه . و عن الآذان سمع عمر الأذان في المنام ثم سمعه بالمنام .كذلك عبدالله بن زيد . في بدر : في شأن الأسرى أشار عمر إلى قتلهم فنزلت آية ( ما كان لنبي أن يكون له أســرى ) . وأشار أيضاً إلى نساء النبي أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب .
خـلافتــــه : دامت أكثر من 12 سنة كلها في الحروب و القتال . وصلت دولته إلى الصين شرقاً و إلى غرب إفريقيا و جنوبها . دانت له أكبر إمبراطوريتين في ذلك الوقت و هي الروم و الفرس فقد تم فتح بلاد العراق و بلاد الشام و مصر و ديار بكر والجزيرة و أرمينية و بلاد فارس و أذربيجان .
زهـــده و تواضــعه و ورعــه و تقــواه : كان يخرج في القيلولة في الحر الشديد و الناس نيام إلى طريق المدينة التي توصل إلى العراق لعله يسمع خبراً أو أحداً يخبره عن حرب المسلمين في العراق مع الفرس و كانيبكي و يردد ماذا فعلت بأولاد المسلمين يا عمر , حتى يوماً من الأيام تلقاه فارسقادم من العراق فقال له عمر (رضي الله عنه) من أنت يا أخا العرب قال : إني رسول منقائد المسلمين في العراق أحمل رسالة إلى أمير المؤمنين عمر فقال له : أنا عمرفبشرة بنصر من الله . وهو الذي كان يقول : أخشى أن تزلق شاة وفي رواية بغلة في العراق ويسألني الله لماذا لم أعبد لها الطريق .
ــ جاءت حلوى من بلاد فارس و قدمت إلى أمير المؤمنين عمر (رضي الله عنه) فنظر إليها وقال : كل أمة محمد صلى الله عليه و سلم أكلت من هذا قالوا لا يا أمير المؤمنين قال : خذوها لا حاجة لي بها . هذا في بلاد العراق فماذا في بلاد الشام .
ـــ سـيدنا عمر بنالخطاب يمشي في بادية المدينة فيرى ابل سمان أعجبته فقال لمن هذه الإبل قالوا لابنك عبد الله بن عمر فبعث إليه و قال : من أين لك هذا قال : يا أبتي من مالي الخاص قال ابل المسلمين ضعيفة و إبلك سمينة ( اسقوا ابل أبن أمير المؤمنين , أطعموا ابل أبن أمير المؤمنين ) و هي ترعى في كل مكان جيد , يـــا عبد الله بع الإبل و خذ رأسمالك و الباقي ضعها في بيت مال المسلمين .
ـــ ســيدنا عمر رأى امرأة تضع قدراً على النار و أولادها يتباكون جوعاً فنظر سيدنا عمر في القدر فلميجد سوى الحصى و الماء فقال : ما هذا يا أختاه قالت : كما ترى لا يوجد عندي طعام فأنا ألهيهم حتى يناموا , فجاء إلى بيت مال المسلمين و حمل على كتفه دقيقاً وسمناً و تمراً , فقال غلام له أبا أحمله عنك يا أمير المؤمنين فقال : لا أم لك ياأسلم أنا أحمله فأنا مسؤول عنهم في الآخرة .
ـــ كان يبكي الليل والنهار رضي الله عنه حتى ضعف و تحفرت خدوده من الدموع فقد حرم على نفسه أكل السمن و اللحم و الشحم و كان غالب طعامه الزيت و خبز الشعير , أشفق عليه الصحابة رضي الله عنهم فجاؤا له بلحم جزور من لحم الظهر فقال سيدنا عمر : عمر يأكل مطايب اللحم و أحسنه و أمة محمد تأكل العظام , خذوه لا حاجة لي به .
إســـتشـــهاده :
كان يوماً هو و النبي (صلى الله عليه وسلم) و أبو بكر و عثمان (رضي الله عنه) فوق جبل أحـــد فأرتجف جبل أحــد فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أثبت أحــد فما عليك إلا نبي و صديق وشــهيدان ( الشــهيدين هما عمـــر و عثمـــان رضي الله عنهما ) .
ـــ وكان سيدنا عمر يدعو / اللهم أرزقني الشهادة في بلد نبيك /فأستجاب الله دعاؤه فجاء الملعون أبو لؤلؤة الفارســي و كان عبداً للمغيرة بن شعبة فأختلف مع ســـيده المغيرة و احتكموا عند ســيدنا عمر بن الخطاب فقال عمر : أطع سيدك يا أبا لؤلؤة و لكن الحقد الفارسي المجوسي الحاقد على هذه الشــخصية التيدمرت دولة الفرس و أذلتهم أبت إلا أن تنال من المسلمين و بقائدهم عمر بن الخطاب ,قال سيدنا عمر يا أبا لؤلؤة أريد أن تصنع لي رحا و كان يصنع الرحا في المدينة فقاليا أمير المؤمنين لأصنع نلك رحا تتحدث بها العرب و الرحا في لغة العرب تعني الحرب ,فجاء يوماً ذلك العبد الفارسي المجوسي يحمل خنجراً ذو حدين و دخل المسجد النبوي الشريف و أقترب من سيدنا عمر و طعنه ثلاث طعنات في بطنه و في صدره و في كتفه كما طعن13 صحابياً مات منهم 7 رجال فوقع سيدنا عمر على الأرض بدمه فجاء الطبيب فعالجه في اليوم الأول و الثاني و في اليوم الثالث سقاه ماءً فخرج الماء من معدته ثم سقاه لبناً فخرج اللبن أيضاً فقال الطبيب أوصي يا أمير المؤمنين فبكى سيدنا عمر , انه لا يبكي من فراق الدنيا و لا خوفاً من الموت و لكن يبكي كيف يلقى ربه هل هو راض عنه أم لا فقال أحــد الصحابة يا أمير المؤمنين أنت الذي توفي النبي صلى الله عليهو سلم وهو راض عنك و أنت الذي أقمت العدل بين الناس و أنت الذي فتحت بلاد الدنيا ونشرت بها دين الله فنظر عمر (رضي الله عنه) وقال : أتشـــهد لي عند الله قال الصحابي نعم , كان لا يستطيع الوقوف على قدميه إلا عندما يسمع إقامة الصلاة فكان يقف و يصلي بدمه , وفي اليوم الثالث يوم الوداع قال : أين عبد الله بن عمر قال أنا هنا يا أبتي قال يا عبد الله أنظر ديني من مال عمر فان لم يكفي فعليك ببني عدي ثم اذهب إلى السيدة عائشة أم المؤمنين و قل لها عمر بن الخطاب و لا تقل لها أميرالمؤمنين فأنا لست الآن بأمير المؤمنين و قل لها هل تأذن لي أن أدفن بجانب صاحبيالرسول و أبا بكر فأذنت له ففرح , و بعد موتي و أنتم تحملوني أستأذنها مرة أخرىفان أذنت فأدفنوني و إلا فأدفنوني في مقابر المسلمين , وقالوا له يا أمير المؤمنين أستخلف من بعدك قال أضع الخلافة في ستة و هم يختارون واحداً منهم عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب و طلحة و الزبير وأبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف ثم مات رضي الله عنه , قال أحد الصحابة والله لقد أظلمت المدينة مرتان مرة عند وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) و مرة عند وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
و الحمــد لله رب العــالمين و الصلاة و السلام على ســـيدنا محمــد وعلى آله و أصــحابه أجمعـــين
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 23, 2010 9:17 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة سبتمبر 24, 2010 4:34 am | |
| ســيدنا عثمـــان بن عـفـــــان رضــي الله عـنـه هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . يجتمع هو و رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف / أبا عبد الله / .
وهوذو النورين و أمير المؤمنين أسلم في أول الإسلام دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنهما إلى الإسلام فأسلم و كان يقول إني رابع في الإسلام . زوّجـه رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بابنته رقية و هاجرا إلى أرض الحبشةالهجرتين ثم عاد إلى مكة و هاجر إلى المدينة المنورة ثم تزوج بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فلما توفيت قال له الرسول لو أن لنا ثالثة لزوجناك .
ـــ عن عقبة بن علقمة قال سمعت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لو إن لي أربعين بنتاً زوجت عثمان واحدة بعد واحدة حتى لا يبقى منهن واحدة .
و هو رضي الله عنه أول من هاجر بأهله رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعد لوط عليه السلام. شهد كل المعارك و الحروب مع النبي (صلى الله عليه و سلم) إلا غزوة بدر لأن زوجته رقية بنت النبي كانت مريضة على فراش الموت فأمره رسول الله أن يقيم عندها و لكن رسول الله ضرب له بسهم من الغنائم . و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة الذين شهد لهم رسول الله (صلى الله عليه و سلم) حيث قال : أبو بكر بالجنة و عمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف .
ـــ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في حديقة بني فلان و الباب مغلق إذ أســتفتح رجل فقال النبي (صلى الله عليه و سلم) يا عبد الله بن قيس قم فأفتح له الباب وبشره بالجنة فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصديق فأخبرته بما قال رسول الله فحمدالله و دخل فسلم و قعد ثم أغلقت الباب فجعل النبي ينكت بعود في الأرض فأســتفتح آخر فقال يا عبد الله بن قيس قم فأفتح له الباب و بشره بالجنة فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي (صلى الله عليه و سلم) فحمد الله و دخل و قعد و أغلقت الباب فجعل النبي ينكت بذلك العود في الأرض إذ أســتفتح الثالث الباب فقال النبي (صلى الله عليه و سلم) يا عبد الله بن قيس قم فأفتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فقمت ففتحت الباب فإذا أنا بعثمان بن عفان فأخبرته بما قال النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال الله المســتعان و عليه التكلان ثم دخل فسلم و قعد .
أخرجه البخاري في الصحيح والترمذي في الســنن وأحمــد في مســنده
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : أبو بكر في الجنة و عمر في الجنة و عثمان في الجنة و علي في الجنة وطلحة في الجنة و الزبير في الجنة و عبد الرحمن بن عوف في الجنة و سعد في الجنة و الآخرلو شئت سميته ثم سمى نفسه و هو راوي الحديث ســعيد بن زيد .
ـــ و عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : غـفـر الله لك يا عثمانما قـدمت و ما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما هو كائن الى يوم القيامة ., جهز جيش العسرة قافلة بأحمالها جعلها لله ولرسوله جاءه التجار و أعطوه مرابح فأبى إلا أن تكون لله .وقال النبي عليه الصلاة و السلام : لكل نبي رفيق و رفيقي يعني في الجنة عثمان . وقال النبي (صلى الله عليه و سلم) أيضاً ان عثمان رجل حيي وقال ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة .
خــــلافـتـه
بويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة يوم السبت ستة 24 للهجرة بعد دفن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)بثلاثة أيام . وحدثت في خلافته فتوحات برية و بحرية و فتحت بعض الجزر في البحرالمتوسط . ففي خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لم يسمح بركوب البحر خوفاً على المسلمين و أولادهم من البحر حيث قال لأحد الصحابة صف لي البحر فقال يا أميرالمؤمنين إذا سكن سلب العقول و إذا هاج سلب العقول و الناس فيه كدود على عود فقال رضي الله عنه و الله لا أدع مسلماً يركبه
زهـــــده
أخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن شداد قال : رأيت عثمان بن عفان (رضي الله عنه) يوم الجمعة علىالمنبر عليه إزار عــدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة و ربطة كوفية ممشقة ( أي مصبوغة بالغرة ) . و عن شرحبيل بن مسلم أن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) كان يطعم الناس طعام الإمارة و يدخل بيته فيأكل الخل و الزيت .
إســــتشـــهاده
أخرج الإمام أحمد في مســنده , قال عثمان إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم البارحة في المنام و رأيت أبا بكر و عمر وقالوا لي اصبر فانك تفطر عندنا القابلة ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه و قتل و هوبين يديه .
و أخرج الترمذي في السنن عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا عثمان انه لعل الله يقمصك قميصاً فان أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهـــم .
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه و سلم) قال لعثمان تقتل و أنت مظلوم و تقطر قطرة من دمك على الآية (( فســيكفيكهم الله )) قال فإنها الى الساعة في المصحف . وفي رواية أبن عمر قال : رأيت النبي (صلى الله عليه و سلم) في المنام فقال : يا عثمان أفطــر عندنا فأصبح صــائماً ذلك اليوم .
ـــ و لما حوصر عثمان(رضي الله عنه) و طال حصاره و الذين حاصروه هم أهل الفتنة التي أثارها يهودي الأصل اسمه أبن سبأ جمع حوله من أهل مصر و أهل البصرة و الكوفة و معهم بعض أهل المدينةأرادوا أن يتخلى عن الخلافة فلم يفعل و خافوا أن تأتيه نجدة من الشام و البصرة وغيرها فتسوروا عليه الجدار فقتلوه رضي الله عنه و كان من المدافعين عنه بعض الصحابة و أولادهم و من الذين جلبوا له الماء في القرب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , ولما قتل دفن ليلاً و صلى عليه جبير بن مطعم و قيل حكيم بن حزام و قيل لم يصلى عليه أحد لأنهم منعوا من ذلك و دفن بالبقيع و لما دلوه في القبر صاحت أبنته عائشة فقال لها أبن الزبير أسكتي و إلا قتلتك فلما دفنوه قال لها صيحي الآن ما بدا لك أن تصيحي , .و من أســباب الفتنة أن والي مصر عبد الله بن أبي سرح أرادوا تغييره فوافق بذلك عثمان ولكن مروان بن الحكم فعل فعلته .
كان ســيدنا عثمان رضي الله عنه من أجمل الناس و قيل كان ربعة لا بالقصر و لا بالطول حسـن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية أســمر اللون كثير الشعر ضخم الكراديس بعيد ما بين المنكبين كان عمره 82 سنة و قيل 86 سنة وقال قتادة كان عمره 90 سنة .
و الحمــد لله رب العــالمين و صلى الله على سيدنا محمــد و على آلهوصحبه و ســـلم | |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأحد سبتمبر 26, 2010 12:48 am | |
|
عـلـــي بن أبي طـالــب كرم الله وجهه و رضي عـنـه هو علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي القرشي الهاشمي , أبن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و اسم أبيه أبي طالب عبد مناف و أمه فاطمة بنت أســـد وكنيته أبو الحسن أخو رســول الله (صلى الله عليه وسلم) و صهره على أبنته فاطمة سيدة نساء العالمين و أبو الســبطين و هو أول هاشمي ولد بين هاشميين و أول خليفة من بني هاشــم و علي أصـغر من أخوته جعفر و عقيل و طالب و هو أول الناس اسلاماً وهاجر إلى المدينة و شــــهد بدر و أحد و الخندق و بيعة الرضــوان و جمـــيع المشاهد إلا تبوك فان رسول الله صلى الله عليه و ســلم خلفه على أهله و كان حاملاً لواء المســـلمين في بدر و أحد و خيبر ,قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أنت أخي في الدنيا و الآخرة .
إســـلامه
هو أول من أسلم من الصبيان ,أسلم بعد خديجة بيوم وجد النبي صلى الله عليه و سلم و خديجة يصليان ( كانت الصلاةفي بداية الدعوة ركعتان في الصباح و ركعتان في المساء , ثم أصبحت خمس أوقات في الإسراء و المعراج )فقال علي : ما هذا يا محمد فقال له النبي : دين الله الذي أصطفى لنفسه و بعث به رسله فأدعوك إلى الله و إلى عبادته و إلى كفر باللات و العزى . فقال علي : هذا أمرلم أسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمراً حتى أحدث به أبا طالب . فكره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يفشــي عليه سره قبل أن يستعلن أمره فقال له يا علي : إن لم تسلم فأكتم , فمكث علي تلك الليلة ثم أن الله أوقع في قلب علي الإسلام فأصبح غادياً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أعلن إسلامه و مكث يأتي النبي سراً خوفاً من أبي طالب و كتم إسلامه و كان من نعم الله عز و جل أن تربى علي في حجر النبي(صلى الله عليه وسلم) قبل الإسلام .
قال يونس عن أ بن إسحاق أسلم علي رضي الله عنه و هو أبن عشر سنين . وعن أنس بن مالك قال : بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء .
و روي عن علي كرم الله وجهه قال : لم أعلم أحداً من هذه الأمة عبدالله قبلي لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين أو سبع سنين .
وعن أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد صلت علي و على علي الملائكة سبع سنين و ذاك انه لم يصل معيرجل غيره .
هـجـــرته
أول فدائي في الإسلام نام في فراش النبي (صلى الله عليه وسلم) و أمره النبي بأن يؤدي الحقوق إلى أصحابها ففعل و لحق بالنبي إلى المدينة مصطحباً أهله فكان يمشي بالليل و يكمن في النهار حتى قدم المدينة فلما بلغ النبي صلى الله عليه و سلم بقدومه قال : أدعوا لي علياً قيل يا رسول لا يقدر أن يمشي فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فأعتنقه و بكى رحمةً لما بقدميه من الورم و كانتا تقطران الدم فتفل النبي في يديه و مسح يهما رجليه و دعا له بالعافية فلم يشتكي منهما حتى أســتشــهد رضي الله عنه .
عـلمــــه
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثني إلى اليمن و يسألوني عن القضاء و لا علملي به , قال: أدن فدنوت فضرب بيده على صدري ثم قال اللهم ثبت لسانه و أهد قلبه) فلا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما شككت في قضاء بين أثنين بعد .
و أخرج الترمذي عن مجاهد عن أبن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه .
وعن عبد الله بن مسعود رضيالله عنه قال : كنا نتحدث عن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب . وعن سعيد بن المسيب (رضي الله عنه) قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب ,وعنه أيضاً قال : كان عمر (رضي الله عنه) يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن .
زهــــده و عــــدله عن عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي بن أبي طالب : يا علي إن الله عز و جل قد زينك بزينة لم يتزين العباد بزينة أحب إليه منها , الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيء و لا تنال الدنيامنك شيء . ووهب لك حب المساكين و رضوا بك إماما و رضيت بهم أتباعاً فطوبى لمن أحبك و صدق فيك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك ...
و عن محمد بن كعب القرظي قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : لقد رأيتني و إني لأربط الحجر على بطني من الجوع و إن صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار و هو الذي كان يبكي و يمسح على لحيته و يقول : أواه على طول السفر و قلةالـــزاد .
فضـــــائله عندما نام في فراش النبي صلى الله عليه و سلم وقت الهجرة كان يحرسه عند رأسه جبريل و ميكائيل عند رجليه و كان جبريل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يا علي يباهي الله عز و جل به الملائكة , .
أنزل الله تعالى في حقه و هو متوجه إلى المدينة (( و من الناس من يشــتري نفســه ابتغاء مرضــات الله , و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أســيراً )) .
وعن أبن عباس قال الآية (( و الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهارســراً و علانية )) قال زلت في حق علي , كان عنده أربعة دراهم أنفق بالليل واحداً و بالنهار واحداً وفي السر واحداً و في العلانية واحداً .
و عن أبن عباس رضي الله عنه قال : قال علي يا رسول الله تخلفني معالنساء و الصبيان , فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي)و سمعنه بقول يوم خيبر ( لأعطين الراية رجلاً يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله قال فتطاولنا لها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ادعوالي علياً فأتوه به و مد فبصق في عينيه و دفع الراية له . و في آية المباهلة نصارى نجران دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علياً وفاطمة و الحسن و الحسين فقال (( اللهم هــؤلاء أهـــلي )) (( فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم ونساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم )) .
و أخرج مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب قال عهد إلي النبي صلى الله عليه و سلم النبي الأمي ( أن لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق ) .
أخرج الترمذي في السنن قالجمع من الصحابة منهم أهل بدر نشهد إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم غدير خم ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجي أمهاتهم , قلنا بلى يا رسول الله فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه و عادي من عاداه .
و أخرج الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه فجاء علي فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بينيو بين أحد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنت أخي في الدنيا و الآخرة .
وعن علي (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيد الحسن و الحسين و قال : من أحبني و أحب هذين و أباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة . قال الأنصار رضي الله عنهم : كنا نعرف المنافقين من هم ببغضهم علي بن أبي طالب .
خـــلافته :
أخرج روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي إسحاق عن زيد عن علي رضي الله عنهم قال : قيل يا رسول الله من يؤمر بعدك قال :إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناً زاهداً في الدنيا و إن تؤمرواعمر تجدوه قوياً أميناً لا يخاف في الله لومة لائم و إن تؤمروا علياً و لا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم إلى الصراط المستقيم .
و عن شريك عن سلمه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :أنت بمنزلة الكعبة تؤتي و لا تأتي فان أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك يعني الخلافة فأقبل منهم و إن لم يأتوك فلا تأتيهم حتى يأتوك .
و بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بويع سيدنا علي بن أبي طالب في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخلافة .
مقتــــله و اســتشــهاده :
عن الدار قطني قال عن علي قال : حدثني الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تموت حتى تضرب ضربة على هذه فتخضب هذه و أدما إلى لحيته و هامته و يقتلك أشقاها كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود نسبة إلى جده الأدنى ( قدار بن سالف ) .
وأخرج الطبراني في الكبير عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال : قالعلي : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أشقىالأولين قلت عاقر الناقة قال صدقت قال فمن أشقى الآخرين قلت لا أعلم قال الذي يضربك على هذا و أشار بيده إلى فوخه وكان يقول : وددت انه قد أبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه يعني لحيته من دم رأسه .
حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل شهررمضان جعل علي يتعشى ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين و ليلة عند عبد الله بنجعفر لا يزيد على ثلاث لقم و يقول يأتي أمر الله و أنا خميص ( جائع ) و إنما هي ليلة أو ليلتان .
حدثنا الحسن بن كثير عن أبيه قال : خرج علي بن أبي طالب لصلاة الفجرفأستقبله الأوز يصحن في وجهه قال فجعلنا نطردهن عنه فقال دعوهن فإنهن نوائح و خرجفأصيب و عن عبد الرحمن السلمي قال : قال لي الحسين بن علي : قال لي علي : سنح لي الليلة رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فقلت يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود و اللدد ( الود و خصام العدو الحاقد ) ؟ قال : أدع عليهم قلت :اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم و أبدلهم بي من هو شر مني فخرج فضربه الرجل .
أجتمع في مكة ثلاثة و تعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و يريحوا العباد منهم فقال عبد الرحمن بنملجم أنا لكم بعلي و قال البرك أنا لكم بمعاوية و قال عمرو بن بكر أنا كافيكم عمروبن العاص ( عبد الرحمن بن ملجم كان يتيماً فرباه علي وكان يسمى يتيم علي ) .
رجلين ضربا سيدنا علي بن أبي طالب فأما سيف أبن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه و وصل إلى دماغه و أما سيف شبيب فوقع على الطاق فأما شبيب فأفلت من القوم وأما أبن ملجم فأدخل على علي فقال هذا أنت طالما أحسنت إليك فقال لأولاده أطيبواطعامه و ألينوا فراشه فأن أعش فأنا ولي دمي عفو أو قصاص و إن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين / و لاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين / .
توفي رضي الله عنه و غسلهالحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر و كفن في ثلاث أثواب ليس فيها قميص و صلى عليه الحسن أربع تكبيرات , دامت خلافته خمس سنين إلا ثلاث أشهر و قيل أربع سنوات و تسعة أشهر , عاش ثلاث و ستين سنة , بكت أم كلثوم أبنته فقال لها أسكتي فلو ترين ما أرىلما بكيت فقلت ماذا ترى قال : هذه الملائكة وفود و النبيون و هذا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يقول يا علي أبشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه .
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و ســـلم
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين سبتمبر 27, 2010 2:28 am | |
| اللهم أرض عن الكرار اللهم أرض عن أبو الحسن
السلام عليك يا أبن عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
السلام عليك يا سيدي يا أبا تراب
جزاك الله تعالى كل خير سيد محمد
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين سبتمبر 27, 2010 5:01 am | |
| طـلحــة بن عـــبيد الله القـرشـــي رضي الله عنه
[size=24] هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن ثيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر أبو محمد يعرف بطلحة الخير و طلحة الفياض , أمه الصعبة بنت عبد الله بن مالك الحضرمية .
وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام دعاه أبوبكر إلى الإسلام فأخذه و دخل به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أسلم هو وأبو بكر أخذهما نوفل بن خويلد بت العدوية فشدهما في حبل واحد و كان نوفل أشد قريش فلذلك كان أبو بكر و طلحة يسميان القرينين و يل أن الذي شدهما عثمان بن عبيد الله أخو طلحة ليمنعهما عن الصلاة و عن دينهما فلم يجيباه فلم يراهما إلا و هما مطلقان يصليان .,
ولما أسلم طلحة و الزبير آخى رسول الله صلى اللهعليه و سلم بينهما بمكة قبل الهجرة و لما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله(صلى الله عليه و سلم) بين طلحة و أبو أيوب الأنصاري , و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة و هو أحد أصحاب الشورى , لم يشهد بدر لأنه كان في الشام بمهمة من النبي (صلى الله عليه و سلم) وأعطاه النبي سهمه .
شهد أحد و ما بعدها و بايع بيعة الرضوان و أبلى يوم أحد بلاءً عظيماً , وقى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بنفسه و أتقى عنه النبل بيده حتى شلت أصبعه و حمل النبي (صلى الله عليه و سلم) على ظهره حتى صعدالصخرة .
عن موسى عن أبيه طلحة قال : سماتي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد طلحة الخير و يوم العسرة طلحة الفياض و يوم حنين طلحة الجود .
أخرج الترمذي عن الزبيرقال : كان على رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فأقعد تحته طلحة فصعد النبي (صلى الله عليه و سلم) حتى أستوي على الصخرة قال :فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : طلحة و الزبير جاراي في الجنة .
و أخرج الترمذي أيضاًعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة .
وورد أن أصحاب النبي(صلى الله عليه و سلم) قالوا : الأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو قال فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني طلعت من باب المسجد و علي ثياب خضر فلما رآني رسول الله (ص) قال : أين السائل عمن قضى نحبه قال الأعرابي أنا يا رسول الله قال هذا ممن قضى نحبه . قتل طلحة يوم الجمل و قيل انه ترك القتال و ضربه مروان بن الحكم .
روي عن علي إنه قال :إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و عثمان و الزبير ممن قال الله فيهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) .
وقيل كان سبب قتل طلحة أن مروان بن الحكم رماه بسهم في ركبته فجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت رجله و إذاتركوه جرى الدم فقال مروان دعوه فإنما هو سهم أرسله الله إليه فمات منه و قالمروان لا أطلب بثأري بعد اليوم و ألتفت إلى أبان بن عثمان فقال : قد كفيتك بعض قتلة أبيك , و معركة الجمل كانت سنة ستة و ثلاثين و كان عمر طلحة ستون سنة و قيل اثنان و ستون .
قال الشعبي : لما قتل طلحة و رآه علياً مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه وقال عزيز علي َ أبا محمد و قال إلى أشكو عجزي و ترحم عليه و قال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة و بكى هو و أصحابه عليه .
روى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبيه أن رجلاً رأى في منامه طلحة بن عبيد الله قال : حولوني عن قبري فقد آذاني الماء , فأتى أبن عباس فأخبره بالمنام فقال حولوه , فوجدوا شقه الذي يلي الأرض قد أخضر من نز الماء فحولوه إلى دار أشتروها بعشرة آلاف درهم و دفنوه فيها .
وصلى الله على ســيدنا محمـــد و على آله و صــحبه و ســــلم
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:37 pm | |
| الــزبيــر بن الـعــــوام رضــي الله عـنــه أحد العشرة المبشرينب الجنة , من الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه و سلم فداك أبي و أمي , من الذين توفي عنهم النبي (صلى الله عليه و سلم) وهو عنهم راض , من الذين دعا لهم النبي (صلى الله عليه و سلم) .
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي , يكنى أبا عبد الله , أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فهو أبن عمة النبي (صلى الله عليه و سلم) و أبن أخو خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه و سلم , أسلم و هو أبن خمسة عشر سنة وقال عروة أسلم الزبير وهو إبن اثنتي عشر سنة و قيل إبن ستة عشر سنة وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) وكان رابعاً أو خامساً في الإسلام .
هاجر إلى الحبشة و إلى المدينة , آخى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بينه و بين عبد الله بن مسعود لما آخى بين المهاجرين بمكة فلما قدم المدينة آخى بينه و بين سلمة بن سلامة .
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال : جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال : بأبي و أمي .
وعن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) إن لكل نبي حوارياً و حواري الزبير بن العوام .
أخرج البخاري في صحيحه و الترمذي في السنن و الإمام أحمد عن جابر و قال أبو نعيم قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يوم الأحزاب لما قال من يأتينا بخبر القوم قال الزبير أنا قالها ثلاثاً و الزبير يقول أنا . وعن هشام بن عروة قال : أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل فقال : ما مني عضو إلا قد جرح مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أنتهى ذلك إلى فرجه.
أخرج عبد الرزاق فيالمصنف و البيهقي في السنن و أبن عساكر في التهذيب قال : كان الزبير أول من سل سيفاً في الله عز و جل لما وقع الخبر بمكة إن النبي (صلى الله عليه و سلم) قد أخذه الكفار فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه و النبي (صلى الله عليه و سلم) بأعلى مكة فقال له : ما لك يا زبير قال : أخبرت انك أخذت فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعا له و لسيفه .
شهد بدر وكان عليه عمامة صفراء و شهد أحد و الخندق والحديبية و خيبر و فتح مكة و حنين و الطائف و كل المشاهد و شهد فتح مصر , جعله عمربن الخطاب رضي الله عنه في أهل الشورى الستة الذين ذكرهم للخلافة و قال : هم الذين توفي رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و هو راضٍ عنهم .
و أخرج مسلم في الصحيح عن عكرمة عن أبن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لما أنتفض حراء قال: أسكن حراء فما عليك إلا نبي و صديق و شهيد و كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد .
و عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : لما نزلت ( ثم لتســـــألن يومئذ عن النعـــيم ) قال الزبير : يارسول الله و أي نعيم نسأل عنه و إنما هما الأسودان التمر و الماء أما انه سيكون .
قيل كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فما يدخل إلى بيته منهم درهماً واحداً بل كان يتصدق بذلك كله .
شهد الزبير بن العوام رضي الله عنه الجمل مقاتلاً ضد علي , فقال له علي بن أبي طالب : أتذكر و أنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال لك و لتقاتله و أنت ظالم , فتذكر ذلك الزبيرو أنصرف عن القتال فنزل وادي السباع و قام يصلي فأتاه أبن جرموز فقتله و جاء بسيفه إلى علي فقال : هذا سيف طالما فرج الكرب عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ثم قال بشر قاتل أبن صفية بالنار . رواه القرطبي و أبن كثير في البداية و النهاية .
و كان عمره عندما قتل سبعة و ستين سنة و قيل ستة و ستين و كان أسمر اللون , ربعة , معتدل اللحم , خفيف اللحية ,
و قد قيل إن أبن جرموز قتل نفسه لما قال له علي بن أبي طالب بشر قاتل أبن صفية بالنار .
يروى انه قبل وفاته قال لابنه عبد الله يا عبد الله أنظر ديني ( وفي ديني ) فان لم تجد ما يكفي فنادي يا مولى الزبير يا مولى الزبير يا مولى الزبير , و كان يقصد الله ( الله ولي الذين آمنوا ) .وصلى الله علىســيدنا محمـد وعلى آله وصـحبه وســلم | |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 8:33 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 30, 2010 6:02 am | |
| [size=24] عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري , يكنى أبا محمد , كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو و قيل عبد الكعبة فسماه النبي صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ,
و أمه الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة , ولد بعد عام الفيل بعشر سنين و أسلم قبل أن يدخل النبي دار الأرقم .
صحابي جليل ، له مواقف كثيرة في الإسلام ، وواحد من الثمانية الأول الذين عرفوا كيف يقفون المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية . ما كاد يذكرله أبو بكر الصديق رضي الله عنه دين الإسلام الذي دعا إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى انشرح صدره ، وامتلأ به قلبه نورا وهداية وأحس وكأنه ولد من جديد فإذا بلسانه يردد مع فؤاده ، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
. بدأ عبد الرحمن بن عوف ، يرقى في مدارج الدعوة الجديدة ، فصار واحدا من العشر المبشرين بالجنة ، وواحد من المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ، كان واحدا من ثلاثة شهدوا على صلح الحديبية الذين وقفوا إلى جانب الرسول عليه الصلاة والسلام ، في كل غزواته
. كان رضي الله عنه بطلا من الأبطال في عهد الخلفاء أبي بكر و عمر و عثمان وكان متمرسا في عمق حقائق الحياة ، مخلصا للإسلام ، مدافعا عنه ، صادقا في نشر الدعوة إليه
وعبدالرحمن بن عوف ، كان قبل الإسلام واحدا من كبار القوم في المجتمع المكي وكان اسمه عبد الكعبة أو عبد عمرو ، فلما أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم الجديد ، لأن العبادة لا تكون إلا لله وحده . وكغيره من المسلمين الأوائل لاقى الصحابي الجليل من الأذى في مكة ما دفعه إلى الهجرة منها إلى بلاد الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكان قد ترك وراءه ثروة كبيرة في سبيل الجهاد الحقيقي ، لإعلاء كلمة التوحيد ، ونصرة الدين الإسلامي
. وحين آخى الرسولصلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار ، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع من أهل المدينة الذي أحبه وأخلص له ، وكان من أغنياء قومه ، فقسم ثروته قسمين متعادلين وطلب من عبد الرحمن أن يختار بينهما ويأتي رد الصحابي المهاجر: " بارك الله عليك في مالك وأهلك " .
وفي سوق المدينة المنورة ، يشتري عبد الرحمن جملا بدين ، أملاً بالتجارة والربح الحلال ، وبدأ عمله شراءً وبيعا راضياً بالقليل اليسير ، معتمداً على الله ثم على كده وجهده ، فبارك الله له بماله وما انقضت فترة يسيرة من الزمن ، حتى حضر إلى النبي عليه السلام حين دعا إلى تجهيز جيش العسرة ، وهو يقول : يا رسول الله عندي ثمانية آلاف فأمسكت أربعة آلاف لنفسي وعيالي ، وأربعة آلاف أقرضها ربي ، فقال له النبي عليه السلام : بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت .
وفي عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما ممن بذلوا وأنفقوا في سبيل الله ، نزلت الآية الكريمة [b]الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوامَناًّوَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ) . (البقرة : 262) عرف عنه الكرم الصادق ، والسخاء الحالي ، فكان ينفق من أمواله لدعم الفكرة الإسلامية ونشر الدعوة ، كما كان يعني بصفة خاصة بفقراء المسلمين والمعوزين منهم . روي أن السيدة عائشة أم المؤمنين ، سمعت ضجة وصخبا في المدينة شغلت الناس، فسألت عن السبب ، فقيل لها : إنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف تحمل من كل صنف ،قالت : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : يدخل عبد الرحمن الجنة حبوا ، فلما بلغ عبد الرحمن قولها ، قال : إني لأرجو أن أدخلها قائما ،وجعل القافلة وما تحمله وكانت سبعمائة بعير هبة خالصة للمسلمين . ولم يكن عبد الرحمن بن عوف بعيدا عن فهم روح الدين وسمو تشريعه ، بل كان مسلما واعيا مدركا ، وواقعيا متمدنا يعلم واجباته الدينية فيؤديها ، ويعرف حقوق الإنسانية فينعم بها : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(الأعراف : 32 ) ، لذلك لا تتملكنا الغرابة إذا عرفنا أنه كان ينتقي ثيابه فيلبس مرة حلة بخمسمائة درهم ، ويدفع مهر زوجته الأنصارية ثلاثين ألف درهم . تولى رضي الله عنه إمارة الحملة التي أرسلها النبي عليه السلام إلى ( دومةالجندل ) وودعه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكان مقربا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة الصديق أبو بكر حيث جعله مستشاره الأول في موضوع الخلافة من بعده . وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تولى إمارة الحج وكان مقربا من الخليفة يؤخذ رأيه ويستشار في كثير من الأمور . اجتمع يوماً علي وعثمان وطلحة والزبير ، وطلبوا من عبد الرحمن بن عوف أن يكلم عمر في معاملته للناس حتى يلين معهم ، وقالوا له : إنه قد أخافنا حتى ما نستطيع أن نديم إليه أبصارنا ، وأن الرجل طالب الحاجة يأتينا ، فتمنعه هيبته أن يكلمه في حاجته ، ذهب عبد الرحمن فكلم عمر في الموضوع الذي اختاره له ، فقال يا عبد الرحمن ، أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير أمروك بهذا ؟ قال اللهم نعم ، فرد عليه : يا عبد الرحمن، لقد لنت للناس حتى خشيت الله في الدين ، ثم اشتددت ، حتى خشيت الله في الشدة، و أيم الله لأنا أشد منهم فرقا مني ، فأين المخرج ، فما كان من عبد الرحمن إلاأن بكى وهو يقول : أف لهم من بعدك أف لهم . وكما كان إلى جانب الحق حين استشير في عهد أبي بكر وعمر ، فإنه بقى كذلك في عهد عثمان حدث أن عثمان وهب بعض إبل الصدقة لبعض بني الحكم ، فلما علم بذلك عبد الرحمن ذهب مع رجلين واسترد الإبل ثم وزعها إلى المستحقين من المسلمين ، وقد أقره عثمان حين وصل إليه الخبر على رأيه وتصرفه . بهذه الروح ، وبهذه الأخلاق الإسلامية ، عاش عبد الرحمن بن عوف ،مثلا وقدوة في الموازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، يتخذ لنفسه المواقف الحيادية السليمة بعيدا عن كل هوى أو غرض شخصي ،متجنبا لتأثير النفس ، لم يسمح لنفسه أن يدخل في صراعات سياسية وحين تشتدالأمور كان يخرج بنفسه من دائرة الصراع ، ينظر إليها بعد ذلك نظرة موضوعية وواقعية . بهذا السلوك عاش محبوبا من الجميع ، وافاه الأجل في خلافة عثمان , في المدينة المنورة سنة واحد و ثلاثين للهجرة عن خمس وسبعين سنة كان رضي الله عنه أمينا في الأرض وأمينا في السماء كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[b]وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و ســـلم | |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| | | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 30, 2010 6:55 pm | |
| أبـــو عـبيـدة بن الجــــراح رضي الله عنه
إســمه عامر بن عبدالله بن الجراح و قيل عبد الله بن عامر و الأول أصح .
أحد العشرة المشــهود لهم بالجنة , شــهد بدر و أحد و ســائر المشــاهد مع النبي صلى الله عليه و سلم وهاجر إلى الحبشــة الهجــرة الثانية , ســماه النبي صلى الله عليه و سلم أمين هذه الأمة . إسلام أبو عبيدة عامربن عبد الله الجرّاح.. أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للإسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عادمنها ليقف إلى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها، ثم ليواصل سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة خليفته أبي بكر، ثم فيصحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا وراء ظهره مستقبلا تبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.
[right] عندما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام و رأى عيش أبو عبيدة و ما هو عليه من شدة العيش قال له: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة . كان أبوه مشــركاً و أبو عبيدة مؤمن و كان الأب يريد قتل أبنه و يبحث عنه في المعركة و أبو عبيدة يســـتتر منه حتى وجد الأب إبنه أبو عبيدة فأراد قتله ولكن أبو عبيدة قتل أبوه المشـــرك .
[right] عندما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيادة الجيش في بلاد الشام ( اليرموك ) بدلاً من خالد بن الوليد أخفى الرســـالة حتى أنتهت المعركة , كان بطلاً شــجاعاً كريماً حليماًعابداً زاهداً بالدنيا .
[right] قال سعيد بن عبدالرحمن بن حســان : مات أبو عبيدة في طاعون سنة 18 و صلى عليه معاذ بن جبل , و لم يخرج من بلاد الشام و كان فيه الطاعون لإنه سمع النبي صلى الله عليه و ســلم يقول: إذا كان الطاعون في بلد فلا تخرجوا منه و لا تدخلوا عليه أو كما قال صلى الله عليه و سلم .
[right] و قيل إنه دفن في الأردن و قبره يزار الآن ,
[right] شــهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبلى بلاءً حســناً في ســبيل نصرة الإسلام .
[right] شــهد له النبي صلى الله عليه و ســلم بالجنة و ســماه أمين هذه الأمة , كما عينه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الســتة أصــحاب الشــورى الذين أســتخلفهم عندما طعن ( طعنه أبولؤلؤة الفارسي لعنه الله) فقال عمر قبل موته لأن ســألني ربي عن هؤلاء الســتة لأقولن له : عثمان قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة العسرة ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم , و قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) عن علي بن أبي طالب ألا ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى و هو زوج فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه و سلم) و قال(صلى الله عليه و سلم) عن طلحة و الزبير إنهما حواري رسول الله و قال عن أبو عبيدة بن الجراح إن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال هو أمين هذه الأمة .
[right] أخرج الإمام أحمد والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه و سلم : أرحم أمتي بأمتي أبا بكر و أشدهم في أمر الله عمر ,و أصدقهم حياءً عثمان , و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل و أفرضهم زيد بن ثابت و أقرئهم أبي بن كعب و لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح .
[right] وفي رواية أبن عمـرالذي أخرجه أبو يعلى و الديلمي زاد فيه و أقضاهم علي و زاد و أبو ذر أزهد أمتي وأبو الدرداء أعبد أمتي و أتقاها و معاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي و أجودها .
[right] يروي أحد السائقين بالقرب من الجبل الذي دفن فيه أبو عبيدة قال : تعطلت سيارتي و تعرضت للخطر أقلها إن الشاحنة ستهوي في وادي عميق فنظرت الى الجبل الذي فيه قبر أبو عبيدة و قلت يارب أنا ضيف أبو عبيدة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت على أبو عبيدة وقرأت الفاتحة على روحه فوقفت السيارة في مكانها و هيأ لي سيارة فساعدني سائقها على إصلاح سيارتي فتابعت سيري بأمان
و صــلى الله على ســـيدنا محمـــد و على آله و صــحبه و ســــلم
[/right] [/right] [/right] [/right] [/right] [/right] [/right] [/right] [/right] | |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الخميس سبتمبر 30, 2010 10:19 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 01, 2010 3:59 am | |
| ســـعـد بن أبي وقـاص رضــي الله عـنه
إسمه سعد بن مالك القرشي يكنى أبا إسحاق و أمه حمنة بنت سفيان بن أمية , أسلم بعد ستة سنين و قيل بعد أربعة و كان عمره لما أسلم سبعة عشر سنة .
روي عنه انه قال :أسلمت قبل أن تفرض الصلاة و هو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلمب الجنة و أحد العشرة المبشرين بالجنة سادات الصحابة و أحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عنهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي و هو عنهم راضي , شهد بدراً و أحد و الخندق و كل المشاهد مع النبي صلى الله عليه و سلم و أبلى يوم أحد بلاءً عظيماً و هو أول من أراق دماً في سبيل الله و أول من رمى بسهم في سبيل الله ( رمى أحد المشركين بلحى جمل فشجه) .
أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : إني أول العرب رمى بسهم في سبيل الله ,و أخرج الترمذي في السنن و الطبراني في الكبير و الحاكم في المستدرك وأبن عساكر , أخبرنا أبو أمامه عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله قال : أقبل سعد فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) هذا خالي فليرني أمرؤ خاله .كان النبي (صلى الله عليه و سلم) يفتخر بسعد وهو من أهل أم النبي (صلى الله عليه و سلم) و أهل الأم أخوال .
جاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أدع الله لي أن أكون مستجاب الدعوة , قال له النبي صلى الله عليه و سلم : يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ( أي كل حلال و أبتعد عن أكل الحرام ) .ورواية الترمذي في السنن قال النبي (صلى الله عليه و سلم) : اللهم أستجب لسعد إذا دعاك .
و أخرج البخاري في صحيحه و مسلم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : ما جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم أباه و أمه لأحد إلا لسعد بن أبي وقاص قال له يوم أحد ( ارم فداك أبي وأمي , أرم أيها الغلام الحزور ( الشاب القوي ) و قيل رمى يوم أحد ألف سهم .
روت عنه أبنته عائشة انه قال : رأيت في المنام قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئا ً إذ أضاء لي قمرفاتبعته فكأني أنظر الى من سبقني الى ذلك القمر فأنظر الى زيد بن حارثة و الى علي بن أبي طالب و الى أبو بكر الصديق و كأني أسألهم متى انتهيتم الى ها هنا قالوا الساعة و بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يدعو الى الإسلام مستخفياً فلقيته في شعب أجياد و قد صلى العصر فأسلمت فما تقدمني أحد إلا هم .
روى داوود بن أبي هند عن عثمان ان سعد بن أبي وقاص قال : نزلت هذه الآية في حقي (و ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا) لقمانآية 15 ,قال كنت رجلاً براً بأمي فلما أسلمت قالت : يا سعد ما هذا الدين الذي أحدثت لتدعن دينك هذا أو لا أكل و لا أشرب حتى أموت فتعير بي , فقال لا تفعلي يا أماه فاني لا أدع ديني , فمكثت يوماً و ليلة لا تأكل فأصبحت و قد جهدت فقلت و الله لو كانت لك ألف نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء فلما رأت ذلك أكلت و شربت فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قال أبو المنهال :سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب عن خبر سعد بن أبي وقاص فقال : ( متواضع في خبائه , عربي في نمرته , أشد في تاموره ,يعدل في القضية و يقسم بالسوية و يبعد في السرية و يعطف علينا عطف الأم البرة وينقل إلينا حقنا نقل الذرة .
روى سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث كثيرة منها , يقول سعد : سمعترسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقول عن الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهمإلا منافق . أخرجه مسلم في الصحيح .
توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سنة 55 هـ و قيل سنة 58 هـ و قيل سنة 54 هـ في العقيق على سبعة أميال من المدينة المنورة فحمل على أعناق الرجال الى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان و أزواج النبي صلى الله عليه و سلم .
قال أبنه عامر : كان سعد آخر المهاجرين موتاً و لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف فقال كفنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر و هي علي و إنما كنت أجنؤها لهذا . وقال إسماعيل بن محمد بن سعد : كان سعد طويلاً أفطس و قيل كان قصيراً دحداحاً غليظاً ذا هامة ,شن الأصابع كما قالت أبنته عائشة .
يروى إنه دعا على رجلي وماً إتهمه تهمة لا تليق به فدعا عليه قائلاً : اللهم أطل عمره و أجعل فتنته في النساء , يقال إن هذا الرجل عاش عمراً طويلاً حتى غطا شعره عينيه فكان لا يمربامرأة إلا غمزها أو مد يده عليها فتضربه بالنعال أمام الناس و هو يقول أصابتني دعوة ســـــعد .
والحمد لله ربالعالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 01, 2010 7:59 pm | |
| ســـــعيد بن زيـد الـقـرشــــي رضي الله عنه سعيد بن زيد بن عمروبن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي و هو أبن عم عمر بن الخطاب . أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية و كان صهر عمر بن الخطاب ( زوج أخته فاطمة بنت الخطاب ) رضي الله عنهم .
كان سعيد بن زيد يكنى أبا الأعور وقيل أبو ثور , أسلم قديماً قبل عمر بن الخطاب هو و أمرأته فاطمة و هي كانت ســبب إسلام عمر و كان من المهاجرين الأولين .
آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بينه و بين أبي بن كعب , لم يشهد بدراً و لكن النبي (صلى الله عليه و سلم) ضرب له بسهمه و أجره , قيل لإنه كان غائباً في الشام و قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه هو و طلحة بن عبيد الله الى طريق الشام يتجسـسان الأخبار ثم رجعا الى المدينة بعد إنتهاء المهمة .
و هو أحد العشرةالمبشرين بالجنة و شهد كل المعارك مع النبي (صلى الله عليه و سلم) ,
أخرج أبو داوود في السنن و الترمذي و الإمام أحمد و إبن ماجه و أبو نعيم في الحلية قال : أخبرنا عبدالرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه حميد عن جده عبد الرحمن بن عوف قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر في الجنة و عمر بن الخطاب في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة و علي بن أبي طالب في الجنة و طلحة في الجنة و الزبير بن العوام في الجنة و عبد الرحمن بن عوف في الجنة و سعد بن أبي وقاص في الجنة و سعيد بن زيد في الجنة و أبو عبيدة بن الجراح في الجنة .
روى أحاديث كثيرة منها :
أخرج البخاري في الصحيح و مسلم و أحمد في المسند عن أبي عبيدة بن محمد بن عماربن ياسر عن طلحة عن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قتل دون ماله فهو شهيد و كان مستجاب الدعوة ,
قصته مع أروى بنت أويس حيث شكته الى مروان بن الحكم و هو أمير المدينة لمعاوية و قالت إنه ظلمني أرضي فأرسل إليه مروان فقال سعيد أتروني ظلمتها و قد سمعت رسول الله صلى الله عليهو سلم يقول : من ظلم بشراً من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين , اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها و تجعل قبرها في بئرها , فلم تمت حتى ذهب بصرها وجعلت تمشي الى دارها فوقعت في بئرها فكان قبرها .
شـــهد سعيد بن زيد رضي الله عنه اليرموك و حصار دمشق .
توفي سعيد بن زيد رضي الله عنه سنة 50 هـ و هو أبن بضع و سبعين سنة و قيل توفي سنة 58 هـ في العقيق من نواحي المدينة المنورة و قيل توفي في المدينة , غسله و كفنه عبد الله بن عمر و قيل سعد بن أبي وقاص .
قال نافع و قالت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص غسل سعيد بن زيد سعد بن أبي وقاص و أتى الى البيت فأغتسل فلما خرج قال : أما إني لم أغتسل من غسلي إياه و لكن أغتسل من شدة الحر ونزل في قبره سعد بن أبي وقاص و أبن عمر و صلى عليه أبن عمر .
و صلى الله على ســـيدنا محمــد و على آله و صــــحبه و ســــلم
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 01, 2010 8:05 pm | |
| أ ُســـــــيد بن حـضـــير رضي الله عـنه
رجل قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم : نعم الرجل أسيد بن حضير , و قال عنه الصحابة : بطل يوم السقيفة ( الخلاف بين المهاجرين و الأنصار على الخلافة في سقيفة بني ساعدة ) .
هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيل بن أمرىء القيس بن زيد بن الحارث بن الخزرج بن مالك بن الأوس الأنصاري يكنى أبا يحيى و قيل أبا عيسى كناه النبي صلى الله عليه و سلم و قيل أبوحضير و قيل أبو عمرو , أمه أم أسيد بنت السكن .
كان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم , أسلم أسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة و كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يكرمه و لا يقدم عليه أحد , شهد العقبة الثانية و كان نقيب بني عبد الأشهل و أختلف في شهوده بدر و شهد فتح بيت المقدس مع عمران , آخى النبي (صلى الله عليه و سلم) بينه و بين زيد بن حارثة و كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن و كان أحد العقلاء و أهل الرأي و له في بيعة أبي بكر الصديق أثر عظيم .
أخرج مسلم و الإمام أحمد و القرطبي في التفسير و أبن كثير في التفسير أيضاً عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن أسيد بن حضير قال : قرأت ليلةً سورة البقرة و فرس لي مربوط و يحيى أبني مضطجع قريب مني و هو غلام فجالت الفرس فقمت و ليس لي هم إلا إبني ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماءفهالني فسكت فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال :إقرأ يا أبا يحيى فقلت قد قرأت فجالت الفرس فقال إقرأ أبا حضير فقلت قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني , فقال : تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم .
أخرج الإمام أحمد وأبن مسعد في الطبقات و الحاكم و أبن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح , نعم الرجل معاذ بن جبل ,نعم الرجل أسيد بن حضير , نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح . رجال أثنى عليهم النبي (صلى الله عليه و سلم) في حياته قضوا حياتهم أعزاء لإنهم نصروا دين الله عزو جل .
عـندما حضرته الوفاة في شهر شعبان سنة عشرين أوصى وصية إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدين كان عليه فنظر عمر في وصيته فوجد عليه أربعة آلاف دينار , فباع ثمر نخله أربع سنين بأربعة آلاف حتى قضى دينه , أبى عمر بن الخطاب إلا أن يحمل على كتفيه جنازة رجل عظيم في الإسلام و دفن في ثرى البقيع حيث وارى الأصحاب جثمان رجل مؤمن و عادوا و هم يرددون قول النبي (صلى الله عليه و سلم) نعم الرجل أســـيد بن حضير .
و صــلى الله على ســيدنا محمــد و على آله و صـــحبه و ســـلم
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 01, 2010 8:11 pm | |
| أبـــو الـدحــــداح رضـي الله عـنه
قيل إسمه ثابت قال أبن مسعود : لما نزلت ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ) البقرة245 , قال أبو الدحداح يا رسول الله والله يريد منا القرض قال : نعم قال حديث صدقته .
قال زيد بن أسلم : لما نزلت هذه الآية الكريمة قال أبو الدحداح : فداك أبي و أمي يا رسول الله إن الله يستقرضنا و هو غني عن القرض قال : نعم يريد أن يدخلكم الجنة به . قال فإني أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به و لصبيتي الدحداحة معي الجنة قال : نعم قال : فناولني يدك فناوله رسول الله صلى الله عليه و سلم يده فقال : إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة و الأخرى بالعالية و الله لا أملك غيرها قد جعلتها قرضاً لله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إجعل إحداهما لله و الأخرى دعها معيشة لك و لعيالك قال : فأشهدك يارسول الله إني قد جعلت خيرهما لله تعالى .
و هوحائط فيه 600 نخلة , قال : إذاً يجزيك الله به الجنة , فأنطلق أبو الدحداح حتى جاءأم الدحداح و هي مع صبيانها تدور تحت النخل فقال : يا أم الدحداح أخرجي و صبيانك من الحائط فقد بعته لله و رسوله فخرجوا و قالت : ربح بيعك يا أبا الدحداح .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : كم من عذق رداح و دار فياح لأبي الدحداح .
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الجمعة أكتوبر 01, 2010 10:00 pm | |
| | |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأحد أكتوبر 03, 2010 9:45 pm | |
| أبــو الــدرداء رضــي الله عنه
إسمه عويمر بن عامربن مالك بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب لن الخزرج , أمه محبة بنت واقد بن عمرو .
تأخر إسلامه قليلاً فكان آخر أهل داره إسلاماً و حسن إسلامه و كان فقيهاً عاقلاً حكيماً زاهداً عابداً تاجراً , وكان يقول من لم يكن غنياً عن الدنيا فلا دنيا له.
آخى رسول الله صلىالله عليه و سلم بينه و بين سلمان الفارسي , و قال عنه النبي (صلى الله عليه و سلم)عويمر حكيم أمتي . شهد بعد أحد كل المشاهد مع النبي (صلى الله عليه و سلم) .
أخرج الإمام أحمد في مسنده و الطبراني في الكبير قال حدثنا هدبة , حدثنا قتادة عن سالم عن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا نحن أعجز من ذلك و أضعف قال فإن الله عز و جل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءاً من أجزاء القرآن .
روى أبو أيوب عن أبي قلابة أن أبا الدرداء رضي الله عنه مر على رجل فد أصاب ذنباً و كانوا يسبونه فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه قالوا : بلى قال : فلا تسبوا أخاكم و أحمدوا الله الذي عافاكم قالوا : أفلا نبغضه قال : إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي .
و روى صالح المري عن جعفر بن زيد أن أبا الدرداء لما نزل به الموت بكى فقالت له أم الدرداء و أنت تبكييا صاحب رسول الله قال : نعم و مالي لا أبكي و لا أدري علام أهجم من ذنوبي .
وقال شميط بن عجلان لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعاً شديداً فقالت له أم الدرداء ألم يكن تخبرنا أنك تحب الموت قال : بلى و عزة الله و لكن نفسي لما أستيقنت الموت كرهته ثم بكى و قال هذه آخر ساعاتي من الدنيا لقنوني لا إله إلا الله فلم يزل يرددها حتى مات .
و قيل دعا إبنه بلال فقال ويحك يا بلال إعمل للساعة إعمل لمثل مصرع أبيك و أذكر به مصرعك و ساعتك .
ولي أبو الدرداء قضاء دمشق في خلافة عثمان و توفي قبل أن يقتل عثمان بسنتين , و خطب خطبة في أهل الشام فقال : يا أهل الشام أنتم الأخوان في الدين و الجيران في الدار و الأنصار على الأعداء و لكن ما لي أراكم لا تستحبون تجمعون ما لا تأكلون و تبنون ما لا تسكنون وترجمن ما لا تبلغوا .
حفظ عن النبي صلى الله عليه و سلم دعاء مشهور فقيل له يوماً يا أبا الدرداء أحترق الحي الذي فيه بيتك , قال : إن الله لا يفعل ذلك و بعد ساعات قالوا له يا أبا الدرداء أحترق الحي كله إلا بيتك , قال : كنت أعلم ذلك فقالوا له عجباً يا أبا الدرداء قلت إن الله لايفعل ذلك ثم قلت كنت أعلم ذلك , فقال علمني حبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات من قالها أمنه الله و أهل بيته و بيته من كل شيء حتى النار و قد قلتها اليوم فلا داعي للخوف .
عندما فتحت قبرص وحملت الغنائم الى المدينة رأى الناس أبا الدرداء يبكي و أقتربوا دهشين يسألونه فتولى السؤال جبير بن نفير قال له يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام و أهله ؟ فأجاب أبو الدرداء : ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره , بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لها الملك تركت أمر الله فصارت الى ما ترى .
خطب يزيد بن معاوية أبنته الدرداء فرده و لم يقبل خطبته ثم خطبها واحد من فقراء المسلمين و صالحيهم فزوجها أبو الدرداء منه فعجب الناس لهذا التصرف فقال لهم : ما ظنكم بالدرداء إذا قام على رأسها الخدم و سكنت القصور أين دينها يومئذٍ .
و صــلى الله على ســـيدنا محمــد و على آله و صـــحبه و ســـلم
| |
| | | محمد الشيخ جمال مشرف القسم الصوفي
الجنس : عدد المساهمات : 420 نقاط : 457 تاريخ الميلاد : 12/11/1974 تاريخ التسجيل : 11/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الأحد أكتوبر 03, 2010 9:53 pm | |
| أبــو أيــــوب الأنصـــاري رضــي الله عـنـه
إسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر , لذا يسمى أبو أيوب الأنصاري الخزرجي أمه هند بنت سعيد بن عمرو بن أمرؤ القيس شهد بيعة العقبة و بدر و أحد وكل المشاهد مع النبي صلى الله عليه و سلم .
رضي الله تعالى عن الأنصار الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه و سلم : اللهم أرحم الأنصار و أبناءالأنصار و أبناء أبناء الأنصار . سموا بالأنصار لإنهم نصروا رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال عنهم (صلى الله عليه و سلم) لقد آووني حين طردني الناس و أمنوابي حين كفر بي الناس و دافعوا عني حين تخلى عني الناس .
سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم في إحدى المعارك أين سعد بن الربيع رضي الله عنه أبحثوا عنه أهو حي أو ميت ؟ فأخذوا يبحثون عنه فوجدوه فيه رمق أي نفس فقالوا له رسول الله يقرئك السلام و يسأل عنك , فقال : أبلغوا رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام , ثم قال : يا معشر الأنصار ليس لكم عند الله عذر إن أصيب رسول الله بين أظهركم و فيكم عين تطرف , دافعوا عنه حتى الموت ثم مات رضي الله عنه و هو جريح .
كتيبة تلبس الدروع والسلاح في فتح مكة و أبو سفيان يسأل قبل أن يسلم من هؤلاء يا عباس شباب تلبس الدروع ؟ فقال العباس رضي الله عنه هؤلاء كتيبة الأنصار ( الحرس النبوي ) رجال أنفقوا أموالهم و أنفسهم في سبيل الله دفعوا بأولادهم الى الموت في سبيل الله , تخلواعن الدنيا و ما فيها , أثناء الهجرة قاسموا إخوتهم المهاجرين المال و العقار و حتى الأهل حتى إن أحدهم و هو سعد بن الربيع قال لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم : يا أخي عندي أمرأتان فأنظر أيهما تريد أطلقها لك فتتزوجها فقال له : بارك الله لك في مالك و أهلك .
لما قدم النبي (صلى الله عليه و سلم) المدينة مهاجراً نزل عليه و أقام عنده حتى بنى حجرة و مسجده (صلى الله عليه و سلم) و أنتقل إليها .آخى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بينه و بين مصعب بن عمير
أخرج أبن سعد في الطبقات و أبن كثير في البداية و النهاية , عن أبن إسحاق قال : فأقام النبي (صلى الله عليه و سلم) بين ظهرانيهم خمساً يعني بني عمرو بن عوف و خرج رسول الله (صلى الله عليه و سلم) الى المدينة فأعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله هلم الى العدد و العدة و القوة أنزل بين أظهرنا فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم)خلو سبيل الناقة فإنها مأمورة ثم مر ببني بياضه فأعترضوه فقالوا مثل ذلك ثم مرببني ساعدة فقالوا مثل ذلك فقال خلو سبيلها فإنها مأمورة ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا هلم إلينا أخوالك فقال مثل ذلك فمر ببني مالك بن النجار فبركت الناقة على باب مسجده الحالي ثم ألتفتت ثم انبعثت ثم كرت الى مبركها الذي أنبعثت منه فبركت فيه ثم تحلحلت في مناخها و رزمت فنزل رسول الله (صلى الله عليه و سلم) عنها فأحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فأدخله بيته وأمر ببناء المسجد.
روى حبيب أبن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال أبن عباس : يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه و سلم عن مسكنك و أمر أهله فخرجوا و أعطاه كل شيء ( قال أبن كثير في البداية و النهاية البيت في البصرة ) .
روى أحاديث كثيرة عنالنبي صلى الله عليه و سلم منها ( من صام رمضان و أتبعها ستة من شوال كان كصيام الدهر كله ) .
كان رضي الله عنه يرمي نفسه في المعارك فقال له بعضهم يا أبا أيوب ألم يقل الله ( و لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) فقال : ليس هذا , إنما التهلكة التي أرادها الله في هذه الآية هي أن يلهيكم البيع و الشراء عن الجهاد أو العبادة .
غـزا أرض الروم مع يزيد بن معاوية سنة إحدى و خمسين و توفي عند مدينة القسطنطينية و قيل سنة خمسين ودفن هناك و أمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل و تدبر على قبره حتى عفا أثر القبر . و قيل إن الروم قالوا للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب لقد كان لكم الليلة شأن ؟ قالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه و سلم و أقدمهم إسلاماً و قد دفناه حيث رأيتم , و الله لئن نبش لأضرب لكم بناقوس في أرض العرب .
روى الإمام أحمد في مسنده م الطبراني في الكبير قال أبي صالح قال الذهبي قال : أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال مروان أتدري ما تصنع ؟فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب رضي الله عنه فقال أبو أيوب : نعم جئت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و لم آت الحجر .
| |
| | | محب السيد الرواس الإدارة
الجنس : عدد المساهمات : 1055 نقاط : 1693 تاريخ الميلاد : 09/01/1987 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : الإثنين أكتوبر 04, 2010 5:03 pm | |
| | |
| | | | سلسلة سير أصحاب خير الأنام صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه : | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |