" دعوهم يفرحوا بالله ساعة"
أحمد بن حنبل
كبشرٍ نحتاج إلى الله كثيراً، نحتاجه في كل أحوالنا، في كل اللحظات، في كل الأمكنة، في كل الأوضاع، لأنه لا يخلو شيءٌ منه، و لا يستغني شيءٌ عنه، و لأنه قابض كل شيءٍ، و مالك كل شيء، و المحيط بكل شيء، و العليم بكل شيء، و القادر على كل شيءٍ، فكل شيءٍ تتعلق به أسماؤه، و تظهر فيه صفاته.
هذا الاحتياج منا إلى الله أشد ضرورات المخلوقات كلها، فمن الكون كله بعظمته إلى أضغر مخلوق لا يُرى، كلهم في الاحتياج سواء. هذا الاحتياج لا بُد و أن يكون في جوِّ الجمال، جوِّ الحبِّ، جوِّ الأُنس، جوَ الحُسْن، جوِّ الإقبالِ ، جوِّ الرغبة، جوِّ الفرح. لا أن يكون في جوِّ الخوفِ، و لا في جوِّ الرهبة، و لا في جوِّ الحُزن، و لا في جوِّ الوحشة، و لا في جوِّ الظُلمة، و لا في جوِّ الرُعب، و لا في جوِّ الإدبار.
كثيراً ما نُعلَّم العيش مع الله في أجواء لا تمتلئ بالحب، و لا تمتلئ بالترغيب، بل تمتلئ بالرهبة و الخوف، و هنا سيكون العيش مع الله، و الإقبال عليه محفوفاً باضطراب النفس و قلق الروح، و من هنا لا يكون الاستقرار في العيش، و لا يكون الهناءُ في الإقبال.
إن تعاليم الأنبياءِ للناس في العيش مع الله في العبادات و الدعوات مليئة بأن يكون ذلك في جو الإقبال، و جو الحب، و جو الفرح، و أن يكون الإنسان كذلك مع الله في كل الأحوال، فجاءت ممادح على الأعمال، و فضائل للأعمال، كل ذلك تأكيداً على هذا الشيء.
أما أن تكون تعاليم العيش مع الله أن يكون في جوِّ الخوف و الرهبة فهذا مما لا يمكن أن يجيءَ من سَويِّ القصد، و لا من سليم النظر و الرؤية، لأن الله أفاد عن نفسه في كثير بأن جوانب الجمال و الحُسن و الأمن منه لخلقه سابقات لأضدادها، و أنه ما أرسل الرسل منه لبقية خلقه إلا حاملين لراية التبشير.
لو تأملنا أحوال المخلوقات لما رأينا فيها سوى العيش بحب هذا الله العظيم، و لأجل ذلك كانت آتية بالطوع و الرغبة، و مُقبلة بالحب و الشوق.
عندما نعيش مع الله بكل معاني الحب و آثاره سنجد نفوسنا هانئة، و أرواحنا هادئة، و قلوبنا مطمئنة، و سنجد منَّا إقبالاً على الله، و في قلوبنا طربٌ معه، و أرواحنا ترقص في محراب عبادته، و سنجد الرضا، و سنجد السعادة، لأننا عشنا مع الله، حبيبنا، مع الله ربنا، مع الله راحمنا، مع الله اللطيف بنا، مع الله المحسن إلينا، مع الله الضاحك إلينا، مع الله الجائد الكريم المعطاء، هكذا سنكون معه في جنةٍ تعبُّدية، جنةٍ لعبدٍ مع معبوده، جنةُ العيش مع الله ستكون أجمل من جنة العيش في نعيم الله، لأن تلك الجنة ليست إلا لمن تنعم بجنة العيش مع الله.
لا يعني هذا إغفال جانب الخوف أمام الأمن، و لا الترهيب أمام الترغيب، و لا الوعيد أمام الوعد، لا؛ فتلك مهمة لوزن الأحوال، و ليست مهمةً لحكمها. ففرق بين ما كان للوزن وبين ما كان للحكم.
ما أجملنا حينما نعيش مع الله بالحب، بالرغبة، بالشوق، بالجمال، بالفرح، بالسعادة، بالابتسامة، بالأُنس، بالمتعة، ما أجملنا حينما نعيش مع الله لأنه الصاحبُ في الحياة.وغاية المنى بعد الموت.
خواطر وردت على نفسي التائهه فأحببت أن اشارك سادتي في منا قشتها .
اللهم ماأصبت فيه فبرحمة منك وفضل وماأخطأت فتقصير مني وغفله.فلاتحاسبني بما أنا أهل له ولكن حاسبني بما أنت أهل له .واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى...
(كل بن آدم يوخذ من كلامه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر) الأمام مالك وكان في الروضة الشريفه على ساكنها أفضل السلام.